نلاحظ في هذه الأيّام، عندما تتحرك أجهزة المخابرات الدولية أو الإقليمية أو
المحليّة، أو الناس الذين يتحرّكون في المكر والحيلة وتشويه صورة مشروع أو جهة أو
إنسان يراد إسقاطه، أنّهم يبحثون عن بعض الذّرائع التي يمكن أن تثير النّاس، وهم
يعتمدون على أن الناس عندما يسمعون، فإنهم يتحركون فيها بلا تدقيق وتحقيق، فتنتشر
الإشاعة، وتتحرك الكلمة، ويبتعد الناس عن الخطّ تحت تأثير هذه الكلمة أو هذه
الشائعة.
وهذا ما كان يحدث مع النبي (ص) ومع المصلحين الذين يتحركون في خط الإصلاح من أساليب
المتخلّفين الذين يريدون حراسة التخلّف، سواء كان تخلّفاً دينياً أو سياسياً أو
اجتماعياً أو ثقافياً {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ
إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا
رَجُلًا مَسْحُورًا}، وهكذا يحدّثنا الله سبحانه وتعالى عن موقع آخر للمشركين {فَتَنَازَعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}، وهذا ما يحدّثنا عنه في الحالة التي كان فيها فرعون مع
أتباعه وأصحابه، عندما كانوا يخطّطون لمواجهة موسى وهارون {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ
بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى* قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ
أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ
الْمُثْلَى}.
وعلينا أن ننتبه ـ أيّها الأحبّة ـ إلى هذه الأساليب الفرعونيّة التي يتقنها
الكثيرون في الوسط الديني والاجتماعي والسياسي، من أجل أن يطلقوا العناوين المثيرة
السلبيّة ضدّ الذين يريدون أن يحفظوا حريّة أمّتهم أو توازنها أو صلاح أمرها {لَاهِيَةً
قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ
مِثْلُكُمْ}، وهذه هي المقولة التي كانوا يخطّطون لإطلاقها في المجتمع، من أجل بيان
أن البشرية تتنافى مع الرسالة {أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ}.
ثم يحدثنا عن المنافقين {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ
يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ}، فقد نهاهم الرسول (ص) عن جلساتهم السرية التي
يتحادثون فيها بما لا ينسجم مع البرّ والتقوى، وبما يتحرّك في خطّ الإثم والعدوان
ومعصية الرسول {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ
يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ
اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ
حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
وفي آية أخرى، يتحدّث الله سبحانه وتعالى {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ}،
وهي طبعاً النجوى السلبيّة {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ
شَيْئًا}، فلقد كان المنافقون يتناجون ويهمسون لبعضهم البعض، وهم يراقبون المؤمنين،
حتى يشعر المؤمنون بأنهم يخطّطون للإضرار بهم، فيحزن المؤمنون بذلك {وَلَيْسَ
بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ}.
{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى} إنّنا نسمع
سرَّهم ونجواهم {وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}.
وهكذا ـ أيّها الأحبّة ـ نخرج من هذه الجولة مع الآيات القرآنيّة، لنرى أنّ علينا
أن نعرف أنّ كلّ نجوى وكلّ حديث سرّي، همساً كان أو في منطقة مغلقة، فهو تحت علم
الله وسمعه، وهو الذي يحاسب عباده به يوم القيامة.. لذلك، علينا أن نحذر ذلك في كلّ
ما يمكن للشّيطان أن يوسوس به إلينا؛ أن انتهزوا فرصة الجلسة المغلقة، انتهزوا فرصة
وجود عدة أشخاص أو عدة جماعات يلتفّون عند هدف الشرّ لتخطّطوا معهم بالإضرار
بالمؤمنين، أو إسقاط حرية أوطانكم، وعندما يتجسّس المتجسّسون، وتتحرّك أجهزة
المخابرات لتغريكم ببعض المال هنا وببعض الجاه هناك، وعندما تأتيكم النفس الأمّارة
بالسوء لتخيَّل لكم أنكم تستطيعون أن تسقطوا من لا يريد الله أن يسقطه، أو ترفعوا
من لا يريد الله أن يرفعه، لأنَّ الأمر في ذلك كلّه بيد الله تعالى، فعليكم أن
تراقبوا الله قبل أن تقفوا بين يديه ليسألكم عن ذلك كلّه.
*من كتاب النّدوة، ج 5.
نلاحظ في هذه الأيّام، عندما تتحرك أجهزة المخابرات الدولية أو الإقليمية أو
المحليّة، أو الناس الذين يتحرّكون في المكر والحيلة وتشويه صورة مشروع أو جهة أو
إنسان يراد إسقاطه، أنّهم يبحثون عن بعض الذّرائع التي يمكن أن تثير النّاس، وهم
يعتمدون على أن الناس عندما يسمعون، فإنهم يتحركون فيها بلا تدقيق وتحقيق، فتنتشر
الإشاعة، وتتحرك الكلمة، ويبتعد الناس عن الخطّ تحت تأثير هذه الكلمة أو هذه
الشائعة.
وهذا ما كان يحدث مع النبي (ص) ومع المصلحين الذين يتحركون في خط الإصلاح من أساليب
المتخلّفين الذين يريدون حراسة التخلّف، سواء كان تخلّفاً دينياً أو سياسياً أو
اجتماعياً أو ثقافياً {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ
إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا
رَجُلًا مَسْحُورًا}، وهكذا يحدّثنا الله سبحانه وتعالى عن موقع آخر للمشركين {فَتَنَازَعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}، وهذا ما يحدّثنا عنه في الحالة التي كان فيها فرعون مع
أتباعه وأصحابه، عندما كانوا يخطّطون لمواجهة موسى وهارون {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ
بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى* قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ
أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ
الْمُثْلَى}.
وعلينا أن ننتبه ـ أيّها الأحبّة ـ إلى هذه الأساليب الفرعونيّة التي يتقنها
الكثيرون في الوسط الديني والاجتماعي والسياسي، من أجل أن يطلقوا العناوين المثيرة
السلبيّة ضدّ الذين يريدون أن يحفظوا حريّة أمّتهم أو توازنها أو صلاح أمرها {لَاهِيَةً
قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ
مِثْلُكُمْ}، وهذه هي المقولة التي كانوا يخطّطون لإطلاقها في المجتمع، من أجل بيان
أن البشرية تتنافى مع الرسالة {أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ}.
ثم يحدثنا عن المنافقين {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ
يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ}، فقد نهاهم الرسول (ص) عن جلساتهم السرية التي
يتحادثون فيها بما لا ينسجم مع البرّ والتقوى، وبما يتحرّك في خطّ الإثم والعدوان
ومعصية الرسول {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ
يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ
اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ
حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
وفي آية أخرى، يتحدّث الله سبحانه وتعالى {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ}،
وهي طبعاً النجوى السلبيّة {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ
شَيْئًا}، فلقد كان المنافقون يتناجون ويهمسون لبعضهم البعض، وهم يراقبون المؤمنين،
حتى يشعر المؤمنون بأنهم يخطّطون للإضرار بهم، فيحزن المؤمنون بذلك {وَلَيْسَ
بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ}.
{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى} إنّنا نسمع
سرَّهم ونجواهم {وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}.
وهكذا ـ أيّها الأحبّة ـ نخرج من هذه الجولة مع الآيات القرآنيّة، لنرى أنّ علينا
أن نعرف أنّ كلّ نجوى وكلّ حديث سرّي، همساً كان أو في منطقة مغلقة، فهو تحت علم
الله وسمعه، وهو الذي يحاسب عباده به يوم القيامة.. لذلك، علينا أن نحذر ذلك في كلّ
ما يمكن للشّيطان أن يوسوس به إلينا؛ أن انتهزوا فرصة الجلسة المغلقة، انتهزوا فرصة
وجود عدة أشخاص أو عدة جماعات يلتفّون عند هدف الشرّ لتخطّطوا معهم بالإضرار
بالمؤمنين، أو إسقاط حرية أوطانكم، وعندما يتجسّس المتجسّسون، وتتحرّك أجهزة
المخابرات لتغريكم ببعض المال هنا وببعض الجاه هناك، وعندما تأتيكم النفس الأمّارة
بالسوء لتخيَّل لكم أنكم تستطيعون أن تسقطوا من لا يريد الله أن يسقطه، أو ترفعوا
من لا يريد الله أن يرفعه، لأنَّ الأمر في ذلك كلّه بيد الله تعالى، فعليكم أن
تراقبوا الله قبل أن تقفوا بين يديه ليسألكم عن ذلك كلّه.
*من كتاب النّدوة، ج 5.