كتابات
21/01/2019

هل تعانون من مزاجيّة أطفالكم؟

هل تعانون من مزاجيّة أطفالكم؟

حين نتكلّم عن مزاجيّة الطفل، أو التي نصفها نحن كراشدين بأنها مزاجيّة الطّفل، وهي لا تكون مزاجيّة، بل تقلّباً لدى الولد ناتجاً من المتغيّرات المحيطة به، أو من شعور لديه يحاول أن يعبّر عنه بأساليب متعدّدة.

مشكلتنا كراشدين، أنّنا نقيس الطّفل كما نقيس أنفسنا، بدل أن نتعامل معه كطفلٍ له خاصيَّاته، وبدل أن تكون أداة القياس له مختلفة، ربطاً بالخاصيَّة العمريَّة لهذا الطفل.

لذلك، أنت تحدِّث ولدك، وتطلب منه أن يقوم بهذا الفعل، يمتنع، فتحثُّه أكثر، يمتنع، تشعر بأنّه كمن أضحى لديه إغلاق (بلوك)، تقول ما هذا العناد؟ ولكنَّ هذا ليس عناداً. في كثيرٍ من الحالات، لا تكون الحالة عناديّة، إنما قد يكون عقل الولد قد أغلق فعلاً على الإجابة الأخيرة، أو على عدم القيام بالفعل الذي تأمره بفعله، أو العكس.

إذاً ماذا تفعل؟

هل تضرب الولد؟ هل تتشدَّد في التّعامل معه؟ هل تصرّ وتصرّ وتصرّ...؟

عزيزي وعزيزتي، إن أصررتم وبالغتم في الإصرار، ستجدون مبالغةً في التحدّي، وهذا التحدّي قد لا يقصده الولد، ففي كثيرٍ من الأحيان، قد يتحدَّاكم بشكل غير واع، ويتجاهل ما تطلبونه منه.

هناك نوعان من الأولاد؛ أحد النّوعين يتجاهل ما تقولون وكأنّه لا يسمع، تتكلّمون وتتكلّمون وهو في عالم آخر ساه عنكم، وآخر يدرك ما تتكلّمون عنه، ولكنه يعاندكم. لمَ؟

الّذي يعاندكم، يعتبر أنّه استفزّكم وحصل على اهتمامكم، وبالتَّالي، إن كان عناده سيستدعي اهتمامكم أكثر فأكثر، فإنَّه سيزيد عناداً. هذا عن الثَّاني، فماذا عن الأوَّل؟

الأوَّل قد يكون ذهنه انشغل في أمر آخر، أضحى لاهياً عنكم فعلاً، إدراكه ليس معكم، تنادونه فلا يجيب، وهو لا يتعمَّد ذلك، بل هو فعلاً يسمعكم، ولكنَّه لا يستمع إليكم.

فماذا نفعل حين نطلب من أولادنا طلبات فلا يستجيبون، أو يكونون عنَّا ساهين، أو يعاندون؟

علينا إشغالهم بأمر آخر. هذا هو الجواب الوافي، أي تجاهُل الأمر وعدم الإلحاح عليه. هذا أوَّلاً.

والإجراء الثّاني، هو البحث في قضيّة أخرى، نقول له مثلاً: ما رأيك في هذه القطّة التي عبرت من هنا؟... تجاهل الأمر الّذي كنت تلحّ عليه، اِذهب إلى أمر آخر، إلى مورد اهتمام آخر، إلى مستثير آخر، ومن ثمّ، عد بعد قليل إلى ما كنت تطلبه، وستجد أنَّ اهتمام الولد حاضر، وأنَّ استجابة الولد قائمة. في غالب الأحيان، هذه الطريقة تنجح.

إيّاك أن تعاند، وخصوصاً إذا شعرت بأنَّ الولد لا يتعمَّد أن لا يجيبك، إنما هو فعلاً في موقعٍ آخر، ذهنه انشغل بشأن آخر وموقع آخر.. ونسبة هذا الانشغال وطبيعته تتفاوت بين مرحلة عمريَّة وأخرى، بين طفولة مبكرة ومتوسّطة ومتأخّرة، وحتى عند مشارف المراهقة، لأنَّ اهتمامات كلّ مرحلة عمريّة تذهب بالولد إلى اتجاه مغاير للاتّجاه الّذي سبق.

من هنا، دعونا لا نلحّ، ولنذهب إلى إشغال الولد بقضيَّة أخرى، ومن ثم العودة إلى ما كنّا نطلب، وسنجد في غالب الأحيان تجاوباً.

حين نتكلّم عن مزاجيّة الطفل، أو التي نصفها نحن كراشدين بأنها مزاجيّة الطّفل، وهي لا تكون مزاجيّة، بل تقلّباً لدى الولد ناتجاً من المتغيّرات المحيطة به، أو من شعور لديه يحاول أن يعبّر عنه بأساليب متعدّدة.

مشكلتنا كراشدين، أنّنا نقيس الطّفل كما نقيس أنفسنا، بدل أن نتعامل معه كطفلٍ له خاصيَّاته، وبدل أن تكون أداة القياس له مختلفة، ربطاً بالخاصيَّة العمريَّة لهذا الطفل.

لذلك، أنت تحدِّث ولدك، وتطلب منه أن يقوم بهذا الفعل، يمتنع، فتحثُّه أكثر، يمتنع، تشعر بأنّه كمن أضحى لديه إغلاق (بلوك)، تقول ما هذا العناد؟ ولكنَّ هذا ليس عناداً. في كثيرٍ من الحالات، لا تكون الحالة عناديّة، إنما قد يكون عقل الولد قد أغلق فعلاً على الإجابة الأخيرة، أو على عدم القيام بالفعل الذي تأمره بفعله، أو العكس.

إذاً ماذا تفعل؟

هل تضرب الولد؟ هل تتشدَّد في التّعامل معه؟ هل تصرّ وتصرّ وتصرّ...؟

عزيزي وعزيزتي، إن أصررتم وبالغتم في الإصرار، ستجدون مبالغةً في التحدّي، وهذا التحدّي قد لا يقصده الولد، ففي كثيرٍ من الأحيان، قد يتحدَّاكم بشكل غير واع، ويتجاهل ما تطلبونه منه.

هناك نوعان من الأولاد؛ أحد النّوعين يتجاهل ما تقولون وكأنّه لا يسمع، تتكلّمون وتتكلّمون وهو في عالم آخر ساه عنكم، وآخر يدرك ما تتكلّمون عنه، ولكنه يعاندكم. لمَ؟

الّذي يعاندكم، يعتبر أنّه استفزّكم وحصل على اهتمامكم، وبالتَّالي، إن كان عناده سيستدعي اهتمامكم أكثر فأكثر، فإنَّه سيزيد عناداً. هذا عن الثَّاني، فماذا عن الأوَّل؟

الأوَّل قد يكون ذهنه انشغل في أمر آخر، أضحى لاهياً عنكم فعلاً، إدراكه ليس معكم، تنادونه فلا يجيب، وهو لا يتعمَّد ذلك، بل هو فعلاً يسمعكم، ولكنَّه لا يستمع إليكم.

فماذا نفعل حين نطلب من أولادنا طلبات فلا يستجيبون، أو يكونون عنَّا ساهين، أو يعاندون؟

علينا إشغالهم بأمر آخر. هذا هو الجواب الوافي، أي تجاهُل الأمر وعدم الإلحاح عليه. هذا أوَّلاً.

والإجراء الثّاني، هو البحث في قضيّة أخرى، نقول له مثلاً: ما رأيك في هذه القطّة التي عبرت من هنا؟... تجاهل الأمر الّذي كنت تلحّ عليه، اِذهب إلى أمر آخر، إلى مورد اهتمام آخر، إلى مستثير آخر، ومن ثمّ، عد بعد قليل إلى ما كنت تطلبه، وستجد أنَّ اهتمام الولد حاضر، وأنَّ استجابة الولد قائمة. في غالب الأحيان، هذه الطريقة تنجح.

إيّاك أن تعاند، وخصوصاً إذا شعرت بأنَّ الولد لا يتعمَّد أن لا يجيبك، إنما هو فعلاً في موقعٍ آخر، ذهنه انشغل بشأن آخر وموقع آخر.. ونسبة هذا الانشغال وطبيعته تتفاوت بين مرحلة عمريَّة وأخرى، بين طفولة مبكرة ومتوسّطة ومتأخّرة، وحتى عند مشارف المراهقة، لأنَّ اهتمامات كلّ مرحلة عمريّة تذهب بالولد إلى اتجاه مغاير للاتّجاه الّذي سبق.

من هنا، دعونا لا نلحّ، ولنذهب إلى إشغال الولد بقضيَّة أخرى، ومن ثم العودة إلى ما كنّا نطلب، وسنجد في غالب الأحيان تجاوباً.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية