المبالغة في الاحتفاء بالمناسبات

المبالغة في الاحتفاء بالمناسبات

بالرّغم من الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية الصعبة التي تمر بها بعض المجتمعات، نرى ونسمع بكثير من مظاهر الاحتفاء والاحتفال في مناسبات معيّنة، كالزّواج أو التخرّج أو عند أيّ حدث رياضيّ بارز، أو نجاح أحد في وظيفة وغير ذلك... مع ما يصاحب هذه المناسبات والاحتفالات من مبالغة ومغالاة في البذخ والإسراف وإطلاق الأعيرة النّاريّة الّتي باتت متوقّعة عند كلّ مناسبة، ناهيك بحفلات الغناء والأصوات المرتفعة منها على مدار السّاعة، من دون الاكتراث لمشاعر الآخرين وراحتهم.

والسّؤال: هل إنّ الناس حقّاً تبحث عن لحظات فرح في ظلّ واقع تخيّم عيه الهموم والأحزان والمآسي، أم أنّ المسألة هي مجرّد شعور بحبّ إبراز الكرم والمبالغة فيه إلى حدّ الإسراف، أم أنّ كلّ ذلك مجرّد عادات وتقاليد تفرض نفسها علينا دون أن نعرف كيف نديرها؟

ويرى البعض أن لا ضرورة ملحّة عند المناسبات في أن نعمد إلى البذخ والإسراف من أجل إبداء المظاهر والمباهاة، فذلك يعدّ جهلاً وعملاً بثقافة الاستهلاك الّتي أضحت تتحكّم بنا.

ويرى اختصاصّيون نفسيّون أنّ على الأهل أن يقدّروا ظروف الّذين لا يقدرون على إقامة مثل هذه الحفلات، كالجيران مثلاً، وأن يراعوا مشاعرهم، لأنّ هؤلاء يتأثّرون بما يفعله الميسورون، فيلجأون إلى تقليدهم، ما يؤدّي إلى إرهاقهم ماديّاً ونفسيّاً، فالتّقليد الأعمى ـ يتابع المختصّون النفسيّون ـ أصبح من الأمراض الاجتماعيّة المزمنة والضّاربة في مجتمعاتنا، إضافةً إلى تجذّرها في الشخصيّة عموماً.

ففي الوقت الّذي لا يجد البعض قوت يومهم، قد يضطرون إلى إقامة حفلات يستنزفون من خلالها أموالاً كبيرة تحتاجها أسرهم في أمور أهمّ بكثير، فهذا يعتبر صورة من صور التشوّه الّذي أصاب الشخصيّة والمجتمع، وله نتائجه السلبيّة.

إنّ مناسبات الأفراح لهي فرصة حقيقيّة للتّلاقي والتّعارف، وإعادة الحرارة إلى العلاقات الإنسانيّة بين العائلات والأقارب والأصدقاء، وليست فرصة لإظهار الفروقات المادية والتفاخر.

ويرى البعض أنّ المناسبات لا بدّ من إحيائها بالشّكل الّذي لا يسيء إلى أحد، بل بالشّكل الّذي يعمل فعليّاً على شدّ الأواصر الاجتماعيّة الّتي باتت مهدّدة ومفكّكة، وهذه مسؤوليّة الجميع من أهل وهيئات اجتماعيّة ومدنيّة عامّة، في نشر التّوعية حول هذه المسألة، على قاعدة "لا إفراط ولا تفريط"، بمعنى عدم الوصول إلى حدّ الإسراف والبذخ في الاحتفالات، ولا التّفريط بالاحتفال والفرح المضبوط والمتوازن بالمطلق...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

بالرّغم من الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية الصعبة التي تمر بها بعض المجتمعات، نرى ونسمع بكثير من مظاهر الاحتفاء والاحتفال في مناسبات معيّنة، كالزّواج أو التخرّج أو عند أيّ حدث رياضيّ بارز، أو نجاح أحد في وظيفة وغير ذلك... مع ما يصاحب هذه المناسبات والاحتفالات من مبالغة ومغالاة في البذخ والإسراف وإطلاق الأعيرة النّاريّة الّتي باتت متوقّعة عند كلّ مناسبة، ناهيك بحفلات الغناء والأصوات المرتفعة منها على مدار السّاعة، من دون الاكتراث لمشاعر الآخرين وراحتهم.

والسّؤال: هل إنّ الناس حقّاً تبحث عن لحظات فرح في ظلّ واقع تخيّم عيه الهموم والأحزان والمآسي، أم أنّ المسألة هي مجرّد شعور بحبّ إبراز الكرم والمبالغة فيه إلى حدّ الإسراف، أم أنّ كلّ ذلك مجرّد عادات وتقاليد تفرض نفسها علينا دون أن نعرف كيف نديرها؟

ويرى البعض أن لا ضرورة ملحّة عند المناسبات في أن نعمد إلى البذخ والإسراف من أجل إبداء المظاهر والمباهاة، فذلك يعدّ جهلاً وعملاً بثقافة الاستهلاك الّتي أضحت تتحكّم بنا.

ويرى اختصاصّيون نفسيّون أنّ على الأهل أن يقدّروا ظروف الّذين لا يقدرون على إقامة مثل هذه الحفلات، كالجيران مثلاً، وأن يراعوا مشاعرهم، لأنّ هؤلاء يتأثّرون بما يفعله الميسورون، فيلجأون إلى تقليدهم، ما يؤدّي إلى إرهاقهم ماديّاً ونفسيّاً، فالتّقليد الأعمى ـ يتابع المختصّون النفسيّون ـ أصبح من الأمراض الاجتماعيّة المزمنة والضّاربة في مجتمعاتنا، إضافةً إلى تجذّرها في الشخصيّة عموماً.

ففي الوقت الّذي لا يجد البعض قوت يومهم، قد يضطرون إلى إقامة حفلات يستنزفون من خلالها أموالاً كبيرة تحتاجها أسرهم في أمور أهمّ بكثير، فهذا يعتبر صورة من صور التشوّه الّذي أصاب الشخصيّة والمجتمع، وله نتائجه السلبيّة.

إنّ مناسبات الأفراح لهي فرصة حقيقيّة للتّلاقي والتّعارف، وإعادة الحرارة إلى العلاقات الإنسانيّة بين العائلات والأقارب والأصدقاء، وليست فرصة لإظهار الفروقات المادية والتفاخر.

ويرى البعض أنّ المناسبات لا بدّ من إحيائها بالشّكل الّذي لا يسيء إلى أحد، بل بالشّكل الّذي يعمل فعليّاً على شدّ الأواصر الاجتماعيّة الّتي باتت مهدّدة ومفكّكة، وهذه مسؤوليّة الجميع من أهل وهيئات اجتماعيّة ومدنيّة عامّة، في نشر التّوعية حول هذه المسألة، على قاعدة "لا إفراط ولا تفريط"، بمعنى عدم الوصول إلى حدّ الإسراف والبذخ في الاحتفالات، ولا التّفريط بالاحتفال والفرح المضبوط والمتوازن بالمطلق...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية