إنّ الله تعالى يريد للإنسان أن يكون مهذّباً في كلامه، وهذا ما كانت عليه سيرة
النبيّ (ص) فيما حدّثنا الله عنه بقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ
لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}[آل
عمران: 159]، ولذلك، كان النبيّ (ص) يمثل أعلى درجات الإنسانية في كلامه مع الذين
معه أو مع الذين ضده، فلم يُسمع منه أيّ كلمة سوء. والله تعالى يوصي النبيّ (ص) أن
يبلّغ عباد الله أن يقولوا التي هي أحسن عندما يتكلمون بأيّ كلمة مع الآخرين، وأن
يختاروا الكلمات الأحسن، كما يختارون البضاعة الجيّدة بدلاً من الرديئة، وأن
يفكّروا في الكلمة التي يطلقونها للإنسان الآخر.
وهذا ما عبّر عنه أمير المؤمنين (ع) في قوله: "إنَّ لسان المؤمن من وراء قلبه،
وإنَّ قلب المنافق من وراء لسانه"، قالوا: "كيف ذلك"؟ قال (ع): "لأنَّ المؤمن إذا
أراد أن يتكلّم بكلام، فإن كان خيراً أبداه، وإن كان شرّاً واراه، وإنّ المنافق
يتكلّم بما أتى على لسانه، لا يدري ماذا له وماذا عليه". وقد ورد في الآية الكريمة:
{فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً}[النساء: 9]. فالله تعالى
يريد للإنسان أن يكون قوله سليماً خالياً من خلل الفساد، ومصيباً للعدل، وموافقاً
للشّرع.
وعندما نأتي إلى الأحاديث الواردة عن النبيّ (ص) والأئمّة من أهل بيته (ع) في هذا
المورد، فإننا نقرأ في حديث رسول الله (ص) قوله: "إيّاكم والفحش ـ وهو الكلام
القبيح، ومنه الكلام الذي يُستحى منه ـ فإنّ الله عزَّ وجلَّ لا يحبّ الفاحش
المتفحّش". وعنه (ص) في رواية أخطر من الأولى، يقول (ص): "الجنّة حرام على كلّ فاحش
أن يدخلها". قد يصلّي الإنسان صلاة اللّيل، ويذهب إلى الحجّ والعمرة والزيارة، ولكن
إذا كان كلامه فاحشاً مع زوجته وأولاده ومع النّاس الذين يتعاطى معهم، فإنّه لا
يسمح له بالدخول إلى الجنّة، حتى لو كان عنده ما عنده من العبادات، لأنّ الجنّة
إنما هي لمن يكون كلامه حسناً طيّباً. لذلك، على الإنسان أن ينظّف لسانه قبل أن
ينطلق إلى الآخرة.
وعنه (ص): "ما كان الفحش في شيء قطّ إلا شانه ـ ما دخل الفحش في كلام إلا كان
كلاماً معيباً ـ ولا كان الحياء في شيء قطّ إلا زانه". وعنه (ص): "إنّ من شرّ عباد
الله من تُكره مجالسته لفحشه". وعنه (ص): "إنّ الله يحبّ الحييّ المتعفّف، ويبغض
البذيء السائل المُلحِف". وعنه (ص): "لو كان الفحش خلقاً لكان شرّ خلق الله، ولو
كان مثالاً لكان مثال سوء".
وعن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: "الفحش والتفحّش ليسا من الإسلام"، لأنّ ذلك لا
ينسجم مع أخلاقية الإسلام. وعنه (ع): "أسفه السّفهاء المتبجِّح بفحش الكلام"، ويقول
الإمام الباقر (ع): "قولوا للنّاس أحسن ما تحبّون أن يُقال لكم، فإنّ الله يبغض
اللعّان السبّاب الطعّان على المؤمنين". وعنه (ع): "سلاح اللّئام قبيح الكلام". وعن
الإمام الصادق (ع): "البذاء من الجفاء، والجفاء في النار". ويقول (ع): "من خاف
الناس لسانه فهو في النّار"، لأنّه بذلك يتحرَّك في خطّ النفاق لا في خطّ الإيمان.
إن الإسلام يريد أن يعلّمنا كيف نكون إنسانيّين ومهذّبين، وكيف نطلق كلامنا
بالطريقة التي تفتح عقول الناس علينا بدلاً من أن تغلقها عنا، ولذلك علينا أن نربي
أنفسنا وأولادنا على الكلام الأحسن، لأنّ ذلك هو الذي يحبّه الله، وأن نبتعد عن
الكلام القبيح الذي يبغضه الله، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ
الْمُتَنَافِسُونَ}[المطففين: 26].
*من أرشيف خطب الجمعة، العام 2008.
إنّ الله تعالى يريد للإنسان أن يكون مهذّباً في كلامه، وهذا ما كانت عليه سيرة
النبيّ (ص) فيما حدّثنا الله عنه بقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ
لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}[آل
عمران: 159]، ولذلك، كان النبيّ (ص) يمثل أعلى درجات الإنسانية في كلامه مع الذين
معه أو مع الذين ضده، فلم يُسمع منه أيّ كلمة سوء. والله تعالى يوصي النبيّ (ص) أن
يبلّغ عباد الله أن يقولوا التي هي أحسن عندما يتكلمون بأيّ كلمة مع الآخرين، وأن
يختاروا الكلمات الأحسن، كما يختارون البضاعة الجيّدة بدلاً من الرديئة، وأن
يفكّروا في الكلمة التي يطلقونها للإنسان الآخر.
وهذا ما عبّر عنه أمير المؤمنين (ع) في قوله: "إنَّ لسان المؤمن من وراء قلبه،
وإنَّ قلب المنافق من وراء لسانه"، قالوا: "كيف ذلك"؟ قال (ع): "لأنَّ المؤمن إذا
أراد أن يتكلّم بكلام، فإن كان خيراً أبداه، وإن كان شرّاً واراه، وإنّ المنافق
يتكلّم بما أتى على لسانه، لا يدري ماذا له وماذا عليه". وقد ورد في الآية الكريمة:
{فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً}[النساء: 9]. فالله تعالى
يريد للإنسان أن يكون قوله سليماً خالياً من خلل الفساد، ومصيباً للعدل، وموافقاً
للشّرع.
وعندما نأتي إلى الأحاديث الواردة عن النبيّ (ص) والأئمّة من أهل بيته (ع) في هذا
المورد، فإننا نقرأ في حديث رسول الله (ص) قوله: "إيّاكم والفحش ـ وهو الكلام
القبيح، ومنه الكلام الذي يُستحى منه ـ فإنّ الله عزَّ وجلَّ لا يحبّ الفاحش
المتفحّش". وعنه (ص) في رواية أخطر من الأولى، يقول (ص): "الجنّة حرام على كلّ فاحش
أن يدخلها". قد يصلّي الإنسان صلاة اللّيل، ويذهب إلى الحجّ والعمرة والزيارة، ولكن
إذا كان كلامه فاحشاً مع زوجته وأولاده ومع النّاس الذين يتعاطى معهم، فإنّه لا
يسمح له بالدخول إلى الجنّة، حتى لو كان عنده ما عنده من العبادات، لأنّ الجنّة
إنما هي لمن يكون كلامه حسناً طيّباً. لذلك، على الإنسان أن ينظّف لسانه قبل أن
ينطلق إلى الآخرة.
وعنه (ص): "ما كان الفحش في شيء قطّ إلا شانه ـ ما دخل الفحش في كلام إلا كان
كلاماً معيباً ـ ولا كان الحياء في شيء قطّ إلا زانه". وعنه (ص): "إنّ من شرّ عباد
الله من تُكره مجالسته لفحشه". وعنه (ص): "إنّ الله يحبّ الحييّ المتعفّف، ويبغض
البذيء السائل المُلحِف". وعنه (ص): "لو كان الفحش خلقاً لكان شرّ خلق الله، ولو
كان مثالاً لكان مثال سوء".
وعن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: "الفحش والتفحّش ليسا من الإسلام"، لأنّ ذلك لا
ينسجم مع أخلاقية الإسلام. وعنه (ع): "أسفه السّفهاء المتبجِّح بفحش الكلام"، ويقول
الإمام الباقر (ع): "قولوا للنّاس أحسن ما تحبّون أن يُقال لكم، فإنّ الله يبغض
اللعّان السبّاب الطعّان على المؤمنين". وعنه (ع): "سلاح اللّئام قبيح الكلام". وعن
الإمام الصادق (ع): "البذاء من الجفاء، والجفاء في النار". ويقول (ع): "من خاف
الناس لسانه فهو في النّار"، لأنّه بذلك يتحرَّك في خطّ النفاق لا في خطّ الإيمان.
إن الإسلام يريد أن يعلّمنا كيف نكون إنسانيّين ومهذّبين، وكيف نطلق كلامنا
بالطريقة التي تفتح عقول الناس علينا بدلاً من أن تغلقها عنا، ولذلك علينا أن نربي
أنفسنا وأولادنا على الكلام الأحسن، لأنّ ذلك هو الذي يحبّه الله، وأن نبتعد عن
الكلام القبيح الذي يبغضه الله، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ
الْمُتَنَافِسُونَ}[المطففين: 26].
*من أرشيف خطب الجمعة، العام 2008.