كان العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) قد أجاب عن سؤال: ما هو أفضل
سبيل لتحقيق مشاريع الإمامة تقوم بأدائه المرجعيّة الصالحة في ظلّ تطوّر آليّات
الإعلام والتّوجيه؟
فأجاب: "أن ينطلق المرجع بثقافة إسلاميّة واسعة تعرّف النّاس خطوط الثقافة
الإسلاميّة، وتواجه الشبهات التي توجّه إلى الإسلام من خلال الكتب التي يقوم
المراجع بتأليفها، ومن خلال حضورهم الدائم في الساحة، عندما تطرح بعض المشاكل
الفكرية التي تبحث عن حلّ، والمشاكل السياسية التي تبحث عن موقف، والمشاكل
الاجتماعيّة التي تبحث عن خطّ للمعالجة، بحيث يعيش الناس مع المرجعية ليجدوها حاضرة
في ذلك كلّه، وهذا ما عشناه مع رسول الله (ص) ومع الإمام عليّ (ع). فنحن عندما ندرس
علياً في خارج الخلافة وفي داخلها، نرى أنه كان يتابع أحداث الواقع الإسلامي،
فيعالجها بفكرةٍ هنا، ويحلّ مشكلة هناك، وما إلى ذلك.
وهكذا، عندما ندرس حياة الأئمّة (ع)، ولا سيما الإمامين الباقر والصادق (ع)، ومن
تقدّمهم ومن تأخّر عنهم، فإننا نرى أنهم كانوا يواجهون التحديات الثقافية والفكرية
والاختلافات التي تحدث بين المسلمين، من أجل أن يعطوا الرأي فيها ويعالجوها أو
يوجّهوا تلامذتهم لمواجهتها.
ولا بدّ أيضاً من تأسيس النوادي الثقافية والمدارس التعليميّة، وإرسال المبلّغين
إلى سائر العالم الإسلامي، واستخدام وسائل الإعلام الجديدة، من أجل إبلاغ صوت
الإسلام إلى أكبر مكان في العالم مما لا يستطيع المبلّغون أن يصلوه.
فهناك فرق بين مرجعيّة في الفتوى تعطي الفتوى فتكتفي بالاستغراق في ثقافة الفقه
والأصول لتطلق الفتوى من دليلها، وبين مرجعية شاملة يرجع الناس إليها في أمورهم
كلّها، وبالتالي، فإن المرجعية الشاملة تقدّم ثقافة إسلامية واسعة بحجم العصر
ووسائل متطوّرة وحركية وحضوراً دائماً في قضايا الإسلام والمسلمين، مع ملاحظة مهمّة،
وهي أن ابتعاد الفقيه المرجع عن حركة الحياة وعن وعي تفاصيل الواقع وأسراره، قد
يضعف قدرته على الفتوى المتعلّقة بها، ونحن نلاحظ أنّ بعض المراجع قد يعطون الرّأي
في كثير من المواقف أو المواقع أو الأشخاص فيما لا يملكون معرفته، اعتماداً على
نظرات سريعة، أو على نقل بعض الأشخاص الذين لا يملكون الثقة أو دقة المعرفة".
*من كتاب "الندوة"، ج 6.
كان العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) قد أجاب عن سؤال: ما هو أفضل
سبيل لتحقيق مشاريع الإمامة تقوم بأدائه المرجعيّة الصالحة في ظلّ تطوّر آليّات
الإعلام والتّوجيه؟
فأجاب: "أن ينطلق المرجع بثقافة إسلاميّة واسعة تعرّف النّاس خطوط الثقافة
الإسلاميّة، وتواجه الشبهات التي توجّه إلى الإسلام من خلال الكتب التي يقوم
المراجع بتأليفها، ومن خلال حضورهم الدائم في الساحة، عندما تطرح بعض المشاكل
الفكرية التي تبحث عن حلّ، والمشاكل السياسية التي تبحث عن موقف، والمشاكل
الاجتماعيّة التي تبحث عن خطّ للمعالجة، بحيث يعيش الناس مع المرجعية ليجدوها حاضرة
في ذلك كلّه، وهذا ما عشناه مع رسول الله (ص) ومع الإمام عليّ (ع). فنحن عندما ندرس
علياً في خارج الخلافة وفي داخلها، نرى أنه كان يتابع أحداث الواقع الإسلامي،
فيعالجها بفكرةٍ هنا، ويحلّ مشكلة هناك، وما إلى ذلك.
وهكذا، عندما ندرس حياة الأئمّة (ع)، ولا سيما الإمامين الباقر والصادق (ع)، ومن
تقدّمهم ومن تأخّر عنهم، فإننا نرى أنهم كانوا يواجهون التحديات الثقافية والفكرية
والاختلافات التي تحدث بين المسلمين، من أجل أن يعطوا الرأي فيها ويعالجوها أو
يوجّهوا تلامذتهم لمواجهتها.
ولا بدّ أيضاً من تأسيس النوادي الثقافية والمدارس التعليميّة، وإرسال المبلّغين
إلى سائر العالم الإسلامي، واستخدام وسائل الإعلام الجديدة، من أجل إبلاغ صوت
الإسلام إلى أكبر مكان في العالم مما لا يستطيع المبلّغون أن يصلوه.
فهناك فرق بين مرجعيّة في الفتوى تعطي الفتوى فتكتفي بالاستغراق في ثقافة الفقه
والأصول لتطلق الفتوى من دليلها، وبين مرجعية شاملة يرجع الناس إليها في أمورهم
كلّها، وبالتالي، فإن المرجعية الشاملة تقدّم ثقافة إسلامية واسعة بحجم العصر
ووسائل متطوّرة وحركية وحضوراً دائماً في قضايا الإسلام والمسلمين، مع ملاحظة مهمّة،
وهي أن ابتعاد الفقيه المرجع عن حركة الحياة وعن وعي تفاصيل الواقع وأسراره، قد
يضعف قدرته على الفتوى المتعلّقة بها، ونحن نلاحظ أنّ بعض المراجع قد يعطون الرّأي
في كثير من المواقف أو المواقع أو الأشخاص فيما لا يملكون معرفته، اعتماداً على
نظرات سريعة، أو على نقل بعض الأشخاص الذين لا يملكون الثقة أو دقة المعرفة".
*من كتاب "الندوة"، ج 6.