كتابات
05/04/2018

فنّ إدارة الكلام

فنّ إدارة الكلام

قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}.

قَالَ أميرُ المؤمنين عليّ(ع): "تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا، فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ".

الطريقة التي تتحدّث بها تكشف خفايا شخصيّتك؛ إنها تعبّر وبكلّ دقة عن مكنونات نفسك، وما يدور في داخلك. الطريقة التي تتحدث بها تظهر مدى حبّك، أو غضبك، أو عطفك، أو حتى حقدك؛ إنها تكشف عن حالة قلبك، وعاطفتك بالضّبط!

إنّ فنّ الكلام له أكبر الأثر في بناء أجمل العلاقات وأروعها. فحسن اختيار الكلام بمراعاة ظروف الآخرين وأحوالهم ونفسيّاتهم، كفيل بأن يبني ويعمّر ويوطّن ويؤلّف بين القلوب، وعلى العكس تماماً، يسيء بعضنا اختيار كلماته في محادثاته، فتجرّ هذه الكلمات إلى المشاحنات والبغضاء.

كيف تجعل الطّرف المقابل يستمتع بحديثك؟

لكي تجعل لكلامك نكهة خاصّة، وجاذبيّة قويّة، وتجعل من الطرف المقابل يستمتع بكلامك، ولا يملّ من الاستماع إليك، إليك بعض النّقاط المهمّة:

ـ عوّد لسانك على ذكر الله، لينطلق لسانك بأرقّ الكلمات، وأجمل العبارات، فمن يكون لسانه لهجاً بذكر الله، فإنّه لا يخرج منه إلا كلّ جميل ومفيد.

ـ فكّر قبل أن تتكلّم، فكلّ كلمة تخرج منك ستكون مسؤولاً عنها، قال الإمام عليّ: "إذا تكلّمت بالكلمة ملكتك، وإذا أمسكتها ملكتها".

ـ ابتعد عن الكلمات الجارحة، والانتقاد السّلبيّ، فلكلّ كلمة أثرها في الطّرف المقابل، و"ربَّ كلامٍ أنفذ من سهام"، كما قال الإمام عليّ(ع).

ـ لكلّ مقام مقال، وهذا يعني أن تنظر إلى الطّرف المقابل من حيث استيعابه، ورغبته الثّقافيّة لمناقشة مثل هذه المواضيع، وكذلك عليك أن تتحدّث بما يتناسب مع المناسبة، فلكلّ مناسبة حديث خاصّ بها.

ـ ليكن كلامك واضحاً من حيث نبرة الصّوت، والمفردات المستخدمة، والابتعاد عن الألفاظ المعقَّدة، قال الإمام عليّ: "أحسن الكلام ما لا تمجّه الآذان، ولا يتعب فهمه الأفهام".

ـ تعلّم فنّ إدارة الكلام من حيث: بدء المحادثة، الاستماع الجيّد، وعدم مقاطعة الطرف الآخر، التركيز، وعدم التشعّب في الموضوع، وخاتمة الحديث واستخلاص النّتائج.

ـ الابتعاد عن المبالغة في الكلام، ونقل التفصيلات المملّة، والشّواهد غير المنطقية، وتحدّث حديثاً معقولاً ومنطقياً.

ـ الابتعاد عن الثّرثرة، وتحدّث في الحدود المقبولة. وابتعد عن فضول الكلام، يقول أحدهم: "لا تتحدّث إلا عندما يكون لديك شيء يستحقّ أن تقوله". ومرّ أمير المؤمنين برجل يتكلم بفضول الكلام، فوقف عليه فقال: "يا هذا، إنك تملي على حافظيك كتاباً الى ربّك، فتكلّم بما يعنيك، ودع ما لا يعنيك".

ـ اجعل الاتزان والاعتدال نهجك وطريقتك في الكلام، قال الإمام عليّ(ع): "من كثر كلامه، كثر خطؤه".

وأخيراً: لتكن كلمتك باعثة لروح المسؤوليّة في الطّرف المقابل، لتكن كلمتك باعثةً للحياة.

*نقلاً عن شبكة مزن الثقافيّة، 27/8/2017م.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}.

قَالَ أميرُ المؤمنين عليّ(ع): "تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا، فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ".

الطريقة التي تتحدّث بها تكشف خفايا شخصيّتك؛ إنها تعبّر وبكلّ دقة عن مكنونات نفسك، وما يدور في داخلك. الطريقة التي تتحدث بها تظهر مدى حبّك، أو غضبك، أو عطفك، أو حتى حقدك؛ إنها تكشف عن حالة قلبك، وعاطفتك بالضّبط!

إنّ فنّ الكلام له أكبر الأثر في بناء أجمل العلاقات وأروعها. فحسن اختيار الكلام بمراعاة ظروف الآخرين وأحوالهم ونفسيّاتهم، كفيل بأن يبني ويعمّر ويوطّن ويؤلّف بين القلوب، وعلى العكس تماماً، يسيء بعضنا اختيار كلماته في محادثاته، فتجرّ هذه الكلمات إلى المشاحنات والبغضاء.

كيف تجعل الطّرف المقابل يستمتع بحديثك؟

لكي تجعل لكلامك نكهة خاصّة، وجاذبيّة قويّة، وتجعل من الطرف المقابل يستمتع بكلامك، ولا يملّ من الاستماع إليك، إليك بعض النّقاط المهمّة:

ـ عوّد لسانك على ذكر الله، لينطلق لسانك بأرقّ الكلمات، وأجمل العبارات، فمن يكون لسانه لهجاً بذكر الله، فإنّه لا يخرج منه إلا كلّ جميل ومفيد.

ـ فكّر قبل أن تتكلّم، فكلّ كلمة تخرج منك ستكون مسؤولاً عنها، قال الإمام عليّ: "إذا تكلّمت بالكلمة ملكتك، وإذا أمسكتها ملكتها".

ـ ابتعد عن الكلمات الجارحة، والانتقاد السّلبيّ، فلكلّ كلمة أثرها في الطّرف المقابل، و"ربَّ كلامٍ أنفذ من سهام"، كما قال الإمام عليّ(ع).

ـ لكلّ مقام مقال، وهذا يعني أن تنظر إلى الطّرف المقابل من حيث استيعابه، ورغبته الثّقافيّة لمناقشة مثل هذه المواضيع، وكذلك عليك أن تتحدّث بما يتناسب مع المناسبة، فلكلّ مناسبة حديث خاصّ بها.

ـ ليكن كلامك واضحاً من حيث نبرة الصّوت، والمفردات المستخدمة، والابتعاد عن الألفاظ المعقَّدة، قال الإمام عليّ: "أحسن الكلام ما لا تمجّه الآذان، ولا يتعب فهمه الأفهام".

ـ تعلّم فنّ إدارة الكلام من حيث: بدء المحادثة، الاستماع الجيّد، وعدم مقاطعة الطرف الآخر، التركيز، وعدم التشعّب في الموضوع، وخاتمة الحديث واستخلاص النّتائج.

ـ الابتعاد عن المبالغة في الكلام، ونقل التفصيلات المملّة، والشّواهد غير المنطقية، وتحدّث حديثاً معقولاً ومنطقياً.

ـ الابتعاد عن الثّرثرة، وتحدّث في الحدود المقبولة. وابتعد عن فضول الكلام، يقول أحدهم: "لا تتحدّث إلا عندما يكون لديك شيء يستحقّ أن تقوله". ومرّ أمير المؤمنين برجل يتكلم بفضول الكلام، فوقف عليه فقال: "يا هذا، إنك تملي على حافظيك كتاباً الى ربّك، فتكلّم بما يعنيك، ودع ما لا يعنيك".

ـ اجعل الاتزان والاعتدال نهجك وطريقتك في الكلام، قال الإمام عليّ(ع): "من كثر كلامه، كثر خطؤه".

وأخيراً: لتكن كلمتك باعثة لروح المسؤوليّة في الطّرف المقابل، لتكن كلمتك باعثةً للحياة.

*نقلاً عن شبكة مزن الثقافيّة، 27/8/2017م.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية