كتابات
28/04/2020

ألا يشكِّل البداء انحرافاً عقيديّاً؟

ألا يشكِّل البداء انحرافاً عقيديّاً؟

سئل المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض): قال تعالى: {فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}. ماالمراد بالقضاء؟ وهل يتّفق مع البداء؟

فأجاب سماحته:

القضاء ـ هنا ـ هو الإرادة، ممّا يحقّقه من الخلق والإيجاد.

يعني: إذا أراد شيئاً، من خلال حكمته، ومن خلال علمه، فإنّه لا يحتاج إلى مقدِّمات، ولا يحتاج إلى معاونة أو مساعدة، بل إنّ إرادته تساوي وجود ما أراده.

ولا يتّفق القضاء مع البداء؛ لأنّ مسألة البداء ـ أساساً ـ أوجبت إشكالاً ليس بمراد للشّيعة؛ لأن البداء ـ بحسب ظاهر الكلمة ـ يعني الحالة الّتي يفكّر فيها بشيء أو يعزم فيها على شيء ثم يبدو له فيغيّر ذلك، وهذا أمر مستحيل على الله سبحانه وتعالى؛ لأنه يلزم الجهل بالنّسبة إلى الله سبحانه وتعالى، يعني أنّ الله يحب أن يقضي بشيء، ثم بعد ذلك يقضي بخلافه.

لذلك، فإنَّ الذين يتّهمون الشيعة بالانحراف العقيدي، ينطلقون من كلمة البداء، بالرّغم من تفسير العلماء لما يقصدونه منها، تفسيراً للأحاديث المرويّة عن أئمّة أهل البيت (ع).

أمّا الذي يُمكن إثباته في حقّ الله تعالى، فهو الإبداء، بمعنى أنّه يُظهر ويُبرز أمراً ثم يُظهر غيره لمصلحة تتعلّق بذلك، من دون أن يكون ذلك نتيجة جهلٍ أو قصور في تقدير الأمور.

مثلما كان يقال إنّه في زمن الإمام الصّادق (ع)، كان الشيعة يعتقدون أنّ الإمام هو إسماعيل، لأنّه هو أكبر أولاد الإمام الصادق (ع)، ثم مات إسماعيل في زمن الإمام الصادق (ع)، وكانت الإمامة للإمام الكاظم (ع)، فكان يقال بدا لله في أمره، وهكذا بالنّسبة إلى الإمام الحسن العسكري، بالنّسبة إلى أخيه محمد، فالمراد من البداء: الإبداء، وليس البداء بمعناه اللّفظي.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 15.

سئل المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض): قال تعالى: {فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}. ماالمراد بالقضاء؟ وهل يتّفق مع البداء؟

فأجاب سماحته:

القضاء ـ هنا ـ هو الإرادة، ممّا يحقّقه من الخلق والإيجاد.

يعني: إذا أراد شيئاً، من خلال حكمته، ومن خلال علمه، فإنّه لا يحتاج إلى مقدِّمات، ولا يحتاج إلى معاونة أو مساعدة، بل إنّ إرادته تساوي وجود ما أراده.

ولا يتّفق القضاء مع البداء؛ لأنّ مسألة البداء ـ أساساً ـ أوجبت إشكالاً ليس بمراد للشّيعة؛ لأن البداء ـ بحسب ظاهر الكلمة ـ يعني الحالة الّتي يفكّر فيها بشيء أو يعزم فيها على شيء ثم يبدو له فيغيّر ذلك، وهذا أمر مستحيل على الله سبحانه وتعالى؛ لأنه يلزم الجهل بالنّسبة إلى الله سبحانه وتعالى، يعني أنّ الله يحب أن يقضي بشيء، ثم بعد ذلك يقضي بخلافه.

لذلك، فإنَّ الذين يتّهمون الشيعة بالانحراف العقيدي، ينطلقون من كلمة البداء، بالرّغم من تفسير العلماء لما يقصدونه منها، تفسيراً للأحاديث المرويّة عن أئمّة أهل البيت (ع).

أمّا الذي يُمكن إثباته في حقّ الله تعالى، فهو الإبداء، بمعنى أنّه يُظهر ويُبرز أمراً ثم يُظهر غيره لمصلحة تتعلّق بذلك، من دون أن يكون ذلك نتيجة جهلٍ أو قصور في تقدير الأمور.

مثلما كان يقال إنّه في زمن الإمام الصّادق (ع)، كان الشيعة يعتقدون أنّ الإمام هو إسماعيل، لأنّه هو أكبر أولاد الإمام الصادق (ع)، ثم مات إسماعيل في زمن الإمام الصادق (ع)، وكانت الإمامة للإمام الكاظم (ع)، فكان يقال بدا لله في أمره، وهكذا بالنّسبة إلى الإمام الحسن العسكري، بالنّسبة إلى أخيه محمد، فالمراد من البداء: الإبداء، وليس البداء بمعناه اللّفظي.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 15.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية