مشاكل اجتماعيَّة لا بدَّ من علاجها

مشاكل اجتماعيَّة لا بدَّ من علاجها

تحدَّث تقرير في إحدى الصّحف عن ظاهرة تناول طلاب الثانويّات والجامعات للأدوية العصبيَّة والنفسيّة، وتظهر الدّراسة وجود رابط واضح بين تدخين الأركيلة عند الطلاب وتناولهم تلك الأدوية من دون وصفة..

التَّقرير تكلّم عن نسبة 20% من الطّلاب الَّذين يتناولون أدوية نفسيّة من دون الرّجوع إلى طبيب، حتى إنَّ الأهل الذين من المفترض أن يقدّموا لهم التّوجيه والنّصح، قد يسهِّلون لهم تناولها، ويجعلونها في متناولهم.

تبيِّن دراسة طبّيّة قام بها مجموعة من الطّلاب والباحثين، أنَّ 20% من الطّلاّب يتناولون أدويةً نفسيّةً وعصبيّةً دون استشارة طبيّة، وهي تشكّل مع شرب الكحول والنّرجيلة والمخدّرات، خطراً كبيراً على الصحّة العامّة، فهناك تشابه إلى حدٍّ بعيدٍ بين دوافع شرب هذه الأدوية الّتي تتنوّع ما بين المنوِّمة، للمساعدة على النّوم وإبعاد شبح القلق، والمنشّطات، وما أكثرها! للشّعور بالحضور والحيويَّة، إضافةً إلى المهدّئات وأدوية الاكتئاب، ودوافع تدخين السَّجائر والنّرجيلة، الّتي يدّعي البعض أنّها تبعد كثيراً من المشاكل والهموم، مع أنها في الحقيقة تساهم في رفع نسبة المخاطر الصّحيّة لديهم.

أمام هذا المشهد، نطلّ على المسؤوليَّات الَّتي من المفترض أن يضطلع بها أصحاب الشَّأن العام، لجهة التصدِّي لظاهرة تناول الأدوية النفسيَّة والعصبيَّة بدون وصفة طبّية، فلا يعقل أن يتمَّ تجاهل الموضوع، فالسَّلامة العامّة أمانة، والحفاظ عليها يتطلَّب الحذر والانتباه والفاعليّة اللازمة، لتشديد آليّات المراقبة في كيفيّة الحصول على الأدوية، والعمل مع كلّ الفاعليّات والهيئات لتسليط الضَّوء على مخاطر تناول تدخين النَّرجيلة، أو تناول الأدوية بدون وصفة طبّية.

وللإعلام والمؤسَّسات التربويّة والاجتماعيّة دور كبير ومهمّ في هذا الإطار، من أجل رفع الوعي العام حول كلّ ذلك.

ليس هذا فحسب، بل لا بدَّ من تسليط الضَّوء أيضاً على عوامل نشأة مثل هذه الظّاهرة وغيرها من المشاكل الاجتماعيّة والإنسانيّة، بغية دراستها واجتراح الحلول المناسبة لها، فلا يجوز والحال هذه، أن تبقى المشكلات بلا حلّ، وأن يُترك الشّباب إلى مصيرهم المجهول، وإلى عادات وسلوكيّات تقتلهم كلّ يوم، وتصادر حضورهم وحاضرهم ومستقبلهم، وتدفع بهم نحو كثير من المشاكل والتّحدّيات النفسيّة والاجتماعيّة التي تسبِّب أحياناً موتهم، أو على الأقلّ تخديرهم وتجميد دورهم ونشاطهم، لصالح العبثيَّة والضّياع.

إنَّ معالجة هذه القضيَّة وغيرها من القضايا الاجتماعيَّة، كالبطالة والأمّيّة، وإيجاد مناخات نظيفة للتّواصل، وخصوصاً مع الشّباب، وفهم متطلّباتهم، باتت أمراً ملحّاً وضروريّاً، إذ بات الواقع مختنقاً بكثير من الأزمات والتّحدّيات، ومنذراً بانفجار كبير، نعيش اليوم وكلّ يوم بعضاً من أشكاله واهتزازاته.

فالسَّلامة النفسيَّة والاجتماعيَّة للشَّباب وغيرهم، يساهم في صنعها الجميع. أما سياسة إدارة الظّهر، ووضع الرّؤوس في الرّمال، والتهرّب من المسؤوليّات من قبل الجميع، فلن يحلّ المشكلات، لا بل سيزيدها تكريساً وتعقيداً.. لذا، لا بدَّ من تدارك الأمور ما أمكن إلى ذلك سبيلاً، لأنَّ المشكلة تطاول بتداعياتها الخطيرة الواقع برمّته، وليس فئة بعينها.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.


تحدَّث تقرير في إحدى الصّحف عن ظاهرة تناول طلاب الثانويّات والجامعات للأدوية العصبيَّة والنفسيّة، وتظهر الدّراسة وجود رابط واضح بين تدخين الأركيلة عند الطلاب وتناولهم تلك الأدوية من دون وصفة..

التَّقرير تكلّم عن نسبة 20% من الطّلاب الَّذين يتناولون أدوية نفسيّة من دون الرّجوع إلى طبيب، حتى إنَّ الأهل الذين من المفترض أن يقدّموا لهم التّوجيه والنّصح، قد يسهِّلون لهم تناولها، ويجعلونها في متناولهم.

تبيِّن دراسة طبّيّة قام بها مجموعة من الطّلاب والباحثين، أنَّ 20% من الطّلاّب يتناولون أدويةً نفسيّةً وعصبيّةً دون استشارة طبيّة، وهي تشكّل مع شرب الكحول والنّرجيلة والمخدّرات، خطراً كبيراً على الصحّة العامّة، فهناك تشابه إلى حدٍّ بعيدٍ بين دوافع شرب هذه الأدوية الّتي تتنوّع ما بين المنوِّمة، للمساعدة على النّوم وإبعاد شبح القلق، والمنشّطات، وما أكثرها! للشّعور بالحضور والحيويَّة، إضافةً إلى المهدّئات وأدوية الاكتئاب، ودوافع تدخين السَّجائر والنّرجيلة، الّتي يدّعي البعض أنّها تبعد كثيراً من المشاكل والهموم، مع أنها في الحقيقة تساهم في رفع نسبة المخاطر الصّحيّة لديهم.

أمام هذا المشهد، نطلّ على المسؤوليَّات الَّتي من المفترض أن يضطلع بها أصحاب الشَّأن العام، لجهة التصدِّي لظاهرة تناول الأدوية النفسيَّة والعصبيَّة بدون وصفة طبّية، فلا يعقل أن يتمَّ تجاهل الموضوع، فالسَّلامة العامّة أمانة، والحفاظ عليها يتطلَّب الحذر والانتباه والفاعليّة اللازمة، لتشديد آليّات المراقبة في كيفيّة الحصول على الأدوية، والعمل مع كلّ الفاعليّات والهيئات لتسليط الضَّوء على مخاطر تناول تدخين النَّرجيلة، أو تناول الأدوية بدون وصفة طبّية.

وللإعلام والمؤسَّسات التربويّة والاجتماعيّة دور كبير ومهمّ في هذا الإطار، من أجل رفع الوعي العام حول كلّ ذلك.

ليس هذا فحسب، بل لا بدَّ من تسليط الضَّوء أيضاً على عوامل نشأة مثل هذه الظّاهرة وغيرها من المشاكل الاجتماعيّة والإنسانيّة، بغية دراستها واجتراح الحلول المناسبة لها، فلا يجوز والحال هذه، أن تبقى المشكلات بلا حلّ، وأن يُترك الشّباب إلى مصيرهم المجهول، وإلى عادات وسلوكيّات تقتلهم كلّ يوم، وتصادر حضورهم وحاضرهم ومستقبلهم، وتدفع بهم نحو كثير من المشاكل والتّحدّيات النفسيّة والاجتماعيّة التي تسبِّب أحياناً موتهم، أو على الأقلّ تخديرهم وتجميد دورهم ونشاطهم، لصالح العبثيَّة والضّياع.

إنَّ معالجة هذه القضيَّة وغيرها من القضايا الاجتماعيَّة، كالبطالة والأمّيّة، وإيجاد مناخات نظيفة للتّواصل، وخصوصاً مع الشّباب، وفهم متطلّباتهم، باتت أمراً ملحّاً وضروريّاً، إذ بات الواقع مختنقاً بكثير من الأزمات والتّحدّيات، ومنذراً بانفجار كبير، نعيش اليوم وكلّ يوم بعضاً من أشكاله واهتزازاته.

فالسَّلامة النفسيَّة والاجتماعيَّة للشَّباب وغيرهم، يساهم في صنعها الجميع. أما سياسة إدارة الظّهر، ووضع الرّؤوس في الرّمال، والتهرّب من المسؤوليّات من قبل الجميع، فلن يحلّ المشكلات، لا بل سيزيدها تكريساً وتعقيداً.. لذا، لا بدَّ من تدارك الأمور ما أمكن إلى ذلك سبيلاً، لأنَّ المشكلة تطاول بتداعياتها الخطيرة الواقع برمّته، وليس فئة بعينها.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية