قد يتساءل البعض إذا كان الأصحّاء جسديّاً وعقليّاً يجدون صعوبةً في الحصول على رعاية صحيّة مطلوبة دون الاضطرار لإجراءات قد تكون معقّدة أحياناً، أو دفع التّكلفة الماديّة العالية، فما بالك بأصحاب الأمراض النفسيّة والعقليّة؛ فهل تتوفّر لهم الخدمات الطبيّة والنفسيّة الّتي ترعى كرامتهم الإنسانيّة وتحافظ عليها؟!
ومنذ القدم، ينظر النّاس إلى أصحاب هذه الأمراض النفسيّة والعقليّة نظرة سلبيّة يشوبها الكثير من الأفكار المسبقة، وما زال المجتمع مثلاً إلى الآن، رغم التطوّر المعلوماتي والمعرفيّ، يعتبر كلّ مصاب بانفصام الشخصيّة مجرماً، أو على الأقلّ يتمّ النفور منه والابتعاد عنه، وحتى على مستوى المؤسّسات المختصّة، لا نسمع كثيراً بقوانين أو مراكز تأهيليّة وطبيّة تفي بالحاجة المطلوبة للرّعاية الكافية لأصحاب الأمراض العقليّة والنفسيّة الّذين يبقون تحت رحمة مرضهم، وإغفال المجتمع عموماً وإهماله لهم، والّذي يصل أحياناً إلى حدّ الظلم.
وهناك ما يربو على 450 مليون شخص في العالم يعانون اضطرابات في الصحة العقلية، كالانفصام في الشخصيّة أو الاكتئاب، وفقاً لدراسة قامت بها مؤخّراً منظّمة الصحّة العالميّة في العام 2012.. وحسب الدّراسة عينها، فإنّ ثمانية من كلّ عشرة من هؤلاء المرضى يعيشون في الدّول النّامية، حيث لا يتلقّون أيّ نوع من أنواع العلاج، وبحسب المنظّمة، هناك أسباب ينتج منها الأمراض العقليّة والنفسيّة، من قبيل الأمراض الوبائية والكوارث الطبيعيّة والحروب الّتي تترك آثاراً مدمّرة على الصّغار خصوصاً.
وتضيف المنظّمة في تقريرها، أنّ هناك متخصّصاً واحداً في مجال الصحّة العقليّة لخدمة أكثر من مليون شخص في العديد من الدّول ذات الدّخل المنخفض، وقد يضطرّ أهالي المرضى في بعض الأحيان إلى اللّجوء إلى ما يعرف بالطّبّ الشّعبيّ لتشخيص الدّاء ووصف أدوية وأعشاب طبيّة.
ولكن لا بدّ من تقديم الدّعم المعنويّ والمادّيّ لهؤلاء المرضى من كلّ الهيئات المدنيّة والاجتماعيّة والرّسميّة، ونشر التّوعية حول هذه الأمراض الّتي يتعامل معها المجتمع على أنّها وصمة عار ينبغي التهرّب منها أو إخفاؤها..
فالمطلوب من المؤسَّسات الإعلاميّة والتربويّة، بحسب البعض، الاهتمام الكافي بهذا الموضوع، وتسليط الضَّوء عليه ومعالجته من كلّ الزّوايا، ليتمّ الكشف عليه بالشّكل الصّحيح، وليؤتي ثماره العمليّة في تحمّل المسؤوليّات من الجميع.
إنّ المريض النفسي والعقلي كأيّ مريض، يعاني مرضاً أو إصابة في جسده، وينبغي التّعامل معه على هذا الأساس، ومدّ يد العون له من الجميع، كما على الجهات الرّسميّة إقامة المؤسّسات والمراكز الكافية والمجهّزة لرعاية هؤلاء وتأهيلهم، والاهتمام بالقطاع الصحّيّ العقليّ والنفسيّ ومدّه بالكفاءات المختصّة، وتأمين مصاريف العلاج والأدوية المجانيّة لهم لمساعدتهم على تخطّي الأوضاع الصعبة.
تُرى، هل يتلقّى المصابون بالأمراض النفسيّة والعقليّة العلاج اللازم في مجتمعاتنا ؟ وغيرها من التّساؤلات التي تُطرح، والتي تتعلّق بموضوع إنساني واجتماعي ينتظر تعاون الجميع واهتمامهم...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

قد يتساءل البعض إذا كان الأصحّاء جسديّاً وعقليّاً يجدون صعوبةً في الحصول على رعاية صحيّة مطلوبة دون الاضطرار لإجراءات قد تكون معقّدة أحياناً، أو دفع التّكلفة الماديّة العالية، فما بالك بأصحاب الأمراض النفسيّة والعقليّة؛ فهل تتوفّر لهم الخدمات الطبيّة والنفسيّة الّتي ترعى كرامتهم الإنسانيّة وتحافظ عليها؟!
ومنذ القدم، ينظر النّاس إلى أصحاب هذه الأمراض النفسيّة والعقليّة نظرة سلبيّة يشوبها الكثير من الأفكار المسبقة، وما زال المجتمع مثلاً إلى الآن، رغم التطوّر المعلوماتي والمعرفيّ، يعتبر كلّ مصاب بانفصام الشخصيّة مجرماً، أو على الأقلّ يتمّ النفور منه والابتعاد عنه، وحتى على مستوى المؤسّسات المختصّة، لا نسمع كثيراً بقوانين أو مراكز تأهيليّة وطبيّة تفي بالحاجة المطلوبة للرّعاية الكافية لأصحاب الأمراض العقليّة والنفسيّة الّذين يبقون تحت رحمة مرضهم، وإغفال المجتمع عموماً وإهماله لهم، والّذي يصل أحياناً إلى حدّ الظلم.
وهناك ما يربو على 450 مليون شخص في العالم يعانون اضطرابات في الصحة العقلية، كالانفصام في الشخصيّة أو الاكتئاب، وفقاً لدراسة قامت بها مؤخّراً منظّمة الصحّة العالميّة في العام 2012.. وحسب الدّراسة عينها، فإنّ ثمانية من كلّ عشرة من هؤلاء المرضى يعيشون في الدّول النّامية، حيث لا يتلقّون أيّ نوع من أنواع العلاج، وبحسب المنظّمة، هناك أسباب ينتج منها الأمراض العقليّة والنفسيّة، من قبيل الأمراض الوبائية والكوارث الطبيعيّة والحروب الّتي تترك آثاراً مدمّرة على الصّغار خصوصاً.
وتضيف المنظّمة في تقريرها، أنّ هناك متخصّصاً واحداً في مجال الصحّة العقليّة لخدمة أكثر من مليون شخص في العديد من الدّول ذات الدّخل المنخفض، وقد يضطرّ أهالي المرضى في بعض الأحيان إلى اللّجوء إلى ما يعرف بالطّبّ الشّعبيّ لتشخيص الدّاء ووصف أدوية وأعشاب طبيّة.
ولكن لا بدّ من تقديم الدّعم المعنويّ والمادّيّ لهؤلاء المرضى من كلّ الهيئات المدنيّة والاجتماعيّة والرّسميّة، ونشر التّوعية حول هذه الأمراض الّتي يتعامل معها المجتمع على أنّها وصمة عار ينبغي التهرّب منها أو إخفاؤها..
فالمطلوب من المؤسَّسات الإعلاميّة والتربويّة، بحسب البعض، الاهتمام الكافي بهذا الموضوع، وتسليط الضَّوء عليه ومعالجته من كلّ الزّوايا، ليتمّ الكشف عليه بالشّكل الصّحيح، وليؤتي ثماره العمليّة في تحمّل المسؤوليّات من الجميع.
إنّ المريض النفسي والعقلي كأيّ مريض، يعاني مرضاً أو إصابة في جسده، وينبغي التّعامل معه على هذا الأساس، ومدّ يد العون له من الجميع، كما على الجهات الرّسميّة إقامة المؤسّسات والمراكز الكافية والمجهّزة لرعاية هؤلاء وتأهيلهم، والاهتمام بالقطاع الصحّيّ العقليّ والنفسيّ ومدّه بالكفاءات المختصّة، وتأمين مصاريف العلاج والأدوية المجانيّة لهم لمساعدتهم على تخطّي الأوضاع الصعبة.
تُرى، هل يتلقّى المصابون بالأمراض النفسيّة والعقليّة العلاج اللازم في مجتمعاتنا ؟ وغيرها من التّساؤلات التي تُطرح، والتي تتعلّق بموضوع إنساني واجتماعي ينتظر تعاون الجميع واهتمامهم...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .