المنزل فضاءٌ للألفة لا للبؤس والتَّصادم

المنزل فضاءٌ للألفة لا للبؤس والتَّصادم

المنزل فضاء رحبٌ يفترض أن يجمع تحت سقفه الأسرة بالمحبَّة والفرح والأنس، لا أن يتحوَّل عند البعض إلى كابوسٍ ومساحةٍ من النّزاع والتّخاصم والكآبة، وكأنّه أضحى موطناً لكثيرٍ من أشكال الحزن والتوتّر العصبيّ والنفسيّ، إذ يصادف أنّ كثيراً من الأزواج الَّذين يعانون مشاكل وضغوطات في العمل، أو مع بعض المعارف والأصدقاء والأرحام، يبادرون إلى نقل توتّرهم وعصبيَّتهم إلى البيت، فتعيش الزّوجة، كما الأطفال، في جوٍّ من الكآبة والصَّدمة والعصبيَّة، وينعكس ذلك على وضعهم النفسيّ والجسديّ، ويتأثّرون بذلك.

والطّامّة الكبرى، أنَّ بعض الزّوجات لا يستوعبن نكد الأزواج وعصبيّتهم، فيلجأن أيضاً إلى مواجهة العصبيَّة بعصبيَّة مثلها، وإلى الصّراخ والسّلوك العنيف، بمرأى من الأطفال ومسمعهم، وهو ما يزيد الأمور سوءاً وتعقيداً.

وتصل الأمور إلى حدٍّ لا يُطاق، ويتحوَّل المنزل إلى مكانٍ لا يخيِّم عليه الأمن والأمان، في الوقت الذي يجب أن تخيِّم عليه السعادة، وتبدأ الزوجة بلمّ أغراضها، وتذهب إلى بيت أهلها، ويعيش الأولاد إذ ذاك ظروفاً قاسية، فيضطرّ أهل الزّوجة أو الزوج إلى تحريك عجلة المصالحة، وتبدأ المداولات على أمل المصالحة ولمّ الشمل.

لا يعي بعض الأزواج، كما الزّوجات، خطورة النّكد ونقل العصبيّة وإفشاءها في البيت، ولا يعلمون أنّ من الواجب عليهما حفظ الأمن ونشر السلام في العلاقة بينهما، لينعم الأولاد بجوّ عائلي مريح يؤمّن لهم الاستقرار المطلوب لنموّهم النفسي والفكري، فلا يجوز، والحال هذه، مهما اشتدَّت الضّغوطات على الزوج في الخارج، أن يبدأ بإظهار عصبيّته ومزاجيّته في البيت، وكأنه يتشفّى من أسرته، بل عليه ألا يظهر أياً من عصبيّته، ويخفي ذلك مهما أمكنه، ويتصرّف بكلّ رويَّة وحكمة، حفاظاً على الجوّ الأسريّ وتماسكه.

كما على الزّوجة ألا تبادر إلى ردّ الفعل السّريع، ومبادلة الزوج بالعصبيّة والمزاجيّة الحادّة، بل أن تستوعب الزّوج، وتخفِّف عنه متاعبه، وتسأله بالطّريقة اللّيّنة عن أسباب ضغوطاته، وأن تحاول مساعدته وإيجاد المناخات المريحة له في المنزل، وأن تشعره بأنها تهتمّ به، وتحسّ بمشاكله وتطلّعاته، فاحترام مشاعر البعض للبعض الآخر مهمّ في إبقاء الدّفء في العلاقة الزوجيّة، وما تتركه من انعكاس إيجابيّ على الجوّ العائلي.

لا بدَّ للزوج، كما الزوجة، من أن يقلعوا عن كلّ مشاحنة وأنانيّة وعناد ومزاجيَّة، كي لا تتصدّع الأسرة وتنهار، فليست هذه المفردات إلا عدوّاً قاتلاً لأيّ فرصة باستمراريّة الزّواج النّاجح والأسرة الهنيّة.

المنزل السعيد والأسرة السّعيدة يواجهان كلّ ما يؤدّي إلى جلب البؤس والتّعاسة إليهما، بكلّ انفتاح ووعي وتفهُّم وتضحية ومحبّة، والمهمّ أن نحافظ على جوّ أسريّ نظيف ومرتاح ومستقرّ نفسيّاً، كي نبعد أيّ مرض وتوتّر يتفاقم مع الوقت، ويؤدّي إلى ضياع الأسرة وتفكّكها، وهذا كلّه من مسؤوليّة الزّوجين معاً، ووعيهما لما يتوجّب عليهما من تصرّفات، بما يضمن حاضر الأسرة ومستقبلها، فالأولاد أمانة، ولا يجوز أن ندفع بهم إلى الحياة، وهم يعيشون في بؤس وتوتّر وكآبة، ويعانون أمراضاً نفسيَّة وعصبيَّة. فهلاّ نعي حساسيّة دورنا وعظيم مسؤوليّاتنا؟!

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنما عن وجهة نظر صاحبها.

المنزل فضاء رحبٌ يفترض أن يجمع تحت سقفه الأسرة بالمحبَّة والفرح والأنس، لا أن يتحوَّل عند البعض إلى كابوسٍ ومساحةٍ من النّزاع والتّخاصم والكآبة، وكأنّه أضحى موطناً لكثيرٍ من أشكال الحزن والتوتّر العصبيّ والنفسيّ، إذ يصادف أنّ كثيراً من الأزواج الَّذين يعانون مشاكل وضغوطات في العمل، أو مع بعض المعارف والأصدقاء والأرحام، يبادرون إلى نقل توتّرهم وعصبيَّتهم إلى البيت، فتعيش الزّوجة، كما الأطفال، في جوٍّ من الكآبة والصَّدمة والعصبيَّة، وينعكس ذلك على وضعهم النفسيّ والجسديّ، ويتأثّرون بذلك.

والطّامّة الكبرى، أنَّ بعض الزّوجات لا يستوعبن نكد الأزواج وعصبيّتهم، فيلجأن أيضاً إلى مواجهة العصبيَّة بعصبيَّة مثلها، وإلى الصّراخ والسّلوك العنيف، بمرأى من الأطفال ومسمعهم، وهو ما يزيد الأمور سوءاً وتعقيداً.

وتصل الأمور إلى حدٍّ لا يُطاق، ويتحوَّل المنزل إلى مكانٍ لا يخيِّم عليه الأمن والأمان، في الوقت الذي يجب أن تخيِّم عليه السعادة، وتبدأ الزوجة بلمّ أغراضها، وتذهب إلى بيت أهلها، ويعيش الأولاد إذ ذاك ظروفاً قاسية، فيضطرّ أهل الزّوجة أو الزوج إلى تحريك عجلة المصالحة، وتبدأ المداولات على أمل المصالحة ولمّ الشمل.

لا يعي بعض الأزواج، كما الزّوجات، خطورة النّكد ونقل العصبيّة وإفشاءها في البيت، ولا يعلمون أنّ من الواجب عليهما حفظ الأمن ونشر السلام في العلاقة بينهما، لينعم الأولاد بجوّ عائلي مريح يؤمّن لهم الاستقرار المطلوب لنموّهم النفسي والفكري، فلا يجوز، والحال هذه، مهما اشتدَّت الضّغوطات على الزوج في الخارج، أن يبدأ بإظهار عصبيّته ومزاجيّته في البيت، وكأنه يتشفّى من أسرته، بل عليه ألا يظهر أياً من عصبيّته، ويخفي ذلك مهما أمكنه، ويتصرّف بكلّ رويَّة وحكمة، حفاظاً على الجوّ الأسريّ وتماسكه.

كما على الزّوجة ألا تبادر إلى ردّ الفعل السّريع، ومبادلة الزوج بالعصبيّة والمزاجيّة الحادّة، بل أن تستوعب الزّوج، وتخفِّف عنه متاعبه، وتسأله بالطّريقة اللّيّنة عن أسباب ضغوطاته، وأن تحاول مساعدته وإيجاد المناخات المريحة له في المنزل، وأن تشعره بأنها تهتمّ به، وتحسّ بمشاكله وتطلّعاته، فاحترام مشاعر البعض للبعض الآخر مهمّ في إبقاء الدّفء في العلاقة الزوجيّة، وما تتركه من انعكاس إيجابيّ على الجوّ العائلي.

لا بدَّ للزوج، كما الزوجة، من أن يقلعوا عن كلّ مشاحنة وأنانيّة وعناد ومزاجيَّة، كي لا تتصدّع الأسرة وتنهار، فليست هذه المفردات إلا عدوّاً قاتلاً لأيّ فرصة باستمراريّة الزّواج النّاجح والأسرة الهنيّة.

المنزل السعيد والأسرة السّعيدة يواجهان كلّ ما يؤدّي إلى جلب البؤس والتّعاسة إليهما، بكلّ انفتاح ووعي وتفهُّم وتضحية ومحبّة، والمهمّ أن نحافظ على جوّ أسريّ نظيف ومرتاح ومستقرّ نفسيّاً، كي نبعد أيّ مرض وتوتّر يتفاقم مع الوقت، ويؤدّي إلى ضياع الأسرة وتفكّكها، وهذا كلّه من مسؤوليّة الزّوجين معاً، ووعيهما لما يتوجّب عليهما من تصرّفات، بما يضمن حاضر الأسرة ومستقبلها، فالأولاد أمانة، ولا يجوز أن ندفع بهم إلى الحياة، وهم يعيشون في بؤس وتوتّر وكآبة، ويعانون أمراضاً نفسيَّة وعصبيَّة. فهلاّ نعي حساسيّة دورنا وعظيم مسؤوليّاتنا؟!

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية