كتابات
27/12/2018

الإسلام حركة عدل في الحياة

الإسلام حركة عدل في الحياة

للظلم في المفهوم الإسلامي معنًى واسع يمتدّ بامتداد الحقّ في الحياة، عندما يكون السلوك تجاوزاً له وتعدّياً عليه وعملاً بخلافه، فالإنسان قد يظلم نفسه بالكفر والمعصية، لأنه يبعدها عن الحقّ، ويعرّضها للهلاك وللعذاب الدائم، وقد يظلم ربّه بالشّرك به، أو بالكفر به، أو بمعصيته له، وقد يظلم الناس أفراداً وجماعات عندما يعتدي عليهم بمختلف ألوان العدوان، بفعل ما يملكه من القوى والظروف أو الوسائل التي تمكّنه من التعدّي على حقوقهم الخاصّة والعامّة، وقد يظلم الحياة من حوله، عندما يعرضها للفساد والاهتزاز والسقوط.

رفض الظّلم

والإسلام يرفض الظلم كلّه، جملةً وتفصيلاً، من كلّ أحد، ويريد للإنسان أن يربي نفسه على إنكاره بقلبه وبلسانه وبيده، ويبتعد عنه بكلّ جهده، سواء كان ذلك من نفسه في ظلمه للآخرين، أو من غيره في ظلم النّاس لبعضهم البعض، ويرى أنّ الرّضى بالظلم أو الإعانة عليه، يمثّل لوناً من ألوان الشراكة للظّالم في ظلمه، لأنّه يهيّئ له الأجواء النفسيّة أو العمليّة التي تقوّي روحيّته أو تدعم موقفه، ويشجب الذين يعملون على تقديم الأعذار للظالم في ظلمه.

ويوجّه الناس إلى مواجهة الظالم بكلّ قوّة، في مواقع القدرة على ذلك، وعدم الركون إليه في كلّ أعماله ومواقعه ومواقفه، ويؤكّد أنّ العدل هو أساس الحياة، وسرّ إرسال الرسل وإنزال الكتب، لأنّ الله حدَّد المهمّة الكبرى للرسل والرسالات بقيام الناس بالقسط، ولذلك أراد للناس أن يعدلوا في قولهم، حتى مع ذوي القربى، أو أن يشهدوا الله ولو على أنفسهم أو الوالدين والأقربين، وأن لا تمنعهم العداوة من العدل مع أعدائهم، فللعداوة منطقها وأحكامها التي لا تسمح بالانحراف عن خطّ العدل، وللعدل منطقه الذي ينطلق إلى غايته، فتسقط كلّ الحواجز أمامه.

وهكذا اختصر الله رسالته بأنها حركة عدل.

مواجهة الظّالمين

والدعاء على الظالمين، والاستعانة بالله عليهم، يمثِّل الخطَّ الروحيّ في المنهج التربوي الإسلامي الذي لا يريد للإنسان المؤمن أن يقف حائراً أمام اعتداء الآخرين عليه أو على من حوله، أو مواجهة الظالمين له بما لا يحبّ، في شعور بالانسحاق الذي يسحق الشخصيّة ويقتل الروح ويشلّ الإرادة ويملأ النفس بالشعور العاجز الذي يوحي به بأنّه مجرّد حشرةٍ صغيرة ضعيفة تسحقها أقدام الأقوياء.

بل يريد له أن ينظر إلى الظالمين نظرة حاسمة من موقع الرفض، وأن يتطلَّع إلى ما يملكونه من قوَّة بطريقةٍ طبيعيّة تحسب الأمور بحساب المعطيات الواقعيّة في النظام الكوني في حسابات موازين القوَّة والضعف، وتثير الإيحاء الدّاخليّ بأنَّ المظلوم إذا لم يستطع مواجهة الظّالم بالأخذ بحقِّه منه، أو بالقضاء عليه أو على مواقع ظلمه، فإنَّ ذلك لا يعني أنَّ الحياة تمثّل الفرصة المطلقة للأقوياء الظّالمين، لأنَّ الضّعفاء لا يملكون الوقوف أمامهم بالقوّة نفسها، بل كلّ ما هنالك، أنَّ الظروف المعينة في طبيعة قانون السببيّة في الكون، في علاقة المسبّبات بأسبابها، فرضت بعض الخلل في حركة الواقع في مدى محدود، وأنَّ الظالم يملك في داخله بعض عناصر الضعف، بل ربما يكون الظلم تنفيساً عن عقدة ضعف في ذاته، كما أنَّ المظلوم قد يملك بعض عناصر القوَّة في شخصيّته أو في ظروفه.

وقد تكون المشكلة في كثير من الحالات، أنّ المظلوم لا يفكر في عناصر قوته، بلف يستغرق في التفكير في عناصر ضعفه مقارنةً بعناصر قوة الظالم، فيؤدي ذلك إلى الهزيمة الروحية قبل بدء المعركة، مما يجعل السقوط فيها نتيجة طبيعية لذلك.

*من كتاب " آفاق الروح ،ج1".

للظلم في المفهوم الإسلامي معنًى واسع يمتدّ بامتداد الحقّ في الحياة، عندما يكون السلوك تجاوزاً له وتعدّياً عليه وعملاً بخلافه، فالإنسان قد يظلم نفسه بالكفر والمعصية، لأنه يبعدها عن الحقّ، ويعرّضها للهلاك وللعذاب الدائم، وقد يظلم ربّه بالشّرك به، أو بالكفر به، أو بمعصيته له، وقد يظلم الناس أفراداً وجماعات عندما يعتدي عليهم بمختلف ألوان العدوان، بفعل ما يملكه من القوى والظروف أو الوسائل التي تمكّنه من التعدّي على حقوقهم الخاصّة والعامّة، وقد يظلم الحياة من حوله، عندما يعرضها للفساد والاهتزاز والسقوط.

رفض الظّلم

والإسلام يرفض الظلم كلّه، جملةً وتفصيلاً، من كلّ أحد، ويريد للإنسان أن يربي نفسه على إنكاره بقلبه وبلسانه وبيده، ويبتعد عنه بكلّ جهده، سواء كان ذلك من نفسه في ظلمه للآخرين، أو من غيره في ظلم النّاس لبعضهم البعض، ويرى أنّ الرّضى بالظلم أو الإعانة عليه، يمثّل لوناً من ألوان الشراكة للظّالم في ظلمه، لأنّه يهيّئ له الأجواء النفسيّة أو العمليّة التي تقوّي روحيّته أو تدعم موقفه، ويشجب الذين يعملون على تقديم الأعذار للظالم في ظلمه.

ويوجّه الناس إلى مواجهة الظالم بكلّ قوّة، في مواقع القدرة على ذلك، وعدم الركون إليه في كلّ أعماله ومواقعه ومواقفه، ويؤكّد أنّ العدل هو أساس الحياة، وسرّ إرسال الرسل وإنزال الكتب، لأنّ الله حدَّد المهمّة الكبرى للرسل والرسالات بقيام الناس بالقسط، ولذلك أراد للناس أن يعدلوا في قولهم، حتى مع ذوي القربى، أو أن يشهدوا الله ولو على أنفسهم أو الوالدين والأقربين، وأن لا تمنعهم العداوة من العدل مع أعدائهم، فللعداوة منطقها وأحكامها التي لا تسمح بالانحراف عن خطّ العدل، وللعدل منطقه الذي ينطلق إلى غايته، فتسقط كلّ الحواجز أمامه.

وهكذا اختصر الله رسالته بأنها حركة عدل.

مواجهة الظّالمين

والدعاء على الظالمين، والاستعانة بالله عليهم، يمثِّل الخطَّ الروحيّ في المنهج التربوي الإسلامي الذي لا يريد للإنسان المؤمن أن يقف حائراً أمام اعتداء الآخرين عليه أو على من حوله، أو مواجهة الظالمين له بما لا يحبّ، في شعور بالانسحاق الذي يسحق الشخصيّة ويقتل الروح ويشلّ الإرادة ويملأ النفس بالشعور العاجز الذي يوحي به بأنّه مجرّد حشرةٍ صغيرة ضعيفة تسحقها أقدام الأقوياء.

بل يريد له أن ينظر إلى الظالمين نظرة حاسمة من موقع الرفض، وأن يتطلَّع إلى ما يملكونه من قوَّة بطريقةٍ طبيعيّة تحسب الأمور بحساب المعطيات الواقعيّة في النظام الكوني في حسابات موازين القوَّة والضعف، وتثير الإيحاء الدّاخليّ بأنَّ المظلوم إذا لم يستطع مواجهة الظّالم بالأخذ بحقِّه منه، أو بالقضاء عليه أو على مواقع ظلمه، فإنَّ ذلك لا يعني أنَّ الحياة تمثّل الفرصة المطلقة للأقوياء الظّالمين، لأنَّ الضّعفاء لا يملكون الوقوف أمامهم بالقوّة نفسها، بل كلّ ما هنالك، أنَّ الظروف المعينة في طبيعة قانون السببيّة في الكون، في علاقة المسبّبات بأسبابها، فرضت بعض الخلل في حركة الواقع في مدى محدود، وأنَّ الظالم يملك في داخله بعض عناصر الضعف، بل ربما يكون الظلم تنفيساً عن عقدة ضعف في ذاته، كما أنَّ المظلوم قد يملك بعض عناصر القوَّة في شخصيّته أو في ظروفه.

وقد تكون المشكلة في كثير من الحالات، أنّ المظلوم لا يفكر في عناصر قوته، بلف يستغرق في التفكير في عناصر ضعفه مقارنةً بعناصر قوة الظالم، فيؤدي ذلك إلى الهزيمة الروحية قبل بدء المعركة، مما يجعل السقوط فيها نتيجة طبيعية لذلك.

*من كتاب " آفاق الروح ،ج1".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية