كتابات
25/01/2018

المقاومة برنامج وحركة للأمَّة كلِّها

المقاومة برنامج وحركة للأمَّة كلِّها

إنَّ ما نريده من المقاومة، أن تتحرّك لتصنع واقعاً سياسيّاً جديداً في الأمَّة، واقع الانفتاح على قضايا الأمّة بكلّ فصائلها، أن لا نتقوقع على أساس التفكير في منطقة معيّنة، فنفكّر مثلاً في مواجهة "إسرائيل" في الدّائرة الجنوبيَّة، ونخطّط للصّراع معها على أساس الظروف الآنيّة للواقع الجنوبي، بحيث نخطّط تخطيطاً ضيّقاً يجعلنا ننهزم قبل أن نتقدّم خطوة واحدة في مواجهتها.

كلّ هذا يحدث حينما نعتبر القضيّة قضيةً جنوبيةً أو شيعية فقط. إنَّنا هنا نحصرها في الإطار الطّائفي، ولكن عندما نعتبرها قضيّةً إسلاميّةً تدعو المستضعفين كلّهم ـ حتى ولو كانوا غير مسلمين ـ إلى أن يقفوا في مواجهة الحالة الإسرائيليَّة، لا على مستوى الحالة الحاضرة، بل على مستوى المستقبل كلّه، ولتكون القضيّة قضيّة أن تتوحّد البنادق والمواقف ضدّ "إسرائيل"، عند ذلك، يمكن أن نحقِّق انتصاراً، وأن نتجدَّد سياسياً، فلا نتقوقع في الدّوائر الصغيرة الضيّقة.

قضايانا ملك الأمَّة لا الجماعة

إنَّنا نفكّر بالطريقة التي تكون قضايانا الكبيرة ملك الأمَّة، لا ملك جماعة أو طائفةٍ أو حزب، من الصّعب أن نفكّر في تهديـم الكيان الإسرائيلي وإزالته من الوجود السياسيّ في المنطقة، من خلال مقاومة المواطن أو الإنسان الجنوبي فقط، لأنَّ طبيعة القوّة ـ مهما كانت قوانا كبيرة ومتقدّمة ـ لا تسمح بمثل هذا الانتصار الّذي يحتاج إلى قوى مضاعفة، ولهذا، لا بُدَّ من أن تطرح قضيّة "إسرائيل" كمشكلة تهدّد الأمّة، وفي هذا السّياق، نطرح القضية الفلسطينية التي لا تمثّل حالةً إقليميةً، بل مشكلةً سياسيةً واقتصاديةً وأمنيةً للمنطقة كلّها وللعالم الإسلامي كلّه.

إنَّ علينا أن نفكّر في قضايانا على أساس الحجم الكبير الّذي يتسع للأمَّة ويتحرّك على أساسها. ولهذا كنا نقول: إنَّ قيمة المقاومة في الجنوب، ليست في أن تحرّر الجنوب وحسب، بل أن تثوِّر العالم الإسلامي، أن تخلق في هذا الجيل والأجيال المقبلة إحساساً بالثّورة الحقيقيّة التي لا يستهلكها حاكم، أو يحرّكها إنسان متعامل مع الاستعمار، إحساساً بالثّورة الحقيقيّة التي تنبع من واقع الشّعب على أساس ما يختزنه من حالة الذلّ التي يريد حكّامه أن يجعلوه يتحرّك من خلالها، ومن حالة الخضوع التي يريدونه أن يعيش فيها أمام الاستعمار وعملائه.

عدوى المقاومة.. هل تنتقل؟!

إنَّنا نعتبر أنَّ هناك واقعاً في الدوائر الإسلامية والعربية والعالم الثالث، يختنق فيه النّاس على أساس الوضع السياسي الطاغي والظالم، ولهذا نعتبر أنّ حركة المقاومة تحاول أن تنقل العدوى إلى الشّعوب الأخرى التي تعيش تحت رحمة الظلم والطغيان، والتي تفكّر دائماً من خلال بيانات حكامها بالأحلام التي تمنّيها بالسّلام في الصلح مع "إسرائيل"، وهذا ما نريده من حركة المقاومة.

بعض النّاس يتعقّدون ـ في هذه المنطقة ـ من فكرة تصدير الثّورة، كأنهم يقولون لها: إنَّ عليكِ أن تبقي في حدودك الإقليميّة، ولا تثيري الغبار خارج هذا النطاق الإقليمي. إذا وقفت الثورة في حدودٍ إقليميةٍ معيَّنة، كفّت عن أن تكون ثورة، إنها تتحوّل إلى حالةٍ رسمية، تحاول أن تعترف بالظلم وتصادق عليه، عندما تلتزم بأن لا تحرّك ساكناً ضدّه.

الثّورة لا يمكن أن تكون حالةً إقليميةً، الثّورة تنطلق من فكرٍ يتحرّك من خلال آلام الإنسان وحرمانه واضطهاده، الثّورة هي حالة عالمية إنسانيّة، ويمكن لكلّ منطقة أن تأخذ من فكر الثّورة ما يتناسب مع ظروفها وطبيعة الخصائص الموجودة فيها، والآفاق التي تتحرَّك من أجلها.. الثّورة ليست سلعةً قابلةً للتّصدير والاستيراد، إنها نقاش وحوار وتحدّ وحركة، وبهذا تتحوّل إلى حالةٍ طبيعيّة في العالم".

[المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، من كتاب "إرادة القوّة"، ص 11-12].

إنَّ ما نريده من المقاومة، أن تتحرّك لتصنع واقعاً سياسيّاً جديداً في الأمَّة، واقع الانفتاح على قضايا الأمّة بكلّ فصائلها، أن لا نتقوقع على أساس التفكير في منطقة معيّنة، فنفكّر مثلاً في مواجهة "إسرائيل" في الدّائرة الجنوبيَّة، ونخطّط للصّراع معها على أساس الظروف الآنيّة للواقع الجنوبي، بحيث نخطّط تخطيطاً ضيّقاً يجعلنا ننهزم قبل أن نتقدّم خطوة واحدة في مواجهتها.

كلّ هذا يحدث حينما نعتبر القضيّة قضيةً جنوبيةً أو شيعية فقط. إنَّنا هنا نحصرها في الإطار الطّائفي، ولكن عندما نعتبرها قضيّةً إسلاميّةً تدعو المستضعفين كلّهم ـ حتى ولو كانوا غير مسلمين ـ إلى أن يقفوا في مواجهة الحالة الإسرائيليَّة، لا على مستوى الحالة الحاضرة، بل على مستوى المستقبل كلّه، ولتكون القضيّة قضيّة أن تتوحّد البنادق والمواقف ضدّ "إسرائيل"، عند ذلك، يمكن أن نحقِّق انتصاراً، وأن نتجدَّد سياسياً، فلا نتقوقع في الدّوائر الصغيرة الضيّقة.

قضايانا ملك الأمَّة لا الجماعة

إنَّنا نفكّر بالطريقة التي تكون قضايانا الكبيرة ملك الأمَّة، لا ملك جماعة أو طائفةٍ أو حزب، من الصّعب أن نفكّر في تهديـم الكيان الإسرائيلي وإزالته من الوجود السياسيّ في المنطقة، من خلال مقاومة المواطن أو الإنسان الجنوبي فقط، لأنَّ طبيعة القوّة ـ مهما كانت قوانا كبيرة ومتقدّمة ـ لا تسمح بمثل هذا الانتصار الّذي يحتاج إلى قوى مضاعفة، ولهذا، لا بُدَّ من أن تطرح قضيّة "إسرائيل" كمشكلة تهدّد الأمّة، وفي هذا السّياق، نطرح القضية الفلسطينية التي لا تمثّل حالةً إقليميةً، بل مشكلةً سياسيةً واقتصاديةً وأمنيةً للمنطقة كلّها وللعالم الإسلامي كلّه.

إنَّ علينا أن نفكّر في قضايانا على أساس الحجم الكبير الّذي يتسع للأمَّة ويتحرّك على أساسها. ولهذا كنا نقول: إنَّ قيمة المقاومة في الجنوب، ليست في أن تحرّر الجنوب وحسب، بل أن تثوِّر العالم الإسلامي، أن تخلق في هذا الجيل والأجيال المقبلة إحساساً بالثّورة الحقيقيّة التي لا يستهلكها حاكم، أو يحرّكها إنسان متعامل مع الاستعمار، إحساساً بالثّورة الحقيقيّة التي تنبع من واقع الشّعب على أساس ما يختزنه من حالة الذلّ التي يريد حكّامه أن يجعلوه يتحرّك من خلالها، ومن حالة الخضوع التي يريدونه أن يعيش فيها أمام الاستعمار وعملائه.

عدوى المقاومة.. هل تنتقل؟!

إنَّنا نعتبر أنَّ هناك واقعاً في الدوائر الإسلامية والعربية والعالم الثالث، يختنق فيه النّاس على أساس الوضع السياسي الطاغي والظالم، ولهذا نعتبر أنّ حركة المقاومة تحاول أن تنقل العدوى إلى الشّعوب الأخرى التي تعيش تحت رحمة الظلم والطغيان، والتي تفكّر دائماً من خلال بيانات حكامها بالأحلام التي تمنّيها بالسّلام في الصلح مع "إسرائيل"، وهذا ما نريده من حركة المقاومة.

بعض النّاس يتعقّدون ـ في هذه المنطقة ـ من فكرة تصدير الثّورة، كأنهم يقولون لها: إنَّ عليكِ أن تبقي في حدودك الإقليميّة، ولا تثيري الغبار خارج هذا النطاق الإقليمي. إذا وقفت الثورة في حدودٍ إقليميةٍ معيَّنة، كفّت عن أن تكون ثورة، إنها تتحوّل إلى حالةٍ رسمية، تحاول أن تعترف بالظلم وتصادق عليه، عندما تلتزم بأن لا تحرّك ساكناً ضدّه.

الثّورة لا يمكن أن تكون حالةً إقليميةً، الثّورة تنطلق من فكرٍ يتحرّك من خلال آلام الإنسان وحرمانه واضطهاده، الثّورة هي حالة عالمية إنسانيّة، ويمكن لكلّ منطقة أن تأخذ من فكر الثّورة ما يتناسب مع ظروفها وطبيعة الخصائص الموجودة فيها، والآفاق التي تتحرَّك من أجلها.. الثّورة ليست سلعةً قابلةً للتّصدير والاستيراد، إنها نقاش وحوار وتحدّ وحركة، وبهذا تتحوّل إلى حالةٍ طبيعيّة في العالم".

[المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، من كتاب "إرادة القوّة"، ص 11-12].

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية