السّرقة الفكريّة

السّرقة الفكريّة

هناك فرق كبير بين اقتباس النّصوص بأكملها، أو على الأقلّ، اقتباس فكرة أو جملة منها، وما يسمَّى توارد الأفكار. هناك أفكارٌ وعباراتٌ ونصوصٌ، لم تعد معروفة المصدر، أو قلْ تعمَّد البعض إخفاء مصدرها الأصليّ، ويقومون بنسبتها إليهم، وهو ما يُعرف بـ"الانتحال"، والّذي ساعد على نموّ هذه الظّاهرة اليوم، الفضاء الإلكترونيّ بكلّ أنواعه، حيث باتت مساحات الاطّلاع على كثيرٍ من المؤلّفات والكتب وخلاصاتها، وعلى كثيرٍ من الأقوال والأفكار، سهلةً، ولا تحتاج إلى عناء كثير، فيعمد البعض إلى قصّ بعض العبارات، أو الجمل، أو أخذ بعض الأفكار المعرفيَّة والعلميّة، وإجراء بعض التّعديلات أو التّجميلات اللّغويَّة عليها، بحسب ما يملكون من أسلوب، ويعمدون إلى نسبها إليهم، وكأنَّهم هم من قاموا بإنتاجها.

وهناك من يتجرّأ ويعمد إلى سرقة أفكار وعبارات ليست له، ووضعها في ثنايا كتاباته وأبحاثه، دون أن يقوم بذكر مصدرها بالتَّحديد.. وإذا ما جئت لتحاسبه، فإنَّه يعتبر ذلك مجرّد توارد أفكار، وهو ليس إلا مبرّراً لنفسه ليقصّ ما يشاء ويلصق على صفحته الإلكترونيَّة، أو حتّى في كتاباته، وصولاً إلى أبحاثه، أو إذا ما فكّر في نشر كتاب، يضع اسمه على غلافه، بينما مضمونه عبارة عن سرقات وانتحالات من الغير.

وازداد فعل الانتحال أو القصّ والإلصاق، إن صحّ التّعبير، مع وجود تقنيّات المعلومات التي سهّلت وجود المعلومة وسرعة اختطافها وتبنّيها، ولكن في زمن المعلوماتيّة وكثرة المنتحلين، يبرز سؤالان مشروعان: أين الحقوق الفكريَّة والإنسانيَّة؟ ألا تعتبر ملكاً لأصحابها الشّرعيّين ولا يجوز التعدّي على ملكيّتهم؟!

والجواب يأتي بسرعة، للأسف، وهو أنَّ الأخلاقيّات لدى كثيرين باتت آخر ما يتمّ التّفكير فيه، فلا يعتنون بمقولة إنَّ ما يقومون به هو محض سرقة أو غشّ وخداع صريح، وجلّ همّهم أن يمدّوا أيديهم ويأخذوا ما يحلو لهم، ويلصقوها في المكان الّذي يناسبهم، وآخر همّهم أن يذكروا مصدر معلوماتهم، وكأنهم بالفعل كاتبون وباحثون، ولكنَّهم في الواقع متعدّون على حرمة أملاك الآخرين وحقوقهم، ولا يحترمون أبسط قواعد الكتابة.

إنّ مسألة (الانتحال) تطرح في الوسط العام، ولا يملك المرء إلا أن يوصي بضرورة تعزيز الأخلاقيّات العامّة، لجهة بناء جيلٍ مثقّفٍ وواعٍ، يعرف قيمة نفسه واحترام حقوق النّاس، والوفاء لهم، ويتّكل على نفسه في كتاباته وإبداعه. إنها مهمّة الجميع من القيّمين على الشّأن العام، أن يوجّهوا الأجيال، ويعملوا على تربيتها على حفظ الأمانة والصِّدق، وحرمة الغشّ والسّرقة والتّعدّي على الملكيّة.

إنها مهمَّة صعبة ومعقَّدة، ولكنَّها لا ينبغي أن تثبِّط الهمم عن متابعتها، بل ينبغي توجيه الموضوع الوجهة السَّليمة، بما يحقّق حفظ الحقوق والأمانات، كمعيار مهمٍّ وأساسيٍّ لتحقيق الأمن والسَّلامة في المجتمع.


هناك فرق كبير بين اقتباس النّصوص بأكملها، أو على الأقلّ، اقتباس فكرة أو جملة منها، وما يسمَّى توارد الأفكار. هناك أفكارٌ وعباراتٌ ونصوصٌ، لم تعد معروفة المصدر، أو قلْ تعمَّد البعض إخفاء مصدرها الأصليّ، ويقومون بنسبتها إليهم، وهو ما يُعرف بـ"الانتحال"، والّذي ساعد على نموّ هذه الظّاهرة اليوم، الفضاء الإلكترونيّ بكلّ أنواعه، حيث باتت مساحات الاطّلاع على كثيرٍ من المؤلّفات والكتب وخلاصاتها، وعلى كثيرٍ من الأقوال والأفكار، سهلةً، ولا تحتاج إلى عناء كثير، فيعمد البعض إلى قصّ بعض العبارات، أو الجمل، أو أخذ بعض الأفكار المعرفيَّة والعلميّة، وإجراء بعض التّعديلات أو التّجميلات اللّغويَّة عليها، بحسب ما يملكون من أسلوب، ويعمدون إلى نسبها إليهم، وكأنَّهم هم من قاموا بإنتاجها.

وهناك من يتجرّأ ويعمد إلى سرقة أفكار وعبارات ليست له، ووضعها في ثنايا كتاباته وأبحاثه، دون أن يقوم بذكر مصدرها بالتَّحديد.. وإذا ما جئت لتحاسبه، فإنَّه يعتبر ذلك مجرّد توارد أفكار، وهو ليس إلا مبرّراً لنفسه ليقصّ ما يشاء ويلصق على صفحته الإلكترونيَّة، أو حتّى في كتاباته، وصولاً إلى أبحاثه، أو إذا ما فكّر في نشر كتاب، يضع اسمه على غلافه، بينما مضمونه عبارة عن سرقات وانتحالات من الغير.

وازداد فعل الانتحال أو القصّ والإلصاق، إن صحّ التّعبير، مع وجود تقنيّات المعلومات التي سهّلت وجود المعلومة وسرعة اختطافها وتبنّيها، ولكن في زمن المعلوماتيّة وكثرة المنتحلين، يبرز سؤالان مشروعان: أين الحقوق الفكريَّة والإنسانيَّة؟ ألا تعتبر ملكاً لأصحابها الشّرعيّين ولا يجوز التعدّي على ملكيّتهم؟!

والجواب يأتي بسرعة، للأسف، وهو أنَّ الأخلاقيّات لدى كثيرين باتت آخر ما يتمّ التّفكير فيه، فلا يعتنون بمقولة إنَّ ما يقومون به هو محض سرقة أو غشّ وخداع صريح، وجلّ همّهم أن يمدّوا أيديهم ويأخذوا ما يحلو لهم، ويلصقوها في المكان الّذي يناسبهم، وآخر همّهم أن يذكروا مصدر معلوماتهم، وكأنهم بالفعل كاتبون وباحثون، ولكنَّهم في الواقع متعدّون على حرمة أملاك الآخرين وحقوقهم، ولا يحترمون أبسط قواعد الكتابة.

إنّ مسألة (الانتحال) تطرح في الوسط العام، ولا يملك المرء إلا أن يوصي بضرورة تعزيز الأخلاقيّات العامّة، لجهة بناء جيلٍ مثقّفٍ وواعٍ، يعرف قيمة نفسه واحترام حقوق النّاس، والوفاء لهم، ويتّكل على نفسه في كتاباته وإبداعه. إنها مهمّة الجميع من القيّمين على الشّأن العام، أن يوجّهوا الأجيال، ويعملوا على تربيتها على حفظ الأمانة والصِّدق، وحرمة الغشّ والسّرقة والتّعدّي على الملكيّة.

إنها مهمَّة صعبة ومعقَّدة، ولكنَّها لا ينبغي أن تثبِّط الهمم عن متابعتها، بل ينبغي توجيه الموضوع الوجهة السَّليمة، بما يحقّق حفظ الحقوق والأمانات، كمعيار مهمٍّ وأساسيٍّ لتحقيق الأمن والسَّلامة في المجتمع.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية