يقول الله عزَّ وجلّ في كتابه المجيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِالله وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ الله وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ الله كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى الله قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ الله فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.
إنَّ الله سبحانه وتعالى يحدِّث عباده دائماً بأنَّه ـ وهو خالقهم ورازقهم، وهو الَّذي يمنحهم الحياة والقوَّة وكلَّ شيء ـ يريدهم أن يدخلوا معه، من خلال ما يريده لهم من أعمال وما يحمِّلهم من مسؤوليَّات، في تجارةٍ بينه وبينهم، والله يحبّ لعباده أن يدخلوا معه في تجارة، وليس الأمر كما في حديث بعض النَّاس بأنَّ الإنسان الّذي يعمل من أجل يدخل الجنَّة، أو من أجل أن يبتعد عن النّار، ليس عابداً، وليس مؤمناً، بل هو تاجر، كما قال بعض الشّعراء:
فالقوم لولا عقاب البعث ما عبدوا ربّاً ولولا الثّواب المرتجى كفرو
كأنما الدّين ضرب من تجارتهم إن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسرو
إنّنا نقول في علاقتنا مع الله، إنَّ الله يحبّ لنا أن نكون التجّار معه، ولا يريدنا أن نكون تجّاراً في قيمنا وأخلاقنا فيما بيننا وبين بعضنا البعض، فالله يقول لك: تصدَّق قربةً إلى الله، زر أخاك قربةً إلى الله، صل رحمك، {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً}.
عندما تكون القضيَّة بيننا في مجتمعاتنا، فعلينا أن لا نكون تجّاراً في أخلاقنا وفي الأعمال الطيّبة الّتي نواجه بها بعضنا بعضاً، ولكن عندما تكون المسألة مسألة عملنا في طريق الله، فالله يقول: كلّ أعمالكم معي هي أعمال تجاريّة لحسابكم، وليست أعمالاً تجاريّة لحسابي، لأني لا أحتاج إليكم، فقد خلقتكم وأعطيتكم كلّ شيء، وأنا الغنيّ عنكم وعن الكون كلّه، لأنّه صنعة قدرتي، كما عندما يعطيك شخص رأسمالاً ويدعوك إلى الدّخول معه في تجارة.
لذلك، لاحظوا أنَّ الله سبحانه وتعالى تحدَّث بلغة التّجارة في أكثر من آية، فمثلاً، عندما طلب منّا أن نتصدَّق ونبذل، قال: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ}.
هنا، يقول الله لك إنَّ كلّ ما تقدِّمه من عطاء هو قرض في ذمّتي، وقرض بالفائدة المضاعفة. {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ}، والله عندما يضاعف، فقد تصل المسألة إلى أن لا يكون هناك حساب للفائدة، فتكون الفائدة مطلقة، كما في قوله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
فالله يتحدَّث عن كلّ عطاء تقدِّمه في سبيل الله، وسبيل الله هو سبيل النّاس فيما يحقِّق لهم حاجاتهم، وهو سبيل الحياة فيما يرفع مستوى الحياة، وسبيل الحريّة فيما يؤكِّد للحياة حريّتها وللإنسان حريّته، وهو سبيل العدالة فيما يبني للإنسان قاعدة العدل في الحياة.
*المصدر: من أرشيف خطب الجمعة العام 1992.
يقول الله عزَّ وجلّ في كتابه المجيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِالله وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ الله وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ الله كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى الله قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ الله فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.
إنَّ الله سبحانه وتعالى يحدِّث عباده دائماً بأنَّه ـ وهو خالقهم ورازقهم، وهو الَّذي يمنحهم الحياة والقوَّة وكلَّ شيء ـ يريدهم أن يدخلوا معه، من خلال ما يريده لهم من أعمال وما يحمِّلهم من مسؤوليَّات، في تجارةٍ بينه وبينهم، والله يحبّ لعباده أن يدخلوا معه في تجارة، وليس الأمر كما في حديث بعض النَّاس بأنَّ الإنسان الّذي يعمل من أجل يدخل الجنَّة، أو من أجل أن يبتعد عن النّار، ليس عابداً، وليس مؤمناً، بل هو تاجر، كما قال بعض الشّعراء:
فالقوم لولا عقاب البعث ما عبدوا ربّاً ولولا الثّواب المرتجى كفرو
كأنما الدّين ضرب من تجارتهم إن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسرو
إنّنا نقول في علاقتنا مع الله، إنَّ الله يحبّ لنا أن نكون التجّار معه، ولا يريدنا أن نكون تجّاراً في قيمنا وأخلاقنا فيما بيننا وبين بعضنا البعض، فالله يقول لك: تصدَّق قربةً إلى الله، زر أخاك قربةً إلى الله، صل رحمك، {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً}.
عندما تكون القضيَّة بيننا في مجتمعاتنا، فعلينا أن لا نكون تجّاراً في أخلاقنا وفي الأعمال الطيّبة الّتي نواجه بها بعضنا بعضاً، ولكن عندما تكون المسألة مسألة عملنا في طريق الله، فالله يقول: كلّ أعمالكم معي هي أعمال تجاريّة لحسابكم، وليست أعمالاً تجاريّة لحسابي، لأني لا أحتاج إليكم، فقد خلقتكم وأعطيتكم كلّ شيء، وأنا الغنيّ عنكم وعن الكون كلّه، لأنّه صنعة قدرتي، كما عندما يعطيك شخص رأسمالاً ويدعوك إلى الدّخول معه في تجارة.
لذلك، لاحظوا أنَّ الله سبحانه وتعالى تحدَّث بلغة التّجارة في أكثر من آية، فمثلاً، عندما طلب منّا أن نتصدَّق ونبذل، قال: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ}.
هنا، يقول الله لك إنَّ كلّ ما تقدِّمه من عطاء هو قرض في ذمّتي، وقرض بالفائدة المضاعفة. {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ}، والله عندما يضاعف، فقد تصل المسألة إلى أن لا يكون هناك حساب للفائدة، فتكون الفائدة مطلقة، كما في قوله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
فالله يتحدَّث عن كلّ عطاء تقدِّمه في سبيل الله، وسبيل الله هو سبيل النّاس فيما يحقِّق لهم حاجاتهم، وهو سبيل الحياة فيما يرفع مستوى الحياة، وسبيل الحريّة فيما يؤكِّد للحياة حريّتها وللإنسان حريّته، وهو سبيل العدالة فيما يبني للإنسان قاعدة العدل في الحياة.
*المصدر: من أرشيف خطب الجمعة العام 1992.