كتابات
27/08/2018

الغدير يوم إحياء الدّين

الغدير يوم إحياء الدّين

يوم غدير خمّ في 18 ذي الحجّة من العام 10 هجرية، هو يوم استثنائي في تاريخ الإسلام، حيث جرى تنصيب أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) خليفةً وإماماً على المسلمين من الرسول الأكرم (ص) بأمر من الله تعالى {يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}[المائدة: 67].

وعن أبي سعيد الخدري في أسباب نزول الآية المباركة ـ في ما أخرجه ابن مردويه وابن عساكر ـ قال: «نزلت هذه الآية: {يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)». وهذا ما اختاره المرجع السيّد فضل الله(رض) في تفسيره للآية: "فإنَّ الأقرب في أسباب النزول، هو ما رواه أبو سعيد الخدري في نزولها في غدير خمّ في نصب عليّ(ع) أميراً للمؤمنين". [تفسير من وحي القرآن، ج 8].

وعن ابن مسعود ـ في ما أخرجه ابن مردويه ورواه السيّد الطّباطبائي في تفسيره (تفسير الميزان) : قال: «كنَّا نقرأ على عهد رسول الله(ص): «يا أيُّها الرَّسول بلِّغ ما أُنزل إليك من ربِّك أنَّ عليّاً مولى المؤمنين، وإن لم تفعل، فما بلَّغت رسالتهُ، والله يعصِمُكَ من النَّاسِ».

وقصة هذا اليوم يوجزها العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) بقوله:

"هي حين بلّغ النبيّ(ص) بأمر من الله تعالى ولاية الإمام عليّ(ع) على المسلمين من بعده، فقال(ص): "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟... من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه...". وقد بايعه المسلمون على إمرة المؤمنين، ونزل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِين}، بعدما كان نزل قوله تعالى: {يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، والحديث متواتر عند المسلمين، ولكن حاول البعض تفسيره بغير ما ذكرنا".

ويتابع سماحته عن رمزية هذا اليوم والاحتفال به بقوله:

"أجل، هو يوم عيد بمعنى المناسبة المهمّة والأساسية في تاريخ الإسلام، ويلتزم الشيعة الاحتفال به كعيد الولاية، وليس له حكم عيدي الفطر والأضحى من ناحية حرمة صومه".

ويضيف عن مكان تنصيب الأمير (عليه السلام) ودلالاته، ولماذا كان تحديداً في غدير خمّ وليس في مكان آخر:

"نزل قوله تعالى: {يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، وكان النبيّ(ص) عائداً من حجة الوداع، فأوقف المسلمين في غدير خمّ، وحكمة ذلك، أنّ يوم عرفة هو يوم اجتماعٍ للناس بسبب تأدية منسك الوقوف بعرفة وانشغالهم بالعبادة، وأما إيقاف المسلمين في منطقة غدير خمّ، فهو يعبّر عن حدث استثنائي أوجب ذلك". [استفتاءات/ تاريخ وسيرة].

لقد أدّى رسول الله(ص) الأمانة في التبليغ، وحرص على استمراريّة الرسالة وحمايتها من كلّ المغرضين والمتربّصين بها شراً، لذا كان تنصيبه لعليّ (عليه السلام)، لما له من سيرة وكفاءه واقتدار في حمل أعباء رعاية مسيرة الإسلام، وضبط إيقاعها، وعدم تشتّتها وضياعها. فالمهمة لم تكن سهلة بتاتاً، وقد أدى أمير المؤمنين (عليه السلام) الأمانة ورعاها بكلّ صدقية وإخلاص، ومنه يتعلّم الدعاة وكلّ الناس على أن يكونوا بمستوى حفظ إسلامهم ورعايته، وأن يكونوا المسؤولين أمام الله تعالى في حماية حدوده والثبات على خطّه.

واليوم، في ظلّ أزمات الواقع، لا بدّ لنا من أن نعيش معاني هذه المناسبات، كي تتحوّل إلى حوافز لنا، حتى نستعيد قوّتنا، ونوحّد جهودنا وطاقاتنا في سبيل تأكيد التزامنا بالرسالة، وانتمائنا الحقيقيّ إلى مدرسة رسول الله(ص) وأمير المؤمنين(ع) وأهل البيت (عليهم السلام).

يوم غدير خمّ في 18 ذي الحجّة من العام 10 هجرية، هو يوم استثنائي في تاريخ الإسلام، حيث جرى تنصيب أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) خليفةً وإماماً على المسلمين من الرسول الأكرم (ص) بأمر من الله تعالى {يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}[المائدة: 67].

وعن أبي سعيد الخدري في أسباب نزول الآية المباركة ـ في ما أخرجه ابن مردويه وابن عساكر ـ قال: «نزلت هذه الآية: {يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)». وهذا ما اختاره المرجع السيّد فضل الله(رض) في تفسيره للآية: "فإنَّ الأقرب في أسباب النزول، هو ما رواه أبو سعيد الخدري في نزولها في غدير خمّ في نصب عليّ(ع) أميراً للمؤمنين". [تفسير من وحي القرآن، ج 8].

وعن ابن مسعود ـ في ما أخرجه ابن مردويه ورواه السيّد الطّباطبائي في تفسيره (تفسير الميزان) : قال: «كنَّا نقرأ على عهد رسول الله(ص): «يا أيُّها الرَّسول بلِّغ ما أُنزل إليك من ربِّك أنَّ عليّاً مولى المؤمنين، وإن لم تفعل، فما بلَّغت رسالتهُ، والله يعصِمُكَ من النَّاسِ».

وقصة هذا اليوم يوجزها العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) بقوله:

"هي حين بلّغ النبيّ(ص) بأمر من الله تعالى ولاية الإمام عليّ(ع) على المسلمين من بعده، فقال(ص): "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟... من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه...". وقد بايعه المسلمون على إمرة المؤمنين، ونزل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِين}، بعدما كان نزل قوله تعالى: {يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، والحديث متواتر عند المسلمين، ولكن حاول البعض تفسيره بغير ما ذكرنا".

ويتابع سماحته عن رمزية هذا اليوم والاحتفال به بقوله:

"أجل، هو يوم عيد بمعنى المناسبة المهمّة والأساسية في تاريخ الإسلام، ويلتزم الشيعة الاحتفال به كعيد الولاية، وليس له حكم عيدي الفطر والأضحى من ناحية حرمة صومه".

ويضيف عن مكان تنصيب الأمير (عليه السلام) ودلالاته، ولماذا كان تحديداً في غدير خمّ وليس في مكان آخر:

"نزل قوله تعالى: {يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، وكان النبيّ(ص) عائداً من حجة الوداع، فأوقف المسلمين في غدير خمّ، وحكمة ذلك، أنّ يوم عرفة هو يوم اجتماعٍ للناس بسبب تأدية منسك الوقوف بعرفة وانشغالهم بالعبادة، وأما إيقاف المسلمين في منطقة غدير خمّ، فهو يعبّر عن حدث استثنائي أوجب ذلك". [استفتاءات/ تاريخ وسيرة].

لقد أدّى رسول الله(ص) الأمانة في التبليغ، وحرص على استمراريّة الرسالة وحمايتها من كلّ المغرضين والمتربّصين بها شراً، لذا كان تنصيبه لعليّ (عليه السلام)، لما له من سيرة وكفاءه واقتدار في حمل أعباء رعاية مسيرة الإسلام، وضبط إيقاعها، وعدم تشتّتها وضياعها. فالمهمة لم تكن سهلة بتاتاً، وقد أدى أمير المؤمنين (عليه السلام) الأمانة ورعاها بكلّ صدقية وإخلاص، ومنه يتعلّم الدعاة وكلّ الناس على أن يكونوا بمستوى حفظ إسلامهم ورعايته، وأن يكونوا المسؤولين أمام الله تعالى في حماية حدوده والثبات على خطّه.

واليوم، في ظلّ أزمات الواقع، لا بدّ لنا من أن نعيش معاني هذه المناسبات، كي تتحوّل إلى حوافز لنا، حتى نستعيد قوّتنا، ونوحّد جهودنا وطاقاتنا في سبيل تأكيد التزامنا بالرسالة، وانتمائنا الحقيقيّ إلى مدرسة رسول الله(ص) وأمير المؤمنين(ع) وأهل البيت (عليهم السلام).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية