الحياة ميدان عمل واختبار، وكلّ إنسان مهما كان موقعه، ومهما كانت تجربته، لا بدّ من اعتماده قواعد أساسيّة تميّز شخصيّته، وتبرز خصائصه الإنسانيّة وهويّته الحقيقيَّة التي أراده تعالى أن يتمسَّك بها ويلتزم بغاياتها، ويسعى جاهداً كي يصونها ويحميها.
من أهمّ وأبرز هذه القواعد، "الحقّ" في الفكر والسّلوك والموقف والشّعور والحركة، بما يجعل الإنسان حرّاً سيّداً عزيزاً بالحقّ، راضياً عن نفسه، ومرضيّاً من الله تعالى، فالتزام الحقّ مسألة قيمية مبدئيّة لا تقبل التهاون والمداهنة والمراوغة، بل هي عنوان حركة المسلم في الحياة، والتي يعبّر فيها عن عمق ارتباطه بتعاليم الله التي جعلت الحقّ هو أساس نداء الله للإنسانيّة جمعاء.
هذا، وضريبة التزام الحقّ كبيرة ومكلفة، تتطلّب التّنازل عن الذاتيات والأهواء، وتحمّل الصعاب، ومواجهة مؤامرات وضغوطات أهل الباطل والنّفاق. لذا، فلطالما قد تحمل العلماء الربانيون والرساليون - منهم السيّد الشهيد الصدر(رض)، والسيد محسن الأمين(رض)، والسيد الخميني(رض)، والمرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)- الكثير من التحدّيات، والكثير من الدّسائس وتشويه السّمعة، وواجهوا العقليات التي حاولت إيقافهم عن مسيرتهم، ولكنهم استقاموا على الحقّ، ودافعوا عنه، والتزموا به، ولو كان ذلك على حساب راحتهم وأمنهم وسمعتهم.
هم من منطلق خوفهم من الله، ومن منطلق فهمهم ووعيهم لرسالة الله وأوامره، لم يهادنوا باطلاً، ولم يتازلوا عن حقّ، فتحركوا بكلّ قوّتهم وطاقاتهم كي يصونوا الحقّ ويحموه من النفوس الضّعيفة، ومن أباطيل المفسدين، ولم يشركوا في طاعة الله طاعة مخلوق، ولم يبيعوا مواقفهم للشّيطان، ولم يتازلوا عن حقوق الله وحقوق الله، بل وحَّدوا الله وأخلصوا له في نيّاتهم وأعمالهم ومواقفهم ومشاعرهم، فعاشوا لله عباداً مخلصين طائعين مجاهدين، وكانوا مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}[فصِّلت: 30].
إنَّ الحقَّ مسلكه صعب وطويل وشاقّ، يتطلّب إرادةً وشجاعةً وبصيرةً وعملاً ووعياً وإيماناً وإخلاصاً وتقوى، وهذا ما التزمه هؤلاء العلماء وطبّقوه سلوكاً وقناعةً وموقفاً وحركةً وشعاراً، وهم في غاية الثّقة بالله بأنّه ناصرهم ومؤيّدهم، وهو من يخفّف عنهم، وكما قال الإمام عليّ(ع): "والحقّ كلّه ثقيل، وقد يخفِّفه الله على أقوامٍ طلبوا العاقبة فصبَّروا أنفسهم، ووثقوا بصدق موعود الله لهم".
ليست تجارب هؤلاء العلماء ملكهم الخاصّ، بل هي تجارب أرادوها أن تكون مدرسةً تعلّم الأجيال كي تستفيد منها في بناء شخصيّتها على أسس قويّة ومنفتحة وقادرة على التّأثير إيجاباً وبشكل فاعل في الحياة.
إنّنا بحاجة إلى تمثّل هذه التجارب بما ينفعنا، وبما يؤصّل حضورنا وثقافتنا، ويعمّق إيماننا وارتباطنا بالحقّ في كلّ السّاحات، بحيث نخوض تجارب الحياة بكلّ مصداقيّة والتزام، فالأمّة الّتي تعتمد الحقّ وتلتزمه سبيلاً ومنهجاً، هي أمَّة قابلة للحياة وجديرة بها.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
الحياة ميدان عمل واختبار، وكلّ إنسان مهما كان موقعه، ومهما كانت تجربته، لا بدّ من اعتماده قواعد أساسيّة تميّز شخصيّته، وتبرز خصائصه الإنسانيّة وهويّته الحقيقيَّة التي أراده تعالى أن يتمسَّك بها ويلتزم بغاياتها، ويسعى جاهداً كي يصونها ويحميها.
من أهمّ وأبرز هذه القواعد، "الحقّ" في الفكر والسّلوك والموقف والشّعور والحركة، بما يجعل الإنسان حرّاً سيّداً عزيزاً بالحقّ، راضياً عن نفسه، ومرضيّاً من الله تعالى، فالتزام الحقّ مسألة قيمية مبدئيّة لا تقبل التهاون والمداهنة والمراوغة، بل هي عنوان حركة المسلم في الحياة، والتي يعبّر فيها عن عمق ارتباطه بتعاليم الله التي جعلت الحقّ هو أساس نداء الله للإنسانيّة جمعاء.
هذا، وضريبة التزام الحقّ كبيرة ومكلفة، تتطلّب التّنازل عن الذاتيات والأهواء، وتحمّل الصعاب، ومواجهة مؤامرات وضغوطات أهل الباطل والنّفاق. لذا، فلطالما قد تحمل العلماء الربانيون والرساليون - منهم السيّد الشهيد الصدر(رض)، والسيد محسن الأمين(رض)، والسيد الخميني(رض)، والمرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)- الكثير من التحدّيات، والكثير من الدّسائس وتشويه السّمعة، وواجهوا العقليات التي حاولت إيقافهم عن مسيرتهم، ولكنهم استقاموا على الحقّ، ودافعوا عنه، والتزموا به، ولو كان ذلك على حساب راحتهم وأمنهم وسمعتهم.
هم من منطلق خوفهم من الله، ومن منطلق فهمهم ووعيهم لرسالة الله وأوامره، لم يهادنوا باطلاً، ولم يتازلوا عن حقّ، فتحركوا بكلّ قوّتهم وطاقاتهم كي يصونوا الحقّ ويحموه من النفوس الضّعيفة، ومن أباطيل المفسدين، ولم يشركوا في طاعة الله طاعة مخلوق، ولم يبيعوا مواقفهم للشّيطان، ولم يتازلوا عن حقوق الله وحقوق الله، بل وحَّدوا الله وأخلصوا له في نيّاتهم وأعمالهم ومواقفهم ومشاعرهم، فعاشوا لله عباداً مخلصين طائعين مجاهدين، وكانوا مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}[فصِّلت: 30].
إنَّ الحقَّ مسلكه صعب وطويل وشاقّ، يتطلّب إرادةً وشجاعةً وبصيرةً وعملاً ووعياً وإيماناً وإخلاصاً وتقوى، وهذا ما التزمه هؤلاء العلماء وطبّقوه سلوكاً وقناعةً وموقفاً وحركةً وشعاراً، وهم في غاية الثّقة بالله بأنّه ناصرهم ومؤيّدهم، وهو من يخفّف عنهم، وكما قال الإمام عليّ(ع): "والحقّ كلّه ثقيل، وقد يخفِّفه الله على أقوامٍ طلبوا العاقبة فصبَّروا أنفسهم، ووثقوا بصدق موعود الله لهم".
ليست تجارب هؤلاء العلماء ملكهم الخاصّ، بل هي تجارب أرادوها أن تكون مدرسةً تعلّم الأجيال كي تستفيد منها في بناء شخصيّتها على أسس قويّة ومنفتحة وقادرة على التّأثير إيجاباً وبشكل فاعل في الحياة.
إنّنا بحاجة إلى تمثّل هذه التجارب بما ينفعنا، وبما يؤصّل حضورنا وثقافتنا، ويعمّق إيماننا وارتباطنا بالحقّ في كلّ السّاحات، بحيث نخوض تجارب الحياة بكلّ مصداقيّة والتزام، فالأمّة الّتي تعتمد الحقّ وتلتزمه سبيلاً ومنهجاً، هي أمَّة قابلة للحياة وجديرة بها.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.