كتابات
08/11/2018

هل في المهر إساءة للمرأة؟

هل في المهر إساءة للمرأة؟
أثيرت الكثير من الشبهات حول موضوع مهر المرأة، حتّى اعتبره البعض مهيناً لها ومجحفاً بحقّها، ورمزاً للعدوان على كرامتها. فما هو الردّ على ذلك؟ وهل المهر ثمن للمرأة؟
والمهر شرعاً هو عبارة عمّا يبذله الزّوج في عقد الزواج من مال أو غيره للمرأة، ويكون ملزماً بتقديمه لها فعلاً على أساس التّراضي بين الرّجل والمرأة.

ويجيب العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) على ما تقدَّم، بأنَّ المهر هو عبارة عن تراضٍ بين الزوجين يبرز إرادتهما في الزواج، وتعبير عن التزام الزوج بالإنفاق على زوجته وبكلّ ما تحتاجه. قال:
"المهر ليس ثمناً للزوجة، بل هو ـ كما قال الله تعالى ـ هدية، وذلك في قوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً}(النساء: 4). وربما يكون نسخة من القرآن الكريم، أو تعليم سورة منه، أو ما أشبه ذلك مما يتراضى به الزّوجان. فالمهر في الزواج بشكل عام لا يدلّ على التقليل من شأن المرأة، والنِّحلة هي الهدية بدون مقابل، وهو تكريم لها. قال الله تعالى: {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}، فهو تعبير عن الالتزام المادّي تجاهها من قِبل الزّوج".

وفيما يتعلَّق بالغاية من المهر، قال سماحته: "لم ينصّ على غاية معيّنة في القرآن الكريم، ولا فيما بين أيدينا من أحاديث شريفة، لكن لا يخفى عليك ما للمهر من أهميّة في حياة المرأة، وبخاصّة غير العاملة. وعلى كلّ حال، بإمكان المرأة التقليل من المهر إن شاءت، أو هبته للزّوج فيما بعد، وبالتأكيد، ليس فيه انتقاص من شأن المرأة كما يحاول أن يوحي بذلك أنصار حركات ما يسمّونه تحرير المرأة، كيف، وقد كان للزّهراء (عليها السلام) مهر، وهي سيدة نساء العالين؟!". [استفتاءات/ قضايا المرأة].

ويضيف سماحته بأنّ المهر مجرّد رمز معنوي خاصّ يربط بين شخصين تراضيا بأن يكملا العمر معاً:
"والمهر في تعبيره يأخذ بعداً رمزيّاً حبيّاً، لا بعداً عوضيّاً ماليّاً، والدّليل على ذلك، أنّه من الممكن للرّجل أن يقدّم أيّ شيء لا قيمة مادية فعلية له للمرأة كمهر. وهذا ما نستدلّ عليه من قصة تلك المرأة التي جاءت إلى النبيّ(ص) ليزوجها، ولم يقبل من أصحابه الزواج بها إلا شخص لا يملك شيئاً من المال، فسأله (ص) عند ذلك إن كان لديه شيء من القرآن؟ قال: نعم، قال (ص): "زوّجتكها بما معك من القرآن". فلو كان للمهر أيُّ بُعدٍ ماديّ، لما كان هذا المهر مقبولاً، لأنّه لا يمثِّل قيمة مادية تذكر. فالمهر، إذاً، مسألة رمزية، تجعل دخول المرأة إلى الحياة الزوجيّة مشروعاً بتقديم الرّجل شيئاً معيّناً لها يعبّر به عن محبّته وعن مسؤوليّته عنها، وربما تضمَّن المهر شكلاً من أشكال التّعبير عن مسؤوليّة الرجل المادية داخل العلاقة الزوجية، لأنه هو من يتحمّل مسؤوليّة الإنفاق المالي على المرأة". [من كتاب "دنيا المرأة"، ص 177-179].

من جهته، قال الدكتور وهبة الزحيلي عن الحكمة من المهر: "الحكمة من وجوب المهر هي إظهار خطر هذا العقد ومكانته، وإعزاز المرأة وإكرامها، وتقديم الدّليل على بناء حياة زوجيّة كريمة معها، وتوفير حسن النيّة على قصد معاشرتها بالمعروف، ودوام الزواج. وفيه تمكين المرأة من التهيّؤ للزواج بما يلزم لها من لباس ونفقة". [الفقه الإسلامي وأدلته].

ويبقى أن ندرك أنَّ الله اعتبر المهر هديّةً تحصل عليها المرأة، والهديّة ليس فيها امتهان، بل احترام للمرأة وتقدير لها، وما يكون خارج هذا السّياق من التّبرير، إنّما يكون قد خرج بمفهوم المهر عن معناه الطّبيعيّ الّذي أراده الله.
أثيرت الكثير من الشبهات حول موضوع مهر المرأة، حتّى اعتبره البعض مهيناً لها ومجحفاً بحقّها، ورمزاً للعدوان على كرامتها. فما هو الردّ على ذلك؟ وهل المهر ثمن للمرأة؟
والمهر شرعاً هو عبارة عمّا يبذله الزّوج في عقد الزواج من مال أو غيره للمرأة، ويكون ملزماً بتقديمه لها فعلاً على أساس التّراضي بين الرّجل والمرأة.

ويجيب العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) على ما تقدَّم، بأنَّ المهر هو عبارة عن تراضٍ بين الزوجين يبرز إرادتهما في الزواج، وتعبير عن التزام الزوج بالإنفاق على زوجته وبكلّ ما تحتاجه. قال:
"المهر ليس ثمناً للزوجة، بل هو ـ كما قال الله تعالى ـ هدية، وذلك في قوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً}(النساء: 4). وربما يكون نسخة من القرآن الكريم، أو تعليم سورة منه، أو ما أشبه ذلك مما يتراضى به الزّوجان. فالمهر في الزواج بشكل عام لا يدلّ على التقليل من شأن المرأة، والنِّحلة هي الهدية بدون مقابل، وهو تكريم لها. قال الله تعالى: {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}، فهو تعبير عن الالتزام المادّي تجاهها من قِبل الزّوج".

وفيما يتعلَّق بالغاية من المهر، قال سماحته: "لم ينصّ على غاية معيّنة في القرآن الكريم، ولا فيما بين أيدينا من أحاديث شريفة، لكن لا يخفى عليك ما للمهر من أهميّة في حياة المرأة، وبخاصّة غير العاملة. وعلى كلّ حال، بإمكان المرأة التقليل من المهر إن شاءت، أو هبته للزّوج فيما بعد، وبالتأكيد، ليس فيه انتقاص من شأن المرأة كما يحاول أن يوحي بذلك أنصار حركات ما يسمّونه تحرير المرأة، كيف، وقد كان للزّهراء (عليها السلام) مهر، وهي سيدة نساء العالين؟!". [استفتاءات/ قضايا المرأة].

ويضيف سماحته بأنّ المهر مجرّد رمز معنوي خاصّ يربط بين شخصين تراضيا بأن يكملا العمر معاً:
"والمهر في تعبيره يأخذ بعداً رمزيّاً حبيّاً، لا بعداً عوضيّاً ماليّاً، والدّليل على ذلك، أنّه من الممكن للرّجل أن يقدّم أيّ شيء لا قيمة مادية فعلية له للمرأة كمهر. وهذا ما نستدلّ عليه من قصة تلك المرأة التي جاءت إلى النبيّ(ص) ليزوجها، ولم يقبل من أصحابه الزواج بها إلا شخص لا يملك شيئاً من المال، فسأله (ص) عند ذلك إن كان لديه شيء من القرآن؟ قال: نعم، قال (ص): "زوّجتكها بما معك من القرآن". فلو كان للمهر أيُّ بُعدٍ ماديّ، لما كان هذا المهر مقبولاً، لأنّه لا يمثِّل قيمة مادية تذكر. فالمهر، إذاً، مسألة رمزية، تجعل دخول المرأة إلى الحياة الزوجيّة مشروعاً بتقديم الرّجل شيئاً معيّناً لها يعبّر به عن محبّته وعن مسؤوليّته عنها، وربما تضمَّن المهر شكلاً من أشكال التّعبير عن مسؤوليّة الرجل المادية داخل العلاقة الزوجية، لأنه هو من يتحمّل مسؤوليّة الإنفاق المالي على المرأة". [من كتاب "دنيا المرأة"، ص 177-179].

من جهته، قال الدكتور وهبة الزحيلي عن الحكمة من المهر: "الحكمة من وجوب المهر هي إظهار خطر هذا العقد ومكانته، وإعزاز المرأة وإكرامها، وتقديم الدّليل على بناء حياة زوجيّة كريمة معها، وتوفير حسن النيّة على قصد معاشرتها بالمعروف، ودوام الزواج. وفيه تمكين المرأة من التهيّؤ للزواج بما يلزم لها من لباس ونفقة". [الفقه الإسلامي وأدلته].

ويبقى أن ندرك أنَّ الله اعتبر المهر هديّةً تحصل عليها المرأة، والهديّة ليس فيها امتهان، بل احترام للمرأة وتقدير لها، وما يكون خارج هذا السّياق من التّبرير، إنّما يكون قد خرج بمفهوم المهر عن معناه الطّبيعيّ الّذي أراده الله.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية