كتابات
05/01/2020

ما هو عالم الذّرّ؟

ما هو عالم الذّرّ؟

ما المقصود بعالم الذرّ؟ وهل هو ثابت وحقيقيّ؟

يوضح العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) هذه المسألة فيقول:

"المقصود بعالم الذرّ هو عالم ما قبل النّطفة وهو غير ثابت عندنا".

ويضيف: "ليس في عمليّة خلق الإنسان ما هو خفيّ عن العيان كي نحدّثك عنه بالتّفصيل، فالإنسان يبدأ نطفةً، ثم ينمو جنيناً، ثم يصير طفلاً، ثم صبيّاً، ثم فتى، ثم شابّاً، ثم كهلاً، ثم شيخاً، ثم يموت فيعيش في عالم البرزخ في نعيم أو شقاء إلى أن يبعث للحساب.

أمّا عالم الذرّ، فالظّاهر أنّه ليس عالماً حقيقيّاً، بل هو صورة رمزيّة ذكرها القرآن الكريم لكيفيّة ارتكاز الجبلة الإنسانيّة والفطرة على التّوحيد... وكيف نُشهد على ما لا نتذكّره، ولم تكن لنا حياة في عالم الذرّ، وهو قول لبعض العلماء لا نوافق عليه".

وحول ما يسمّى بالعهد الإلهيّ قبل خلق الخلق؛ يقول العلامة المرجع فضل الله (رض):

"لا يوجد شيء معيّن اسمه (العهد الإلهي)، غير أنه ربما يريد بعض المفسّرين به ما ورد في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}(الأعراف: 172)، حيث يراد بهذا الإشهاد ما يرمز إلى فطرة معرفة الله تعالى، وأنّه الخالق الأوحد لهذا الكون، وهو ما يشبه أن يكون عهداً بين الإنسان وبين الله تعالى قبل خلق الخلق".

وفي موضعٍ آخر، يفسِّر المرجع فضل الله (رض) المراد من الإشهاد أكثر حين يقول: "إنّ المراد بالإشهاد، هو الإشهاد المنطلق من عمليّة الخلق، في ما أودعه الله في كلّ واحدٍ من الدلائل والبراهين على وجوده وتوحيده، من خلال الفطرة التي أودعها في تكوين الإنسان، مما تعتبر شاهداً على قضية الإيمان، في ما توحي به من أفكار، وما تثيره من مشاعر، إذا لم ينحرف بها الإنسان عن مسارها الطّبيعيّ بسوء اختياره.

وبهذا يكون كلّ فردٍ من بني آدم شاهداً على نفسه بفطرته الّتي تنطق بذلك، بحركة الوجود نفسها في كيانه من دون كلام، لأنّ الفطرة تحسّ بالحاجة إلى الله في كلّ شيء، فالإنسان لا يملك أيّة إمكانيّةٍ للوجود، أو إمكانيّة لاستمراره، بعيداً من الله، ما يجعل من وجوده وجوداً مرتبطاً بالله في كلّ شيء. ففي كل نبضة من نبضاته هاتف يهتف بالوحدانية".[تفسير من وحي القرآن، ج 10].

يقول الشيخ محمد جواد مغنيّة إنّ آية الميثاق تشير إلى فطرة التّوحيد والدّلائل الكثيرة عليها من داخل النفس ومن العالم الخارجيّ:

"﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾: وأخذ الذريّة هنا عبارة عن إخراجهم من أصلاب الرجال وأرحام النّساء إلى الحياة الدنيا جيلاً بعد جيل ﴿وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾: بما أودع فيهم من عقول، وما في الكون من بيّنات ودلائل على وجوده تعالى ﴿أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى﴾: والشواهد على وجود الله سبحانه يحملها الإنسان في جسمه وروحه فضلاً عن الكون، بل وفي فطرته حتى ولو كان ملحدًا...". [التفسير المبين].

وعند الشعراوي أيضاً، فإنّ المسألة هي تمثيل للفطرة المودعة في نفس الإنسان، إذ يقول: "إذاً فالله عزّ وجلّ يخاطب جميعَ خلقه، ويجيبُه جميعُ خلقه، فلا تقل: كيف خاطب المولى سبحانه الذّرّ، والذَرّ لم يكن مكلَّفاً بعد؟ ولم يحاول العلماء أن يدخلوا في هذه المسألة؛ لأنها في ظاهرها بعيدة عن العقل، ويكفي أن ربنا الخالق القادر قد أبلغنا أنه قد خاطب الذرات قائلاً: ألست بربّكم؟ قالوا: بلىَ.

ويبدو من هذا القول، أن المسألة تمثيل للفطرة المودعة في النفس البشريّة، وكأنه سبحانه قد أودع في النفس البشريّة والذات الإنسانيّة فطرةً تؤكّد له أنَّ وراءَ هذا الكونِ إلهاً خالقاً قادراً مدبّراً"[تفسير الشعراوي].

ما المقصود بعالم الذرّ؟ وهل هو ثابت وحقيقيّ؟

يوضح العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) هذه المسألة فيقول:

"المقصود بعالم الذرّ هو عالم ما قبل النّطفة وهو غير ثابت عندنا".

ويضيف: "ليس في عمليّة خلق الإنسان ما هو خفيّ عن العيان كي نحدّثك عنه بالتّفصيل، فالإنسان يبدأ نطفةً، ثم ينمو جنيناً، ثم يصير طفلاً، ثم صبيّاً، ثم فتى، ثم شابّاً، ثم كهلاً، ثم شيخاً، ثم يموت فيعيش في عالم البرزخ في نعيم أو شقاء إلى أن يبعث للحساب.

أمّا عالم الذرّ، فالظّاهر أنّه ليس عالماً حقيقيّاً، بل هو صورة رمزيّة ذكرها القرآن الكريم لكيفيّة ارتكاز الجبلة الإنسانيّة والفطرة على التّوحيد... وكيف نُشهد على ما لا نتذكّره، ولم تكن لنا حياة في عالم الذرّ، وهو قول لبعض العلماء لا نوافق عليه".

وحول ما يسمّى بالعهد الإلهيّ قبل خلق الخلق؛ يقول العلامة المرجع فضل الله (رض):

"لا يوجد شيء معيّن اسمه (العهد الإلهي)، غير أنه ربما يريد بعض المفسّرين به ما ورد في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}(الأعراف: 172)، حيث يراد بهذا الإشهاد ما يرمز إلى فطرة معرفة الله تعالى، وأنّه الخالق الأوحد لهذا الكون، وهو ما يشبه أن يكون عهداً بين الإنسان وبين الله تعالى قبل خلق الخلق".

وفي موضعٍ آخر، يفسِّر المرجع فضل الله (رض) المراد من الإشهاد أكثر حين يقول: "إنّ المراد بالإشهاد، هو الإشهاد المنطلق من عمليّة الخلق، في ما أودعه الله في كلّ واحدٍ من الدلائل والبراهين على وجوده وتوحيده، من خلال الفطرة التي أودعها في تكوين الإنسان، مما تعتبر شاهداً على قضية الإيمان، في ما توحي به من أفكار، وما تثيره من مشاعر، إذا لم ينحرف بها الإنسان عن مسارها الطّبيعيّ بسوء اختياره.

وبهذا يكون كلّ فردٍ من بني آدم شاهداً على نفسه بفطرته الّتي تنطق بذلك، بحركة الوجود نفسها في كيانه من دون كلام، لأنّ الفطرة تحسّ بالحاجة إلى الله في كلّ شيء، فالإنسان لا يملك أيّة إمكانيّةٍ للوجود، أو إمكانيّة لاستمراره، بعيداً من الله، ما يجعل من وجوده وجوداً مرتبطاً بالله في كلّ شيء. ففي كل نبضة من نبضاته هاتف يهتف بالوحدانية".[تفسير من وحي القرآن، ج 10].

يقول الشيخ محمد جواد مغنيّة إنّ آية الميثاق تشير إلى فطرة التّوحيد والدّلائل الكثيرة عليها من داخل النفس ومن العالم الخارجيّ:

"﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾: وأخذ الذريّة هنا عبارة عن إخراجهم من أصلاب الرجال وأرحام النّساء إلى الحياة الدنيا جيلاً بعد جيل ﴿وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾: بما أودع فيهم من عقول، وما في الكون من بيّنات ودلائل على وجوده تعالى ﴿أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى﴾: والشواهد على وجود الله سبحانه يحملها الإنسان في جسمه وروحه فضلاً عن الكون، بل وفي فطرته حتى ولو كان ملحدًا...". [التفسير المبين].

وعند الشعراوي أيضاً، فإنّ المسألة هي تمثيل للفطرة المودعة في نفس الإنسان، إذ يقول: "إذاً فالله عزّ وجلّ يخاطب جميعَ خلقه، ويجيبُه جميعُ خلقه، فلا تقل: كيف خاطب المولى سبحانه الذّرّ، والذَرّ لم يكن مكلَّفاً بعد؟ ولم يحاول العلماء أن يدخلوا في هذه المسألة؛ لأنها في ظاهرها بعيدة عن العقل، ويكفي أن ربنا الخالق القادر قد أبلغنا أنه قد خاطب الذرات قائلاً: ألست بربّكم؟ قالوا: بلىَ.

ويبدو من هذا القول، أن المسألة تمثيل للفطرة المودعة في النفس البشريّة، وكأنه سبحانه قد أودع في النفس البشريّة والذات الإنسانيّة فطرةً تؤكّد له أنَّ وراءَ هذا الكونِ إلهاً خالقاً قادراً مدبّراً"[تفسير الشعراوي].

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية