كتابات
10/08/2020

ما معنى "الصّراط" وما حقيقته؟

ما معنى "الصّراط" وما حقيقته؟

الصّراط لغةً هو الطّريق، وقد ورد في القرآن الكريم عدّة آيات متضمّنة لمفردة الصّراط. يقول سبحانه: ?وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى? صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ?، ومنها قوله تعالى: ?اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ?، ?وَأَنَّ هَ?ذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ?.

فالصّراط يعني السبيل والطريق إلى الخير أو الشرّ، وبحسب ما ورد من روايات، فإنّ الصّراط جسر على جهنَّم في طريق الجنَّة، ويرده كلّ برٍّ وفاجرٍ، فالأبرار يمرُّون عليه بسرعة، أمَّا الفجَّار، فتزلُّ أقدامهم ويتردّون في نار جهنَّم.

وورد في روايات أنَّه أدقُّ من الشّعرة، وأحَدُّ من السّيف، وأشدُّ حرارة من النَّار، وأنَّ المؤمنين الخلَّص يمرُّون عليه بسهولة، كالبرق الخاطف، بخلاف البعض الآخر.

وهناك روايات حاولت الإشارة إلى وجود صراطين؛ واحد للدنيا، وآخر للآخرة، كما في الرواية عن الإمام الحسن بن عليّ العسكري (ع): "والصِّراط المستقيم صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة. أمَّا الصّراط المستقيم في الدنيا، فهو ما قصر عن الغلوّ، وارتفع عن التّقصير، واستقام فلم يعدل إلى شيءٍ من الباطل, وأمَّا الطريق الآخر، فهو طريق المؤمنين إلى الجنَّة".

وهناك روايات حاولت نقل صورة تقريبيّة وحسيّة عن طبيعة هذا الصّراط، كما في رواية عن الإمام الصّادق (ع) أنه قال: "النَّاس يمرُّون على الصّراط طبقات، والصراط أدقُّ من الشّعر، وأحدُّ من السيف، فمنهم من يمشي عليه مثل البرق، ومنهم من يمرُّ عليه مثل عدو الفرس، ومنهم من يمرُّ حبواً، ومنهم من يمرُّ مشياً، ومنهم من يمرُّ متعلِّقا قد تأخذ النَّار منه شيئاً وتترك شيئاً".

هذا، ويقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) بأنّ القرآن الكريم يتحدّث عن الصّراط بما يعبّر عن فكرة قيامة البشر وسيرهم على طريق الخير أو الشّرّ، وهذا الصّراط على حقيقته، لا يعلم طبيعته بالظبط إلا الخالق تعالى، فهو من شؤون الغيب المختصّة بعلمه. كما يضيف بأنّ الصّراط قد يقصد به طريق الهدى والرّشاد، أي طريق الاسلام الذي يهدي النّاس إلى ما فيه خيرهم وفلاحهم في الدّنيا والآخرة. يقول سماحته:

"قد ذكرت الروايات تفاصيل للصّراط الذي تسير عليه الخلائق يوم القيامة، لكن لا يراد به في القرآن أكثر من كونه جزءاً من مشاهد القيامة. والصّراط من شؤون الغيب، وذلك إضافةً إلى أنه يراد به أحياناً الإسلام نفسه من حيث هو طريق الهدى الحقّ".[استفتاءات عقيديّة].

كم من أناس لا يهتدون طريقاً، وخسروا وضوح الرؤية والموقف في دنياهم، فلا صراط لهم، بل استحقّوا السقوط في الدنيا والآخرة، لأنهم لم يلجأوا إلى ركن وثيق من خلق واستقامة ودين ووعي.

لا يمكن أن نقترب من الصّراط المستقيم أو أن نكون من أهله، ونحن في واقعنا ممن يستحقّون غضب الله وسخطه، بفعل أنانيّاتنا وذاتيّاتنا ومصالحنا وأهوائنا، فصراطنا في الدّنيا نحن نصنعه بتقوانا، وصراطنا في الآخرة هو ما قدَّمناه في دنيانا من عمل صالح وكلم طيب، بحيث نجتاز كلّ المواقف ونحصل على رضوان الله تعالى.

الصّراط لغةً هو الطّريق، وقد ورد في القرآن الكريم عدّة آيات متضمّنة لمفردة الصّراط. يقول سبحانه: ?وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى? صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ?، ومنها قوله تعالى: ?اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ?، ?وَأَنَّ هَ?ذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ?.

فالصّراط يعني السبيل والطريق إلى الخير أو الشرّ، وبحسب ما ورد من روايات، فإنّ الصّراط جسر على جهنَّم في طريق الجنَّة، ويرده كلّ برٍّ وفاجرٍ، فالأبرار يمرُّون عليه بسرعة، أمَّا الفجَّار، فتزلُّ أقدامهم ويتردّون في نار جهنَّم.

وورد في روايات أنَّه أدقُّ من الشّعرة، وأحَدُّ من السّيف، وأشدُّ حرارة من النَّار، وأنَّ المؤمنين الخلَّص يمرُّون عليه بسهولة، كالبرق الخاطف، بخلاف البعض الآخر.

وهناك روايات حاولت الإشارة إلى وجود صراطين؛ واحد للدنيا، وآخر للآخرة، كما في الرواية عن الإمام الحسن بن عليّ العسكري (ع): "والصِّراط المستقيم صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة. أمَّا الصّراط المستقيم في الدنيا، فهو ما قصر عن الغلوّ، وارتفع عن التّقصير، واستقام فلم يعدل إلى شيءٍ من الباطل, وأمَّا الطريق الآخر، فهو طريق المؤمنين إلى الجنَّة".

وهناك روايات حاولت نقل صورة تقريبيّة وحسيّة عن طبيعة هذا الصّراط، كما في رواية عن الإمام الصّادق (ع) أنه قال: "النَّاس يمرُّون على الصّراط طبقات، والصراط أدقُّ من الشّعر، وأحدُّ من السيف، فمنهم من يمشي عليه مثل البرق، ومنهم من يمرُّ عليه مثل عدو الفرس، ومنهم من يمرُّ حبواً، ومنهم من يمرُّ مشياً، ومنهم من يمرُّ متعلِّقا قد تأخذ النَّار منه شيئاً وتترك شيئاً".

هذا، ويقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) بأنّ القرآن الكريم يتحدّث عن الصّراط بما يعبّر عن فكرة قيامة البشر وسيرهم على طريق الخير أو الشّرّ، وهذا الصّراط على حقيقته، لا يعلم طبيعته بالظبط إلا الخالق تعالى، فهو من شؤون الغيب المختصّة بعلمه. كما يضيف بأنّ الصّراط قد يقصد به طريق الهدى والرّشاد، أي طريق الاسلام الذي يهدي النّاس إلى ما فيه خيرهم وفلاحهم في الدّنيا والآخرة. يقول سماحته:

"قد ذكرت الروايات تفاصيل للصّراط الذي تسير عليه الخلائق يوم القيامة، لكن لا يراد به في القرآن أكثر من كونه جزءاً من مشاهد القيامة. والصّراط من شؤون الغيب، وذلك إضافةً إلى أنه يراد به أحياناً الإسلام نفسه من حيث هو طريق الهدى الحقّ".[استفتاءات عقيديّة].

كم من أناس لا يهتدون طريقاً، وخسروا وضوح الرؤية والموقف في دنياهم، فلا صراط لهم، بل استحقّوا السقوط في الدنيا والآخرة، لأنهم لم يلجأوا إلى ركن وثيق من خلق واستقامة ودين ووعي.

لا يمكن أن نقترب من الصّراط المستقيم أو أن نكون من أهله، ونحن في واقعنا ممن يستحقّون غضب الله وسخطه، بفعل أنانيّاتنا وذاتيّاتنا ومصالحنا وأهوائنا، فصراطنا في الدّنيا نحن نصنعه بتقوانا، وصراطنا في الآخرة هو ما قدَّمناه في دنيانا من عمل صالح وكلم طيب، بحيث نجتاز كلّ المواقف ونحصل على رضوان الله تعالى.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية