قد يكون من غير المألوف أن نعمد إلى استخدام المعلّمين والمربّين من دون النظر إلى شخصيّاتهم الدينيّة، ومدى ارتباطهم بالتعاليم الدينيّة وبعدهم عنها، لأنَّ للمعلّم أكبر الأثر في الوصول بالتّوجيه إلى هدفه، لأنَّ شخصيته ـ كموجِّه ـ تجعل منه المثل الأعلى للطلاب، ولا سيّما في السنين الأولى، الأمر الذي يجعلهم يقلّدونه في كلّ أفعاله وأقواله، كمثل مقدَّس، يحتذى ويتبّع.
وعلى ضوء ذلك، لا بُدَّ لنا من اختيار الأساتذة الذين تتمثَّل فيهم الكفاءة الدينيّة إلى جانب الكفاءة العلميّة، والتّشديد على التزامهم الديني فكرياً وعملياً.
ولعلّ من بين القضايا التي تستطيع خدمة الهدف، أن نعمد إلى ما عندنا من مناسبات دينية، فنحاول إثارتها في جوّ المدرسة، باحتفالات محبَّبة إلى نفسيّة الطالب، ولو بالعمل على أن يشارك فيها بنشيدٍ أو كلمة من وحي المناسبة، الأمر الذي يوثّق علاقته بالقضيّة التي تمثّلها المناسبة، ويعمّق شعوره بطبيعة المناسبة وتأثيرها الدّيني في حياته.
وبكلمة واحدة، العمل الدائب على اختيار أفضل الطرق التي نستطيع أن نصل بها إلى ذهنيّة الطالب، من أجل غرس العقيدة في فكره وإثارتها في حياته.
فلا بُدَّ من تأليف لجان متعدّدة وهيئات متنوّعة، يوكَل إليها أمر الإشراف على جهات هذه المشاريع، الماليّة والإداريّة والدينيّة، والتّشديد على طبيعة الرّقابة الدينيَّة؛ ولا مانع من أن يكون للفرد المؤسِّس، أو الأفراد المؤسِّسين، بعض الإشراف على أعمال اللّجان، بحيث تكون مسؤولةً أمامه عن كلّ ما تقوم به من أعمال، كما لا بُدَّ لنا من أن نجعل لهذه اللّجان حقّ الرّقابة على تصرّفات هؤلاء الأفراد، ولكن ضمن نطاق قانونيّ يحفظ لكلّ ذي حقّ حقّه، ويضع الأمور في نصابها الصحيح.
ونحسب أنَّ ذلك يساعدنا على الاحتفاظ بحقّ الهيئة المؤسّسة في الإشراف، إلى جانب إعطاء المشروع حقّه من الرّقابة والرّعاية. ونعتقد أننا نستطيع بذلك أن نتفادى طبيعة السّرعة والارتجال التي قلنا إنها تبقى السّبب الأعمق في القضيّة.
وأخيراً، إنَّ علينا أن نضع نصب أعيننا دائماً، أنَّ هذا المشروع، أو ذاك، إنما انطلق باسم الدِّين، وبأموال دينيّة في أغلب الأحيان، فلا يجوز، بحالٍ من الأحوال، أن نحوّله إلى مشروع اجتماعي مجرَّد أو علماني صرف، لأنّنا سوف نفقد الغاية من وجوده، وهي إنشاء جيل مؤمن بالله وبرسالته، متعلّم مثقّف يجري ويعمل في سبيل استمرار الوجود الرّسالي لدينه وعقيدته.
وإلا، فلنحاول أن نكشف عن الوجه الواقعي الصّحيح للمشروع، ولنجنّب أنفسنا وواقعنا من الزيف، حذراً من أن نعيش حياتنا دائماً وراء البراقع التي قد تكشف كثيراً عمّا تحتها.
وفي نهاية المطاف، نحسب أنَّ الإنسان الذي يؤمن برسالته وبقضيّته، لا يمكن أن يخجل منها في أيّ حالة من الحالات. فلنكن صريحين برسالتنا، جريئين في العمل على تركيزها في واقعنا فكرةً وعملاً وحياةً، لنكون في مستوى القمّة من وجودنا، مستوى أصحاب الرّسالات الذين يعيشون لرسالتهم، ويجاهدون في سبيلها، ويفنون من أجلها {وَقُلِ اعْمَلُوْا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكَمْ وَرَسُولُهُ وَالمؤْمِنُونَ} [التوبة:105].
*من كتاب "قضايانا على ضوء الإسلام".
قد يكون من غير المألوف أن نعمد إلى استخدام المعلّمين والمربّين من دون النظر إلى شخصيّاتهم الدينيّة، ومدى ارتباطهم بالتعاليم الدينيّة وبعدهم عنها، لأنَّ للمعلّم أكبر الأثر في الوصول بالتّوجيه إلى هدفه، لأنَّ شخصيته ـ كموجِّه ـ تجعل منه المثل الأعلى للطلاب، ولا سيّما في السنين الأولى، الأمر الذي يجعلهم يقلّدونه في كلّ أفعاله وأقواله، كمثل مقدَّس، يحتذى ويتبّع.
وعلى ضوء ذلك، لا بُدَّ لنا من اختيار الأساتذة الذين تتمثَّل فيهم الكفاءة الدينيّة إلى جانب الكفاءة العلميّة، والتّشديد على التزامهم الديني فكرياً وعملياً.
ولعلّ من بين القضايا التي تستطيع خدمة الهدف، أن نعمد إلى ما عندنا من مناسبات دينية، فنحاول إثارتها في جوّ المدرسة، باحتفالات محبَّبة إلى نفسيّة الطالب، ولو بالعمل على أن يشارك فيها بنشيدٍ أو كلمة من وحي المناسبة، الأمر الذي يوثّق علاقته بالقضيّة التي تمثّلها المناسبة، ويعمّق شعوره بطبيعة المناسبة وتأثيرها الدّيني في حياته.
وبكلمة واحدة، العمل الدائب على اختيار أفضل الطرق التي نستطيع أن نصل بها إلى ذهنيّة الطالب، من أجل غرس العقيدة في فكره وإثارتها في حياته.
فلا بُدَّ من تأليف لجان متعدّدة وهيئات متنوّعة، يوكَل إليها أمر الإشراف على جهات هذه المشاريع، الماليّة والإداريّة والدينيّة، والتّشديد على طبيعة الرّقابة الدينيَّة؛ ولا مانع من أن يكون للفرد المؤسِّس، أو الأفراد المؤسِّسين، بعض الإشراف على أعمال اللّجان، بحيث تكون مسؤولةً أمامه عن كلّ ما تقوم به من أعمال، كما لا بُدَّ لنا من أن نجعل لهذه اللّجان حقّ الرّقابة على تصرّفات هؤلاء الأفراد، ولكن ضمن نطاق قانونيّ يحفظ لكلّ ذي حقّ حقّه، ويضع الأمور في نصابها الصحيح.
ونحسب أنَّ ذلك يساعدنا على الاحتفاظ بحقّ الهيئة المؤسّسة في الإشراف، إلى جانب إعطاء المشروع حقّه من الرّقابة والرّعاية. ونعتقد أننا نستطيع بذلك أن نتفادى طبيعة السّرعة والارتجال التي قلنا إنها تبقى السّبب الأعمق في القضيّة.
وأخيراً، إنَّ علينا أن نضع نصب أعيننا دائماً، أنَّ هذا المشروع، أو ذاك، إنما انطلق باسم الدِّين، وبأموال دينيّة في أغلب الأحيان، فلا يجوز، بحالٍ من الأحوال، أن نحوّله إلى مشروع اجتماعي مجرَّد أو علماني صرف، لأنّنا سوف نفقد الغاية من وجوده، وهي إنشاء جيل مؤمن بالله وبرسالته، متعلّم مثقّف يجري ويعمل في سبيل استمرار الوجود الرّسالي لدينه وعقيدته.
وإلا، فلنحاول أن نكشف عن الوجه الواقعي الصّحيح للمشروع، ولنجنّب أنفسنا وواقعنا من الزيف، حذراً من أن نعيش حياتنا دائماً وراء البراقع التي قد تكشف كثيراً عمّا تحتها.
وفي نهاية المطاف، نحسب أنَّ الإنسان الذي يؤمن برسالته وبقضيّته، لا يمكن أن يخجل منها في أيّ حالة من الحالات. فلنكن صريحين برسالتنا، جريئين في العمل على تركيزها في واقعنا فكرةً وعملاً وحياةً، لنكون في مستوى القمّة من وجودنا، مستوى أصحاب الرّسالات الذين يعيشون لرسالتهم، ويجاهدون في سبيلها، ويفنون من أجلها {وَقُلِ اعْمَلُوْا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكَمْ وَرَسُولُهُ وَالمؤْمِنُونَ} [التوبة:105].
*من كتاب "قضايانا على ضوء الإسلام".