بعض الأهل لا يميِّزون بين أن ندلّل الولد، بمعنى أن نعطيه الحبّ والاهتمام،
ونسمع له ونساعده لاكتشاف العالم، ونجيبه عن كلّ أسئلته، ونعزّز ثقته بنفسه، وبين
المبالغة في هذا الموضوع، بحيث تُلغَى كلّ الحدود، وعادةً نستخدم هنا مصطلح "ننزع
الولد أو نجلقه أو نهرقه"، وكلّ لهجة لها مصطلحها.
فعندما نضع حدوداً لولدنا، فليس معنى ذلك أنّنا لا نحبّه، وعندما نجرِّب أن نعوِّض
عليه غيابنا عنه أو تقصيرنا معه، بسبب العمل الطّويل أو السَّفر، بإغداق الهدايا
عليه من دون حدود، فهذا سيترك أثره في نفسيَّته، وسيجعله يطلب أكثر فأكثر، وقد
يتحوَّل إلى طفل لا شيء يرضيه، ولا شيء يعجبه، وهو ما ينعكس على أخلاقه وشخصيَّته
وتعامله مع الآخرين، ويصبح عنده رفض لأيّ قوانين وأيّ حدود.. يصبح التَّعامل معه من
قبل رفاقه غير ممتع، لأنَّه يحبّ أن يتملَّك كلَّ شيء، وهو ما يعني أنّنا لا نبني
في المستقبل إنساناً عنده شخصيَّة صالحة، بل على العكس، نبني شخصاً أنانيّاً
نرجسيّاً.
لذا، من المهمّ جداً أن نحبّ أولادنا كثيراً، وأن نشعرهم بحنان، والحبّ ليس
بالضّرورة أن يكون مقروناً بهدية، أو أن نسمح لهم باللَّعب بألعاب إلكترونيّة، أو
حضور تلفزيون لساعات طويلة... هذا ليس حبّاً، بل إهمالاً وتقصيراً بحقّ الولد.
الحبّ يكون بالكلام والاحتضان، وأن نشعره في كلِّ لحظةٍ بأنَّنا نحبُّه، وأن نقضي
وقتاً ممتعاً معه، لا أن يكون كلّ واحد من الأهل على هاتفه، بل أن نسمع له، ونقرأ
له، وندعه يكتشف العالم. هذا هو الحبّ الحقيقيّ.
ما هو مفهوم عقاب الأطفال من النَّاحية التربويَّة؟
لا شكَّ في أنَّ كلمة العقاب كلمة سلبيَّة، ونحن نسمع أنّه أمر مضرّ ونحاول أن
نتجنَّبه. ليس هناك خطأ في العقاب كمبدأ، وخصوصاً إذا استعملناه بشكل جيِّد.
العقاب يحدث ردَّ فعل سلبيّ عند الشَّخص في أيّ عمر، سواء كان صغيراً أو كبيراً،
بمعنى إحساسه بالنَّقمة والنّفور. مع الإشارة إلى أنَّ العقاب يجب أن يكون مقروناً
دائماً بالحلَّ البديل، فإذا أخذنا على سبيل المثال طفلاً "يخربش" على الحائط في
غرفة الجلوس، فإذا عاقبناه، ولم نعلّمه أين بإمكانه أن يرسم، فلن يستفيد من العقاب.
إذا استعمل الطّفل بعمر 10 سنوات ألفاظاً بذيئة، وعاقبناه وضربناه، ولكنَّنا لم
نعلّمه مهارات التّواصل للتَّعبير عن استيائه، بل اكتفينا بقول ممنوع أن تقوم بهذا
العمل، فلن يعرف أيّ كلام عليه استعماله... إذا غشَّ الولد في الامتحان، وعاقبناه
بعلامة صفر أو بإنذار، ولكنّنا لم نبحث في سبب هذا الغشّ؛ هل عنده صعوبات في الحفظ،
في التعلّم، في فهم الأسئلة، حتّى يلجأ إلى وسيلة تريحه، وهي الغشّ، لأنّنا لا نلحظ
ولداً نجيباً أو مبدعاً يغشّ، لأنّه ليس بحاجة...
لذا علينا أن نفهم أن يكون العقاب مقروناً بشيء إيجابيّ، مقروناً ببديل، وأن لا
يكون ممتعاً، فإذا طلبنا من ولد في الصفّ أن يترك الغرفة ويخرج، فهذا ليس عقاباً،
بل قد يكون هذا ما يطلبه ويتمنّاه.
علينا أن نتأكّد أن يكون العقاب مزعجاً، وأن لا يأتي من منطلق انتقاميّ، لأنّ هذا
يؤدّي إلى ردّ فعل سلبيّ.. علينا أن نفهمه سبب العقاب، وماذا علينا أن نفعل
لنتجنَّبه في المستقبل، وأن لا نستعمل العقاب بشكل أساسيّ، بمعنى أن يكون كلّ عقاب
في مقابل ثلاثة أشياء إيجابيَّة.
لا يمكننا أن نتعامل مع أيّ إنسان في محيطنا بالعقاب والأمور السلبيّة.
بعض الأهل لا يميِّزون بين أن ندلّل الولد، بمعنى أن نعطيه الحبّ والاهتمام،
ونسمع له ونساعده لاكتشاف العالم، ونجيبه عن كلّ أسئلته، ونعزّز ثقته بنفسه، وبين
المبالغة في هذا الموضوع، بحيث تُلغَى كلّ الحدود، وعادةً نستخدم هنا مصطلح "ننزع
الولد أو نجلقه أو نهرقه"، وكلّ لهجة لها مصطلحها.
فعندما نضع حدوداً لولدنا، فليس معنى ذلك أنّنا لا نحبّه، وعندما نجرِّب أن نعوِّض
عليه غيابنا عنه أو تقصيرنا معه، بسبب العمل الطّويل أو السَّفر، بإغداق الهدايا
عليه من دون حدود، فهذا سيترك أثره في نفسيَّته، وسيجعله يطلب أكثر فأكثر، وقد
يتحوَّل إلى طفل لا شيء يرضيه، ولا شيء يعجبه، وهو ما ينعكس على أخلاقه وشخصيَّته
وتعامله مع الآخرين، ويصبح عنده رفض لأيّ قوانين وأيّ حدود.. يصبح التَّعامل معه من
قبل رفاقه غير ممتع، لأنَّه يحبّ أن يتملَّك كلَّ شيء، وهو ما يعني أنّنا لا نبني
في المستقبل إنساناً عنده شخصيَّة صالحة، بل على العكس، نبني شخصاً أنانيّاً
نرجسيّاً.
لذا، من المهمّ جداً أن نحبّ أولادنا كثيراً، وأن نشعرهم بحنان، والحبّ ليس
بالضّرورة أن يكون مقروناً بهدية، أو أن نسمح لهم باللَّعب بألعاب إلكترونيّة، أو
حضور تلفزيون لساعات طويلة... هذا ليس حبّاً، بل إهمالاً وتقصيراً بحقّ الولد.
الحبّ يكون بالكلام والاحتضان، وأن نشعره في كلِّ لحظةٍ بأنَّنا نحبُّه، وأن نقضي
وقتاً ممتعاً معه، لا أن يكون كلّ واحد من الأهل على هاتفه، بل أن نسمع له، ونقرأ
له، وندعه يكتشف العالم. هذا هو الحبّ الحقيقيّ.
ما هو مفهوم عقاب الأطفال من النَّاحية التربويَّة؟
لا شكَّ في أنَّ كلمة العقاب كلمة سلبيَّة، ونحن نسمع أنّه أمر مضرّ ونحاول أن
نتجنَّبه. ليس هناك خطأ في العقاب كمبدأ، وخصوصاً إذا استعملناه بشكل جيِّد.
العقاب يحدث ردَّ فعل سلبيّ عند الشَّخص في أيّ عمر، سواء كان صغيراً أو كبيراً،
بمعنى إحساسه بالنَّقمة والنّفور. مع الإشارة إلى أنَّ العقاب يجب أن يكون مقروناً
دائماً بالحلَّ البديل، فإذا أخذنا على سبيل المثال طفلاً "يخربش" على الحائط في
غرفة الجلوس، فإذا عاقبناه، ولم نعلّمه أين بإمكانه أن يرسم، فلن يستفيد من العقاب.
إذا استعمل الطّفل بعمر 10 سنوات ألفاظاً بذيئة، وعاقبناه وضربناه، ولكنَّنا لم
نعلّمه مهارات التّواصل للتَّعبير عن استيائه، بل اكتفينا بقول ممنوع أن تقوم بهذا
العمل، فلن يعرف أيّ كلام عليه استعماله... إذا غشَّ الولد في الامتحان، وعاقبناه
بعلامة صفر أو بإنذار، ولكنّنا لم نبحث في سبب هذا الغشّ؛ هل عنده صعوبات في الحفظ،
في التعلّم، في فهم الأسئلة، حتّى يلجأ إلى وسيلة تريحه، وهي الغشّ، لأنّنا لا نلحظ
ولداً نجيباً أو مبدعاً يغشّ، لأنّه ليس بحاجة...
لذا علينا أن نفهم أن يكون العقاب مقروناً بشيء إيجابيّ، مقروناً ببديل، وأن لا
يكون ممتعاً، فإذا طلبنا من ولد في الصفّ أن يترك الغرفة ويخرج، فهذا ليس عقاباً،
بل قد يكون هذا ما يطلبه ويتمنّاه.
علينا أن نتأكّد أن يكون العقاب مزعجاً، وأن لا يأتي من منطلق انتقاميّ، لأنّ هذا
يؤدّي إلى ردّ فعل سلبيّ.. علينا أن نفهمه سبب العقاب، وماذا علينا أن نفعل
لنتجنَّبه في المستقبل، وأن لا نستعمل العقاب بشكل أساسيّ، بمعنى أن يكون كلّ عقاب
في مقابل ثلاثة أشياء إيجابيَّة.
لا يمكننا أن نتعامل مع أيّ إنسان في محيطنا بالعقاب والأمور السلبيّة.