جعل الله تعالى يوم الفطر المبارك عيداً للمسلمين بعد خروجهم من دورة الصّيام، وأرادهم أن يعيشوا العيد مسؤوليةً تجاه أنفسهم، فيبادروا إلى توجيهها، وتصحيح أوضاعها، وتجاه خالقهم، فيجدّدوا روح الإيمان والإخلاص فيهم. ومن أهمّ ما أراده الله ويريده لعباده، أن يشعروا بأنهم جماعة واحدة، في وحدة روحيّة وإنسانية واجتماعية متكاملة، يشعر الواحد منهم بألم الآخر وآماله، ويتحرك الواحد منهم لنصرة أخيه في إحقاق الحق ورفض الظلم، ويسعى الواحد منهم إلى زرع الرحمة ونشر الفضيلة، والإنفاق المادي والمعنوي في سبيل خدمة المجتمع وإصلاحه.
أراد الله تعالى للمسلمين أن يتعارفوا فيه، فيلغوا كلّ الحواجز النفسية والعقائدية التي تحول بينهم، وأن يأخذوا من بعضهم البعض كلّ خير وقوة وتكامل، وأرادهم تعالى أن يتواصلوا، وأن لا يتدابروا ولا يتنازعوا ولا يتخاصموا، بل يسعوا إلى التّآلف والانسجام والتوحّد على أمر الله وسنَّته.
هل يلتقي المسلمون اليوم في مساجدهم وصلواتهم على حبِّ الله، وتحكيم الله فيما شجر بينهم؟! إنها فرصة للمسلمين في عيد الله؛ أن ينبذوا الخصومات والمشاحنات، ويصفّوا قلوبهم تجاه بعضهم البعض، وأن ينظروا إلى المشتركات فيما بينهم، وأن يتلاقوا على إحياء دين الله بالكلمة الطيّبة والعمل الصّالح.
فإذا ما أردنا أن ننظر في حال العيد، فعلينا أن ننظر مليّاً إلى أين وصلت أمورنا وأوضاعنا وما نحن عليه، وهل فعلاً نعي حجم دورنا ومسؤولياتنا تجاه إسلامنا وديننا وإنسانيّتنا؟ فالإسلام هو العروة الوثقى التي أمرنا الله تعالى أن نتمسّك بها، ونتوحَّد عليها، إنَّ العيد هو لقاء روحي مع الذّات لمصالحتها ومصارحتها ومكاشفتها، ومحاولة إعادة إنتاجها وتوجيهها بما ينسجم مع إرادة الله وسبيله، والعيد هو لقاء روحيّ مع الله، بحيث نشعر بغاية الثقة والطّمأنينة في جنب الله، وبمزيدٍ من الثّقة نحو الانفتاح عليه وتجديد العلاقة معه ومعرفته حقَّ المعرفة، والذَّوبان في حبِّه وعشقه، فهو الدَّائم والباقي.
المسلمون يعيشون الفرحة يوم العيد إذا ما توحّدوا، وتآلفوا، وكان جسداً واحداً وروحاً واحدة كالبنيان المرصوص، عندها نحقّق شيئاً من معنى العيد في وحدتنا وتضامننا وتكافلنا ووعينا، ومواجهتنا للباطل وأهله..
ما يُؤسَف له في هذه الأيّام، أنّ العيد يأتي في وقتٍ تعاني الأمّة ه من التشرذم والضياع والفوضى، ومن أوضاع أمنية وصراعات شتّى، أنهكت المسلمين، وصادرت حضورهم وقوّتهم، فغُيّبوا نتيجة مؤامرات البعض وتواطؤ البعض الآخر عن ممارسة دورهم ومسؤوليّاتهم في عملية بناء الحياة حضارياً وإنسانياً وفكرياً.
لكنَّ الأمل يبقى في أن يأتي العيد على المسلمين، وقد وعوا ما هم عليه، وسارعوا إلى تلقُّف الفرص من أجل التّلاقي، ونسيان الخلافات جانباً، وفتح الطّرق أمام الحوار والتعارف والتآلف والوحدة، وألا يبقوا يردّدون قول الشاعر أبي الطيب المتنبي:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدْتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

جعل الله تعالى يوم الفطر المبارك عيداً للمسلمين بعد خروجهم من دورة الصّيام، وأرادهم أن يعيشوا العيد مسؤوليةً تجاه أنفسهم، فيبادروا إلى توجيهها، وتصحيح أوضاعها، وتجاه خالقهم، فيجدّدوا روح الإيمان والإخلاص فيهم. ومن أهمّ ما أراده الله ويريده لعباده، أن يشعروا بأنهم جماعة واحدة، في وحدة روحيّة وإنسانية واجتماعية متكاملة، يشعر الواحد منهم بألم الآخر وآماله، ويتحرك الواحد منهم لنصرة أخيه في إحقاق الحق ورفض الظلم، ويسعى الواحد منهم إلى زرع الرحمة ونشر الفضيلة، والإنفاق المادي والمعنوي في سبيل خدمة المجتمع وإصلاحه.
أراد الله تعالى للمسلمين أن يتعارفوا فيه، فيلغوا كلّ الحواجز النفسية والعقائدية التي تحول بينهم، وأن يأخذوا من بعضهم البعض كلّ خير وقوة وتكامل، وأرادهم تعالى أن يتواصلوا، وأن لا يتدابروا ولا يتنازعوا ولا يتخاصموا، بل يسعوا إلى التّآلف والانسجام والتوحّد على أمر الله وسنَّته.
هل يلتقي المسلمون اليوم في مساجدهم وصلواتهم على حبِّ الله، وتحكيم الله فيما شجر بينهم؟! إنها فرصة للمسلمين في عيد الله؛ أن ينبذوا الخصومات والمشاحنات، ويصفّوا قلوبهم تجاه بعضهم البعض، وأن ينظروا إلى المشتركات فيما بينهم، وأن يتلاقوا على إحياء دين الله بالكلمة الطيّبة والعمل الصّالح.
فإذا ما أردنا أن ننظر في حال العيد، فعلينا أن ننظر مليّاً إلى أين وصلت أمورنا وأوضاعنا وما نحن عليه، وهل فعلاً نعي حجم دورنا ومسؤولياتنا تجاه إسلامنا وديننا وإنسانيّتنا؟ فالإسلام هو العروة الوثقى التي أمرنا الله تعالى أن نتمسّك بها، ونتوحَّد عليها، إنَّ العيد هو لقاء روحي مع الذّات لمصالحتها ومصارحتها ومكاشفتها، ومحاولة إعادة إنتاجها وتوجيهها بما ينسجم مع إرادة الله وسبيله، والعيد هو لقاء روحيّ مع الله، بحيث نشعر بغاية الثقة والطّمأنينة في جنب الله، وبمزيدٍ من الثّقة نحو الانفتاح عليه وتجديد العلاقة معه ومعرفته حقَّ المعرفة، والذَّوبان في حبِّه وعشقه، فهو الدَّائم والباقي.
المسلمون يعيشون الفرحة يوم العيد إذا ما توحّدوا، وتآلفوا، وكان جسداً واحداً وروحاً واحدة كالبنيان المرصوص، عندها نحقّق شيئاً من معنى العيد في وحدتنا وتضامننا وتكافلنا ووعينا، ومواجهتنا للباطل وأهله..
ما يُؤسَف له في هذه الأيّام، أنّ العيد يأتي في وقتٍ تعاني الأمّة ه من التشرذم والضياع والفوضى، ومن أوضاع أمنية وصراعات شتّى، أنهكت المسلمين، وصادرت حضورهم وقوّتهم، فغُيّبوا نتيجة مؤامرات البعض وتواطؤ البعض الآخر عن ممارسة دورهم ومسؤوليّاتهم في عملية بناء الحياة حضارياً وإنسانياً وفكرياً.
لكنَّ الأمل يبقى في أن يأتي العيد على المسلمين، وقد وعوا ما هم عليه، وسارعوا إلى تلقُّف الفرص من أجل التّلاقي، ونسيان الخلافات جانباً، وفتح الطّرق أمام الحوار والتعارف والتآلف والوحدة، وألا يبقوا يردّدون قول الشاعر أبي الطيب المتنبي:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدْتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.