من بين الأمور التي يتحدَّث القرآن عنها كما لو أنَّها من أفظع الجرائم، وأكثر الأمور ظلماً، مسألتان:
المسألة الأولى: أن يكذِّب الإنسان بآيات الله، بحيث يسمع هذه الآيات تُتلى عليه، ومعها الحُجّة القاطعة التي تُثبت أنَّها من قِبَل الله سبحانه، ولكنّه مع ذلك يتمرَّد عليها وينكرها ويكذّب بها ظلماً وعدواناً، لأنّه لا يريد أن ينطلق بحياته في خطِّ الله.
المسألة الثّانية: هي جريمة مَنْ يفتري على الله كَذِباً. هذا الّذي ينسب إلى الله ما لم يقله، سواء كان من الذين يحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه، أو ممَّن يفسِّرون آيات الله بطريقة تبتعد بها عن الخطّ المستقيم، أو من الّذين ينسبون إلى الله أحكاماً شرعيّة لم يُنزل الله بها من سلطان.
هؤلاء يعتبرهم الله أظلم الناس، لأنَّ من حقِّ الله على عباده في ألوهيّته، أن يخلصوا له ويؤمنوا به ويلتزموا بما أنزله من الوحي بعد أن تقوم الحُجّة عليهم في ذلك، وأن يجعلوا حياتهم كلّها صورةً لما يريده سبحانه للحياة، سواء كان ذلك في أنفسهم، أو فيما يتعلَّق ويحيط بهم.
ومن هنا، فإنَّ الذين يكذّبون بآيات الله، يمنعون الحياة من الخضوع لخطّ الله، لأنَّ التّكذيب بآياته يعزل هذه الآيات عن حركة العقيدة والانتماء إلى الحياة، وبذلك يسيئون إلى أنفسهم وإلى الحياة من حولهم، لأنَّ طريق الخلاص في الحياة هو طريق الارتباط بالله من خلال آياته.
ولذا، نجد أنَّ الذي يفتري على الله كَذِباً، سينسب إلى الله تعالى ما لم يقله، وهو بالتّالي يزوِّر الحياة، عندما يقدّم إلى النّاس الأمور الكاذبة كما لو كانت مقدَّسة، وهذا ما يُبعد الحياة عن سلامة الاتجاه والحركة، ويبعد الإنسان عن مصلحته. وفي كِلا الحالين، تتحوَّل المسألة إلى أن تكون تحدِّياً لله في التّكذيب لآياته والافتراء عليه. وأيُّ ظلم أعظم من أن يظلم الإنسان ربَّه ونفسَه والنّاس من حوله وكلَّ الحياة؟
فالذين يكذِّبون بآياته سبحانه ويجحدونها، ويحولُون بين الناس وبينها على قاعدة الافتراء والكذب، فإنَّ جريمتهم تُعتبر من أفظع الجرائم {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ}. فجريمة التجرّؤ على الله وتزييف الحقيقة وإسقاطها في الحياة لا تعادلها جريمة.
* من كتاب "حركة النبوّة في مواجهة الانحراف".

من بين الأمور التي يتحدَّث القرآن عنها كما لو أنَّها من أفظع الجرائم، وأكثر الأمور ظلماً، مسألتان:
المسألة الأولى: أن يكذِّب الإنسان بآيات الله، بحيث يسمع هذه الآيات تُتلى عليه، ومعها الحُجّة القاطعة التي تُثبت أنَّها من قِبَل الله سبحانه، ولكنّه مع ذلك يتمرَّد عليها وينكرها ويكذّب بها ظلماً وعدواناً، لأنّه لا يريد أن ينطلق بحياته في خطِّ الله.
المسألة الثّانية: هي جريمة مَنْ يفتري على الله كَذِباً. هذا الّذي ينسب إلى الله ما لم يقله، سواء كان من الذين يحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه، أو ممَّن يفسِّرون آيات الله بطريقة تبتعد بها عن الخطّ المستقيم، أو من الّذين ينسبون إلى الله أحكاماً شرعيّة لم يُنزل الله بها من سلطان.
هؤلاء يعتبرهم الله أظلم الناس، لأنَّ من حقِّ الله على عباده في ألوهيّته، أن يخلصوا له ويؤمنوا به ويلتزموا بما أنزله من الوحي بعد أن تقوم الحُجّة عليهم في ذلك، وأن يجعلوا حياتهم كلّها صورةً لما يريده سبحانه للحياة، سواء كان ذلك في أنفسهم، أو فيما يتعلَّق ويحيط بهم.
ومن هنا، فإنَّ الذين يكذّبون بآيات الله، يمنعون الحياة من الخضوع لخطّ الله، لأنَّ التّكذيب بآياته يعزل هذه الآيات عن حركة العقيدة والانتماء إلى الحياة، وبذلك يسيئون إلى أنفسهم وإلى الحياة من حولهم، لأنَّ طريق الخلاص في الحياة هو طريق الارتباط بالله من خلال آياته.
ولذا، نجد أنَّ الذي يفتري على الله كَذِباً، سينسب إلى الله تعالى ما لم يقله، وهو بالتّالي يزوِّر الحياة، عندما يقدّم إلى النّاس الأمور الكاذبة كما لو كانت مقدَّسة، وهذا ما يُبعد الحياة عن سلامة الاتجاه والحركة، ويبعد الإنسان عن مصلحته. وفي كِلا الحالين، تتحوَّل المسألة إلى أن تكون تحدِّياً لله في التّكذيب لآياته والافتراء عليه. وأيُّ ظلم أعظم من أن يظلم الإنسان ربَّه ونفسَه والنّاس من حوله وكلَّ الحياة؟
فالذين يكذِّبون بآياته سبحانه ويجحدونها، ويحولُون بين الناس وبينها على قاعدة الافتراء والكذب، فإنَّ جريمتهم تُعتبر من أفظع الجرائم {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ}. فجريمة التجرّؤ على الله وتزييف الحقيقة وإسقاطها في الحياة لا تعادلها جريمة.
* من كتاب "حركة النبوّة في مواجهة الانحراف".