كتابات
22/01/2020

من هم الصدّيقون؟ وكيف نكون مثلهم؟

من هم الصدّيقون؟ وكيف نكون مثلهم؟

يعرّف سماحة العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) معنى الصدّيقين بقوله: "الذين لا يكذبون قطّ، فلا يفعلون إلاّ ما يرونه حقاً، فهم يشهدون الحق، ويقولون الحق، ويفعلون الحق، فهم شهداء الحقائق. والصدّيق: المداوم على التصديق بما يوجبه الحقّ، وقيل: الصدّيق: الذي عادته الصدق، وهذا البناء يكون لمن غلب على عادته فعل، يقال لملازم السكر سكّير، ولملازم الشرب شرِّيب".[تفسير من وحي القرآن].

ويقول الشّيخ محمد عبده في تعريفه للصدّيقين أيضاً: "الصدّيقون هم الذين زكت فطرتهم، حتى إنهم يميّزون بين الحقّ والباطل، والخير والشّرّ بمجرّد عروضه عليهم".

وإذا ما أردنا تطبيق هذا المصطلح بدقّة واقعاً، نجد أنه ينسجم تماماً مع أئمة أهل البيت (ع)، حيث نفوسهم الكاملة المهذَّبة، وبواطنهم الصافية، ناهيك بأنّ الله تعالى وضعهم في المرتبة الثانية بين الأنبياء والرّسل. ولما كان وضعهم كذلك، نفهم أنه لا يجوز عليهم الخطأ ولا الكذب ولا الاشتباه في الأمور، فهم الصدّيقون من دون شبهات ولا تأويلات، وهم الصادقون والمخبرون عن الواقع على وجه الدقّة والمطابقة، وهم الصادقون الذين لا ينطقون عن الهوى، ولا يخالف قولهم واقع الحال.

وإلى ذلك المعنى، يشير الشيخ محمد جواد مغنيّة (ره) بقوله: "والأليق بالواقع أن نفسّر الصدّيقين بالأئمّة المعصومين الكاملين في أنفسهم، المكلّمين لغيرهم، لأنّ الله سبحانه قد جعلهم في المرتبة الثّانية من النبيّين بلا فاصل، وهذه المرتبة لن تكون أبداً لمن يجوز عليه الخطأ، لأن من جاز عليه الخطأ لا يكون مكمّلاً لغيره كمالاً حقيقيّاً، بل يحتاج إلى كامل حقيقيّ يردّه عن خطئه، وهذا الكامل هو المعصوم. وبتعبير ثان، إن الصادق على نوعين :

الأوَّل أن لا يتعمَّد الكذب، ولكن يجوز عليه الخطأ والاشتباه، كمن يخبر بشيء، وهو يؤمن بصدق ما أخبر، ثم يتبيّن أن خبره غير مطابق للواقع، فيكون هو صادقاً في قصده، وخبره كاذباً، وهذا كثيراً ما يحدث .

النّوع الثاني: أن لا يتعمَّد الكذب، ولا يجوز عليه الخطأ، بحيث لا يخالف قوله الواقع بحال. وهذا هو المراد بالصدّيقين وبأولي الأمر في الآية 59 من هذه السّورة، وعند تفسير هذه الآية، فقرة «من هم أولو الأمر؟»، ذكرنا الدّليل من الكتاب والسنّة على أنّ أهل البيت (ع) معصومون لا يجوز عليهم الخطأ والاشتباه. وعلى هذا، يكون المراد بالصدّيقين في الآية 69: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، وأولي الأمر في الآية 59: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، هم أهل البيت (ع) .

وأيضاً قال الشيخ محمد عبده: إنّ المراد بالشهداء هنا أهل العدل والإنصاف الذين يؤيّدون الحقّ بالشّهادة لأهله بأنهم محقّون، ويشهدون على أهل الباطل بأنهم مبطلون .

وهذا تأويل لظاهر اللّفظ من غير دليل، فإنّ المفهوم من الشّهداء أنهم الذين قتلوا في سبيل الله والحقّ. أجل، جاء في الحديث أنّ مداد العلماء كدماء الشّهداء، وأنّ من مات دون ماله، أو تمنى الاستشهاد في سبيل الحقّ، مات شهيداً، أي له ثواب الشّهيد. وبديهة أنّ الشّهيد شيء، ومن له منزلته شيء آخر" .[تفسير الكاشف، ج 2].

ثم يتحدّث المرجع السيّد فضل الله (رض) عن جزاء المطيعين في الآخرة، وعن الدرجة الرّفيعة التي يضعهم الله فيها {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ}، الذين أخلصوا لله الإيمان والعمل، {وَالشُّهَدَآءِ} الذين أرادهم الله أن يكونوا شهداء الأعمال يوم القيامة، {وَالصَّالِحِينَ} الذين ساروا في خطّ الصلاح والفلاح...

{وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}، وأيّ رفقةٍ أعظم من هذه الرّفقة الروحيّة في الجنّة، حيث الكرامة الإلهيّة في رضوان الله ومغفرته {ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيماً} بعباده العاملين المخلصين". [تفسيرمن وحي القرآن].

ما يهمّنا هو اتّباع أهل البيت (ع)، والتدرّب على أخلاقهم، والتربي على تمثّلهم في مشاعرنا وسلوكيّاتنا، حتى نثبت أمام كلّ التحدّيات والمصاعب، ونكون فعلاً من أهل الحق والصّدق، وحتى ننال جزاء المطيعين في الدنيا والآخرة.

يعرّف سماحة العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) معنى الصدّيقين بقوله: "الذين لا يكذبون قطّ، فلا يفعلون إلاّ ما يرونه حقاً، فهم يشهدون الحق، ويقولون الحق، ويفعلون الحق، فهم شهداء الحقائق. والصدّيق: المداوم على التصديق بما يوجبه الحقّ، وقيل: الصدّيق: الذي عادته الصدق، وهذا البناء يكون لمن غلب على عادته فعل، يقال لملازم السكر سكّير، ولملازم الشرب شرِّيب".[تفسير من وحي القرآن].

ويقول الشّيخ محمد عبده في تعريفه للصدّيقين أيضاً: "الصدّيقون هم الذين زكت فطرتهم، حتى إنهم يميّزون بين الحقّ والباطل، والخير والشّرّ بمجرّد عروضه عليهم".

وإذا ما أردنا تطبيق هذا المصطلح بدقّة واقعاً، نجد أنه ينسجم تماماً مع أئمة أهل البيت (ع)، حيث نفوسهم الكاملة المهذَّبة، وبواطنهم الصافية، ناهيك بأنّ الله تعالى وضعهم في المرتبة الثانية بين الأنبياء والرّسل. ولما كان وضعهم كذلك، نفهم أنه لا يجوز عليهم الخطأ ولا الكذب ولا الاشتباه في الأمور، فهم الصدّيقون من دون شبهات ولا تأويلات، وهم الصادقون والمخبرون عن الواقع على وجه الدقّة والمطابقة، وهم الصادقون الذين لا ينطقون عن الهوى، ولا يخالف قولهم واقع الحال.

وإلى ذلك المعنى، يشير الشيخ محمد جواد مغنيّة (ره) بقوله: "والأليق بالواقع أن نفسّر الصدّيقين بالأئمّة المعصومين الكاملين في أنفسهم، المكلّمين لغيرهم، لأنّ الله سبحانه قد جعلهم في المرتبة الثّانية من النبيّين بلا فاصل، وهذه المرتبة لن تكون أبداً لمن يجوز عليه الخطأ، لأن من جاز عليه الخطأ لا يكون مكمّلاً لغيره كمالاً حقيقيّاً، بل يحتاج إلى كامل حقيقيّ يردّه عن خطئه، وهذا الكامل هو المعصوم. وبتعبير ثان، إن الصادق على نوعين :

الأوَّل أن لا يتعمَّد الكذب، ولكن يجوز عليه الخطأ والاشتباه، كمن يخبر بشيء، وهو يؤمن بصدق ما أخبر، ثم يتبيّن أن خبره غير مطابق للواقع، فيكون هو صادقاً في قصده، وخبره كاذباً، وهذا كثيراً ما يحدث .

النّوع الثاني: أن لا يتعمَّد الكذب، ولا يجوز عليه الخطأ، بحيث لا يخالف قوله الواقع بحال. وهذا هو المراد بالصدّيقين وبأولي الأمر في الآية 59 من هذه السّورة، وعند تفسير هذه الآية، فقرة «من هم أولو الأمر؟»، ذكرنا الدّليل من الكتاب والسنّة على أنّ أهل البيت (ع) معصومون لا يجوز عليهم الخطأ والاشتباه. وعلى هذا، يكون المراد بالصدّيقين في الآية 69: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، وأولي الأمر في الآية 59: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، هم أهل البيت (ع) .

وأيضاً قال الشيخ محمد عبده: إنّ المراد بالشهداء هنا أهل العدل والإنصاف الذين يؤيّدون الحقّ بالشّهادة لأهله بأنهم محقّون، ويشهدون على أهل الباطل بأنهم مبطلون .

وهذا تأويل لظاهر اللّفظ من غير دليل، فإنّ المفهوم من الشّهداء أنهم الذين قتلوا في سبيل الله والحقّ. أجل، جاء في الحديث أنّ مداد العلماء كدماء الشّهداء، وأنّ من مات دون ماله، أو تمنى الاستشهاد في سبيل الحقّ، مات شهيداً، أي له ثواب الشّهيد. وبديهة أنّ الشّهيد شيء، ومن له منزلته شيء آخر" .[تفسير الكاشف، ج 2].

ثم يتحدّث المرجع السيّد فضل الله (رض) عن جزاء المطيعين في الآخرة، وعن الدرجة الرّفيعة التي يضعهم الله فيها {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ}، الذين أخلصوا لله الإيمان والعمل، {وَالشُّهَدَآءِ} الذين أرادهم الله أن يكونوا شهداء الأعمال يوم القيامة، {وَالصَّالِحِينَ} الذين ساروا في خطّ الصلاح والفلاح...

{وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}، وأيّ رفقةٍ أعظم من هذه الرّفقة الروحيّة في الجنّة، حيث الكرامة الإلهيّة في رضوان الله ومغفرته {ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيماً} بعباده العاملين المخلصين". [تفسيرمن وحي القرآن].

ما يهمّنا هو اتّباع أهل البيت (ع)، والتدرّب على أخلاقهم، والتربي على تمثّلهم في مشاعرنا وسلوكيّاتنا، حتى نثبت أمام كلّ التحدّيات والمصاعب، ونكون فعلاً من أهل الحق والصّدق، وحتى ننال جزاء المطيعين في الدنيا والآخرة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية