كتابات
26/05/2020

لا تؤلّهوا أحدًا ولا تسقطوا أمام أحد

لا تؤلّهوا أحدًا ولا تسقطوا أمام أحد

إنّ مشكلتنا أنّنا نستغرق في استجلاء عظمة النّاس من حولنا، ونبتعد عن عظمة الله في نفوسنا، وبذلك ننحني بقلوبنا وعقولنا وإرادتنا أمام بشر مثلنا، فنجعلها أقلَّ شأناً منه، والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}[الأعراف: 194]، فلماذا تؤلّهونهم وتعظّمونهم وتسقطون أمامهم؟ فإذا عشتم عظمة الله في أنفسكم، وجدتم أنفسكم، ووجدتم عزّتها وحرّيتها وقوّتها، وقلتم للنفس، ها نحن أناسٌ كما هؤلاء، نحن مخلوقون لله كما هم مخلوقون، نحن عبادٌ لله كما هم، وإذا جَعَلنا اللهُ أضعفَ منهم الآن، فقد يجعلنا غداً أقوى منهم، وإذا جَعَلنا بعيدين عن المُلْك والقوّة والسلطة الآن، فقد يُصَيِّرُ غداً كلَّ ذلك لنا.

ولهذا يقول سبحانه وتعالى: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران: 140] "فيومٌ نُسَاءُ ويومٌ نُسَرّ". وهذه نقطة أساسيّة، تجعلنا نواصل العمل والتخطيط والتقدّم والجهاد في كلّ مواقع حياتنا.. وإنّنا عندما نرى الظُّلمَ مُطْبقاً على الكون، ونظنّ أنّه لا مجال للخروج من الظُّلمة، هل نقبل بالاستسلام؟ لا، إنّنا عندما نرى اللّيل مدلهمّاً مظلماً، نرفع رؤوسنا قليلاً، فنرى الكواكب المنتشرة في السّماء، فندرك أنَّ الدّنيا ليست كلّها ظلاماً؛ هذه نجمة تلمع من بعيد، وتلك أقلُّ لمعاناً، وتلك أكثر، فنتلمّس النور لنخرج من ظلمتنا، وعندها نحدِّق بمن حولنا، فلا نعيش اليأس، بل نرتفع بعقولنا إلى الله، حيث هناك الأمل كلُّ الأمل...

ما أدقّ هذه الحركة المستمرّة منذ خلق الله الكون بنظامٍ لا ينحرف درجة واحدة {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}! يُنقص من النهار لحساب اللّيل، وبالعكس، يأخذ قطعة من النهار ويجعلها حصّةً للّيل، فيُنقص النهار ويُطيل اللّيل، فيجعلها مظلمة في فصل، ويأخذ حصّةً من اللّيل ويعطيها للنّهار، فيطيل النهار وينقص الليل، فيجعلها مشرقة بعد أن كانت مظلمةً في فصلٍ آخر.. هو وحده القادر.

{وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ}، فبإرادته يتحوَّل الموت إلى حياة {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}[الحجّ: 5]، {وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ} يُولَد ميتٌ من حَيّ، كما يُولَد حيٌّ من ميّت {وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ}[آل عمران: 27] يرزق الناس بكرمه، ينظّم أمورَهم ويعطي بلا حساب، ويقدّر لكلِّ إنسان رزقه حسبما يراه من مصلحة...

إذاً، المُلْك والعِزُّ والحياة والموت والرّزق وكلُّ نظام الكون بيد الله تعالى، فأين تبتعدون وإلى مَنْ تذهبون؟ ولأنّ كلَّ ذلك بيده، في ليلكم ونهاركم وحركة واقعكم الذي تعيشونه، كونوا مع الله سبحانه، وإذا كنتم معه، فلا بدَّ أن تكونوا مع أولياء الله، لأنّه لا يمكن للإنسان أن يكون مع الله ومع أعدائه في الوقت ذاته. لذا، إذا كان مع الله، فموقعه مع أوليائه، وإذا كان موقعه مع أعدائه، فأحبَّهم وأحبُّوه وأعطاهم الولاية، فيجب عليه أن يعيد النّظر في إيمانه، لأنّه كلَّما اقترب بقلبه من أعداء الله، فَقَد شيئاً من إيمانه، لأنَّ من علامة الإيمان التولّي والتبرّي؛ أن نوالي أولياء الله ونعادي أعداءه.. وفي كلمة للإمام الصّادق (ع) وهو يفسِّر قوله تعالى: {وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ}[الحجرات: 7]، قال (ع): "وهل الدّين إلاّ الحبُّ؟!".

الدّين يختصر ذلك؛ أن تحبَّ اللهَ وأولياءَه، وتعادي الشيطان وأولياءَه، ليس هناك من علاقات دبلوماسيّة قلبيّة، هناك مقاطعة دائمة، مقاطعة في القلوب والعقول والمواقف والمواقع. وهناك فرقٌ بين المعاشرة وبين الموالاة؛ المعاشرة في حركة الحياة لا تحمل في داخلها الطاعة، أمّا الموالاة، فهي الطاعة والخضوع، ولهذا، قال الله سبحانه: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ}، فإذا وصلت المسألة إلى حدِّ تأييد المواقف، وإلى الانتماء والنُّصرة والمعونة وإعلان العاطفة، وكان النّاس على قسمين، فهناك مؤمنون يتحرّكون في خطّ الله، وكافرون يتحرّكون في خطِّ الشيطان، وهناك مؤمنون يريدون ولاية أمور الناس، وكافرون يريدون الأمرَ نفسه.. فالسؤال، مع مَنْ تكون أيّها المؤمن؟ الآية الكريمة واضحة، فهي تنهى عن أن تكون ولاية الكافرين بديلاً من ولاية المؤمنين، بمعنى أن يصبحوا رؤساءَهم وزعماءَهم وقادتهم وأولياءَ أمورهم.. وإذا ما حدث ذلك، فما النّتيجة عند الله؟

{وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ}، مَنْ يتّخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين {فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ}، فإذا انتمى إليهم وربط نفسه بهم وفضّلهم على المؤمنين في الولاية، فإنَّ الله سيقاطعه، ولن يكون له ارتباطٌ به لا من قريب ولا من بعيد.

{إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً}. ولكن إذا اشتدّت حالة الحصار والضغط عليكم، بحيث إِنّكم قد تُضطرّون لاتّخاذ بعض المواقف التي تفرض عليكم مماشاةَ الذين يكفرون بالله، فلا بأس بالتقيّة...

وانتبهوا، فلا تقلِّلوا من قيمة التنبيه الإلهي، ولا تستصغروا مقام الله، ولا تحدِّقوا بعظمة الكافرين وتنسوا ربَّكم {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ}[آل عمران: 28] يحذّركم سبحانه أن تسحقوا رؤوسكم تحت أقدام الطغاة، وتفتحوا قلوبكم لهم، وتسلّموهم أموركم وأمور النّاس من حولكم بجهودكم، وتقولوا بأنَّ الله غفورٌ رحيم.. أبداً {فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}[الأعراف: 99]..

فإذاً {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} قد يطولُ بنا العمر، قد نختبئ ونتحصّن ونذهب إلى هذا الكهف أو ذاك، ولكن {وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ}، فآخر الأمر عائدون إليه، وسنقف للحساب بين يديه.

ومن أين لكم أن تفرّوا من قوّة الله وعلمه في الصّغير والكبير من أموركم {قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ}[آل عمران: 29]. مع الآخرين قد نُخفي أسرارنا في قلوبنا ولا يعرف بها أحدٌ، قد نخبّئ حبَّ الكافرين وموالاتهم في قلوبنا، ولكن إذا أخفينا ذلك عن النّاس، لا نستطيع أن نُخفيَه عن الله تعالى، لأنّه يعلم ما في قلوبنا وصدورنا، وأكثر من ذلك {وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران: 29] في اكتشافه ومعرفته وعلمه وقدرته.

*من كتاب "من عرفان القرآن".

إنّ مشكلتنا أنّنا نستغرق في استجلاء عظمة النّاس من حولنا، ونبتعد عن عظمة الله في نفوسنا، وبذلك ننحني بقلوبنا وعقولنا وإرادتنا أمام بشر مثلنا، فنجعلها أقلَّ شأناً منه، والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}[الأعراف: 194]، فلماذا تؤلّهونهم وتعظّمونهم وتسقطون أمامهم؟ فإذا عشتم عظمة الله في أنفسكم، وجدتم أنفسكم، ووجدتم عزّتها وحرّيتها وقوّتها، وقلتم للنفس، ها نحن أناسٌ كما هؤلاء، نحن مخلوقون لله كما هم مخلوقون، نحن عبادٌ لله كما هم، وإذا جَعَلنا اللهُ أضعفَ منهم الآن، فقد يجعلنا غداً أقوى منهم، وإذا جَعَلنا بعيدين عن المُلْك والقوّة والسلطة الآن، فقد يُصَيِّرُ غداً كلَّ ذلك لنا.

ولهذا يقول سبحانه وتعالى: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران: 140] "فيومٌ نُسَاءُ ويومٌ نُسَرّ". وهذه نقطة أساسيّة، تجعلنا نواصل العمل والتخطيط والتقدّم والجهاد في كلّ مواقع حياتنا.. وإنّنا عندما نرى الظُّلمَ مُطْبقاً على الكون، ونظنّ أنّه لا مجال للخروج من الظُّلمة، هل نقبل بالاستسلام؟ لا، إنّنا عندما نرى اللّيل مدلهمّاً مظلماً، نرفع رؤوسنا قليلاً، فنرى الكواكب المنتشرة في السّماء، فندرك أنَّ الدّنيا ليست كلّها ظلاماً؛ هذه نجمة تلمع من بعيد، وتلك أقلُّ لمعاناً، وتلك أكثر، فنتلمّس النور لنخرج من ظلمتنا، وعندها نحدِّق بمن حولنا، فلا نعيش اليأس، بل نرتفع بعقولنا إلى الله، حيث هناك الأمل كلُّ الأمل...

ما أدقّ هذه الحركة المستمرّة منذ خلق الله الكون بنظامٍ لا ينحرف درجة واحدة {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}! يُنقص من النهار لحساب اللّيل، وبالعكس، يأخذ قطعة من النهار ويجعلها حصّةً للّيل، فيُنقص النهار ويُطيل اللّيل، فيجعلها مظلمة في فصل، ويأخذ حصّةً من اللّيل ويعطيها للنّهار، فيطيل النهار وينقص الليل، فيجعلها مشرقة بعد أن كانت مظلمةً في فصلٍ آخر.. هو وحده القادر.

{وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ}، فبإرادته يتحوَّل الموت إلى حياة {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}[الحجّ: 5]، {وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ} يُولَد ميتٌ من حَيّ، كما يُولَد حيٌّ من ميّت {وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ}[آل عمران: 27] يرزق الناس بكرمه، ينظّم أمورَهم ويعطي بلا حساب، ويقدّر لكلِّ إنسان رزقه حسبما يراه من مصلحة...

إذاً، المُلْك والعِزُّ والحياة والموت والرّزق وكلُّ نظام الكون بيد الله تعالى، فأين تبتعدون وإلى مَنْ تذهبون؟ ولأنّ كلَّ ذلك بيده، في ليلكم ونهاركم وحركة واقعكم الذي تعيشونه، كونوا مع الله سبحانه، وإذا كنتم معه، فلا بدَّ أن تكونوا مع أولياء الله، لأنّه لا يمكن للإنسان أن يكون مع الله ومع أعدائه في الوقت ذاته. لذا، إذا كان مع الله، فموقعه مع أوليائه، وإذا كان موقعه مع أعدائه، فأحبَّهم وأحبُّوه وأعطاهم الولاية، فيجب عليه أن يعيد النّظر في إيمانه، لأنّه كلَّما اقترب بقلبه من أعداء الله، فَقَد شيئاً من إيمانه، لأنَّ من علامة الإيمان التولّي والتبرّي؛ أن نوالي أولياء الله ونعادي أعداءه.. وفي كلمة للإمام الصّادق (ع) وهو يفسِّر قوله تعالى: {وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ}[الحجرات: 7]، قال (ع): "وهل الدّين إلاّ الحبُّ؟!".

الدّين يختصر ذلك؛ أن تحبَّ اللهَ وأولياءَه، وتعادي الشيطان وأولياءَه، ليس هناك من علاقات دبلوماسيّة قلبيّة، هناك مقاطعة دائمة، مقاطعة في القلوب والعقول والمواقف والمواقع. وهناك فرقٌ بين المعاشرة وبين الموالاة؛ المعاشرة في حركة الحياة لا تحمل في داخلها الطاعة، أمّا الموالاة، فهي الطاعة والخضوع، ولهذا، قال الله سبحانه: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ}، فإذا وصلت المسألة إلى حدِّ تأييد المواقف، وإلى الانتماء والنُّصرة والمعونة وإعلان العاطفة، وكان النّاس على قسمين، فهناك مؤمنون يتحرّكون في خطّ الله، وكافرون يتحرّكون في خطِّ الشيطان، وهناك مؤمنون يريدون ولاية أمور الناس، وكافرون يريدون الأمرَ نفسه.. فالسؤال، مع مَنْ تكون أيّها المؤمن؟ الآية الكريمة واضحة، فهي تنهى عن أن تكون ولاية الكافرين بديلاً من ولاية المؤمنين، بمعنى أن يصبحوا رؤساءَهم وزعماءَهم وقادتهم وأولياءَ أمورهم.. وإذا ما حدث ذلك، فما النّتيجة عند الله؟

{وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ}، مَنْ يتّخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين {فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ}، فإذا انتمى إليهم وربط نفسه بهم وفضّلهم على المؤمنين في الولاية، فإنَّ الله سيقاطعه، ولن يكون له ارتباطٌ به لا من قريب ولا من بعيد.

{إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً}. ولكن إذا اشتدّت حالة الحصار والضغط عليكم، بحيث إِنّكم قد تُضطرّون لاتّخاذ بعض المواقف التي تفرض عليكم مماشاةَ الذين يكفرون بالله، فلا بأس بالتقيّة...

وانتبهوا، فلا تقلِّلوا من قيمة التنبيه الإلهي، ولا تستصغروا مقام الله، ولا تحدِّقوا بعظمة الكافرين وتنسوا ربَّكم {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ}[آل عمران: 28] يحذّركم سبحانه أن تسحقوا رؤوسكم تحت أقدام الطغاة، وتفتحوا قلوبكم لهم، وتسلّموهم أموركم وأمور النّاس من حولكم بجهودكم، وتقولوا بأنَّ الله غفورٌ رحيم.. أبداً {فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}[الأعراف: 99]..

فإذاً {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} قد يطولُ بنا العمر، قد نختبئ ونتحصّن ونذهب إلى هذا الكهف أو ذاك، ولكن {وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ}، فآخر الأمر عائدون إليه، وسنقف للحساب بين يديه.

ومن أين لكم أن تفرّوا من قوّة الله وعلمه في الصّغير والكبير من أموركم {قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ}[آل عمران: 29]. مع الآخرين قد نُخفي أسرارنا في قلوبنا ولا يعرف بها أحدٌ، قد نخبّئ حبَّ الكافرين وموالاتهم في قلوبنا، ولكن إذا أخفينا ذلك عن النّاس، لا نستطيع أن نُخفيَه عن الله تعالى، لأنّه يعلم ما في قلوبنا وصدورنا، وأكثر من ذلك {وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران: 29] في اكتشافه ومعرفته وعلمه وقدرته.

*من كتاب "من عرفان القرآن".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية