نواجه كأهل في أحيان كثيرة صعوبة أن يتقبّل أبناؤنا البالغون التّكاليف التي
فرضتها الشّريعة عليهم، وكثيراً ما يتكاسل الولد مثلاً عن الصلاة، فيحاول أن
يتناساها، ثم يمضي الوقت فلا يصلّي، أو أننا إذا طالبناه أو ألححنا عليه، ربما يكذب
علينا فيقول إني صلّيت، وهو لا يكون قد صلّى، وما أشبه ذلك من هذه الحجج والأعذار
الّتي يحاول من خلالها أن يتهرَّب من تبعات التّكليف الذي فرضه الله عليه.
ومن هذه التّكاليف الصّوم، والصّوم فيه خصوصيّة أنّ الولد ربما يوهمنا أنّه يصوم،
وهو في الواقع لا يكون صائماً، لأنّه يمكنه أن يأكل ويشرب في غفلة عنّا، ولا يمكننا
أن نجزم أنّه مايزال صائماً.
في كلّ الحالات، الأمر الأساس هو أن نكون قد وضعنا هذا الولد في مناخ تربويّ مهمّ
يجعله يقدِّر الشَّريعة، ويحترم أوامرها وتشريعاتها، بحكم الجوّ الذي يعيشه في
الأسرة أو في المدرسة، أو في بعض نشاطاته الاجتماعيّة الّتي يقوم بها، فإننا كلّما
قوّينا في نفسه حبّ الله وحبّ الشّريعة، وعزّزنا في نفسه قوّة الإرادة والورع
والتّقوى، أمكننا أن نرتاح في علاقتنا به، لجهة توجيهه بتوجيهات الشريعة وأوامرها
وتكاليفها.
على كلّ حال، حتى لو كنّا غير مقصِّرين في هذا الجانب، فإنّ الأبناء أنواع في
تعاطيهم مع الشّريعة. فحين نلاحظ أنّ ولدنا لا يهتمّ كثيراً بهذه الفريضة، علينا أن
نحاول جهدنا، وقدر الإمكان، أن نستخدم الأساليب التي تساعد على أن ينمو وعيه وورعه،
والتي تعزز الجانب النفسي والرّوحي أكثر من الأساليب الترهيبيّة، التي ربما يصل
أمرنا بها حال انفعالنا وغضبنا عليه، إلى حدّ أن نضربه أو ما أشبه ذلك. علينا أن
نبذل جهدنا أن لا نتعاطى مع الولد بهذا النّحو.
إننا حين نحاول تفهّم الدّوافع والأسباب التي تجعله قليل المبالاة بفريضة الصّوم،
فمن الجيّد أن نتعاطى معه من خلالها، وبالتّالي، أن نزيل هذه الأسباب.
ولا نغفل أحياناً، أيّها الإخوة والأخوات، أنّ بعض الأولاد ربّما يعانون مشكلة
عضويّة في المعدة أو ما أشبه، تجعلهم نهمين للطّعام، ما يجعلهم شديدي الشّعور
بالجوع.
المهم أننا ينبغي أن لا نعيش حالة الاستنفار، وكأنّ السّماء أطبقت على الأرض، علينا
أن نتعاطى معه باللّطف المناسب، بالحكمة المناسبة، بتفهّم الأسباب التي تجعله لا
يبالي بالصّوم أو بالصّلاة أو بغيرهما من الأمور، وأن نعمل على إزالة هذه الأسباب،
فإن لم ننجح، وصرنا أمام واقع أنّ ولدنا يفطر أمام أعيننا، ويتمرّد علينا، وصرنا
واثقين بأنّه لم ينفع معه أن نضربه، وأكيد ليس مناسباً أن نهدِّده بالطرد من المنزل
وما أشبه ذلك، فلندعه، ولنحاول أن نتعاطى معه بأساليب أخرى، ربما يكون مفيداً فيها،
أن نعزِّز علاقته بمحيط مؤمن حوله يتأثّر به، فربما ينفعه ذلك.
حيّاكم الله إخواني وأخواتي، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نواجه كأهل في أحيان كثيرة صعوبة أن يتقبّل أبناؤنا البالغون التّكاليف التي
فرضتها الشّريعة عليهم، وكثيراً ما يتكاسل الولد مثلاً عن الصلاة، فيحاول أن
يتناساها، ثم يمضي الوقت فلا يصلّي، أو أننا إذا طالبناه أو ألححنا عليه، ربما يكذب
علينا فيقول إني صلّيت، وهو لا يكون قد صلّى، وما أشبه ذلك من هذه الحجج والأعذار
الّتي يحاول من خلالها أن يتهرَّب من تبعات التّكليف الذي فرضه الله عليه.
ومن هذه التّكاليف الصّوم، والصّوم فيه خصوصيّة أنّ الولد ربما يوهمنا أنّه يصوم،
وهو في الواقع لا يكون صائماً، لأنّه يمكنه أن يأكل ويشرب في غفلة عنّا، ولا يمكننا
أن نجزم أنّه مايزال صائماً.
في كلّ الحالات، الأمر الأساس هو أن نكون قد وضعنا هذا الولد في مناخ تربويّ مهمّ
يجعله يقدِّر الشَّريعة، ويحترم أوامرها وتشريعاتها، بحكم الجوّ الذي يعيشه في
الأسرة أو في المدرسة، أو في بعض نشاطاته الاجتماعيّة الّتي يقوم بها، فإننا كلّما
قوّينا في نفسه حبّ الله وحبّ الشّريعة، وعزّزنا في نفسه قوّة الإرادة والورع
والتّقوى، أمكننا أن نرتاح في علاقتنا به، لجهة توجيهه بتوجيهات الشريعة وأوامرها
وتكاليفها.
على كلّ حال، حتى لو كنّا غير مقصِّرين في هذا الجانب، فإنّ الأبناء أنواع في
تعاطيهم مع الشّريعة. فحين نلاحظ أنّ ولدنا لا يهتمّ كثيراً بهذه الفريضة، علينا أن
نحاول جهدنا، وقدر الإمكان، أن نستخدم الأساليب التي تساعد على أن ينمو وعيه وورعه،
والتي تعزز الجانب النفسي والرّوحي أكثر من الأساليب الترهيبيّة، التي ربما يصل
أمرنا بها حال انفعالنا وغضبنا عليه، إلى حدّ أن نضربه أو ما أشبه ذلك. علينا أن
نبذل جهدنا أن لا نتعاطى مع الولد بهذا النّحو.
إننا حين نحاول تفهّم الدّوافع والأسباب التي تجعله قليل المبالاة بفريضة الصّوم،
فمن الجيّد أن نتعاطى معه من خلالها، وبالتّالي، أن نزيل هذه الأسباب.
ولا نغفل أحياناً، أيّها الإخوة والأخوات، أنّ بعض الأولاد ربّما يعانون مشكلة
عضويّة في المعدة أو ما أشبه، تجعلهم نهمين للطّعام، ما يجعلهم شديدي الشّعور
بالجوع.
المهم أننا ينبغي أن لا نعيش حالة الاستنفار، وكأنّ السّماء أطبقت على الأرض، علينا
أن نتعاطى معه باللّطف المناسب، بالحكمة المناسبة، بتفهّم الأسباب التي تجعله لا
يبالي بالصّوم أو بالصّلاة أو بغيرهما من الأمور، وأن نعمل على إزالة هذه الأسباب،
فإن لم ننجح، وصرنا أمام واقع أنّ ولدنا يفطر أمام أعيننا، ويتمرّد علينا، وصرنا
واثقين بأنّه لم ينفع معه أن نضربه، وأكيد ليس مناسباً أن نهدِّده بالطرد من المنزل
وما أشبه ذلك، فلندعه، ولنحاول أن نتعاطى معه بأساليب أخرى، ربما يكون مفيداً فيها،
أن نعزِّز علاقته بمحيط مؤمن حوله يتأثّر به، فربما ينفعه ذلك.
حيّاكم الله إخواني وأخواتي، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.