عندما يجتمع الناس يوم القيامة بعد فراق طويل، قد يكون بحجم القرون أو عشرات السنين، فإنّ فراقهم يبدو وكأنّه استمرّ لعدّة ساعات، مع أنَّ الإنسان عندما يفترق عن إنسان آخر، فإنه يشعر بثقل الزمن وطول المدّة التي غاب فيها عنه، فيحدّثه بعد اللّقاء به عن طول الزمن وضغطه عليه، من خلال ما عاناه من فراق طيلة تلك المدّة، وما ذلك إلا لأنّه عاش الزمن وأحسّ به.
أمّا في يوم القيامة، فعندما يلتقي الأجداد والآباء والأبناء، وبعد مضيّ مئات وآلاف السنين، فإنّهم لا يشعرون بالفراق عن بعضهم البعض إلّا لعدّة ساعات، لأنّهم لم يحسّوا بالزّمن.
وإذا أردنا تقريب الصّورة، نقول: لو أنَّ إنساناً دخل في غيبوبة، لمدّة شهر أو شهرين، ولكن بعد علاج معيَّن استفاق من غيبوبته، ولم يخبره أحدٌ بالزّمن الذي استغرقه في هذه الغيبوبة، فإنّه عندما ينظر إلى النّاس من حوله، يظنُّ أنه افترق عنهم أربع ساعات أو خمس، لأنّه لم يشعر بالزّمن الذي يمرّ عليه إطلاقاً.
وقد يمرّ الزّمن على الإنسان فلا يحسّ به، لا لأنّه ميّت، أو لأنّه في غيبوبة، بل لأنّه غافل عن هذا الزّمن وذاهل عنه، لذا ورد في القرآن الكريم: {قال كَمْ لَبِثْتُم في الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَو بَعْضَ يَوْم فاسْأَلِ العَادِّين}.
فقد كانوا لا يُحسّون بالزمن الذي مضى عليهم، بل كانوا يحسّون بالزمن الذي يعيشونه في الحاضر، لذلك قالوا يوماً أو بعض يوم.
*من كتاب "النّدوة"، ج19.

عندما يجتمع الناس يوم القيامة بعد فراق طويل، قد يكون بحجم القرون أو عشرات السنين، فإنّ فراقهم يبدو وكأنّه استمرّ لعدّة ساعات، مع أنَّ الإنسان عندما يفترق عن إنسان آخر، فإنه يشعر بثقل الزمن وطول المدّة التي غاب فيها عنه، فيحدّثه بعد اللّقاء به عن طول الزمن وضغطه عليه، من خلال ما عاناه من فراق طيلة تلك المدّة، وما ذلك إلا لأنّه عاش الزمن وأحسّ به.
أمّا في يوم القيامة، فعندما يلتقي الأجداد والآباء والأبناء، وبعد مضيّ مئات وآلاف السنين، فإنّهم لا يشعرون بالفراق عن بعضهم البعض إلّا لعدّة ساعات، لأنّهم لم يحسّوا بالزّمن.
وإذا أردنا تقريب الصّورة، نقول: لو أنَّ إنساناً دخل في غيبوبة، لمدّة شهر أو شهرين، ولكن بعد علاج معيَّن استفاق من غيبوبته، ولم يخبره أحدٌ بالزّمن الذي استغرقه في هذه الغيبوبة، فإنّه عندما ينظر إلى النّاس من حوله، يظنُّ أنه افترق عنهم أربع ساعات أو خمس، لأنّه لم يشعر بالزّمن الذي يمرّ عليه إطلاقاً.
وقد يمرّ الزّمن على الإنسان فلا يحسّ به، لا لأنّه ميّت، أو لأنّه في غيبوبة، بل لأنّه غافل عن هذا الزّمن وذاهل عنه، لذا ورد في القرآن الكريم: {قال كَمْ لَبِثْتُم في الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَو بَعْضَ يَوْم فاسْأَلِ العَادِّين}.
فقد كانوا لا يُحسّون بالزمن الذي مضى عليهم، بل كانوا يحسّون بالزمن الذي يعيشونه في الحاضر، لذلك قالوا يوماً أو بعض يوم.
*من كتاب "النّدوة"، ج19.