ليس هناك دوافع ذاتيَّة لإعلان مرجعيّتي، وإنما هناك الكثيرون في العالم كانوا يطلبون مني ذلك، ولم تكن المرجعيّة بالنّسبة إلي طموحاً ذاتياً أسعى إليه، لأنني منذ خمسين سنة، كنت إسلاميّاً، أعمل من أجل انفتاح الإنسان على الإسلام بالطريقة الحضاريّة المنفتحة على قضايا الإنسان المعاصر، وكان كلّ همّي من خلال نشاطي الثّقافي الدّيني والسياسي، هو كيف أقدِّمُ الإسلام إلى العالم بالطريقة الحضاريّة، وكيف يمكن أن أنفتح على الضرورة الإسلاميّة في الوحدة الإسلاميّة، حتى إنني في سنة 1952م، وفي أوّل سفرة لي إلى بيروت، شاركت في احتفال تأبيني دعوت فيه إلى الوحدة الإسلامية.
إنني أعمل على تركيز وعي الإنسان المعاصر، سواء المسلم في جامعاته ونواديه الثقافية أو غير المسلم، على الإسلام المنفتح المتحرّك من أجل معالجة قضايا الإنسان في العالم.
في الواقع، إن الأمور التي أفكِّرُ فيها، ومن خلال تجارب الواقع على المستوى التّاريخي، أنّهُ لا يستطيع أحدٌ تحطيم أحدٍ يملك حضوراً في العالم، ولا يستطيع أحدٌ اغتيال أحد معنويّاً.
ومن الطبيعي أن يكون هناك حملة، قد يكون بعض أسبابها الاختلاف في المفاهيم، التي تتعلّق بعضها بالتّاريخ، أو تتعلّق بالانفتاح على الواقع المعاصر.
إنني أعتبر أنّ هناك جزءاً من هذه المعركة منشأه الصّراع بين الوعي والتخلُّف، والخرافة والحقيقة، وهناك أيضاً تعقيدات معيّنة قد تتفق فيها بعض الجوانب السياسية أو الشخصانية.