كتابات
21/09/2020

هل الشّقاء قدر مكتوب على الإنسان؟!

هل الشّقاء قدر مكتوب على الإنسان؟!

[يشرح سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) معنى الحديث: "الشقيّ شقيّ في بطن أُمّه"، مبيِّناً المقصود من هذا الحديث، فيقول:]

معنى ذلك أنَّ الله تبارك وتعالى يعلم ما يصنعه هذا الإنسان. وهناك فرق بين أن يخلقه شقيّاً رغماً عنه فهو جبر، وبين أن يعطيه عقلاً وإرادةً {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان: 3]، {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[البلد: 8 ـ10]، {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 256].

نعم، إنّ الله يعلم أنّ هذا سيختار الشّقاء بمحض إرادته، لكن ليس معنى ذلك أنَّ الله فرض عليه الشّقاء فرضاً. وإذا أردنا أن نقرّب الصّورة بوسيلة إيضاح، فنقول إنَّ مثل ذلك كمثل من يحدس أنّ طالباً في المدرسة سوف لن ينجح، لمقدّمات يقدّرها في وضعه، فإذا حصل ورسب هذا التّلميذ، فلا يعني ذلك أنّ من حدس فشله ورسوبه هو الذي قدّر ذلك.

فعلم الله سبحانه وتعالى بالمستقبل، كعلمه بالحاضر والماضي، وهذا لا ينافي الاختيار، أي أنّ الله يعلم أنَّ هذا سيختار الشّقاء، وهو جنين في بطن أُمّه.

أمّا لماذا خلقه، فلأن شروط الخلق موجودة، ولأنّ الله كريم يعطي الحياة لمن يشاء، ويعطيه العقل والإرادة، وينزل عليه الوحي من خلال رسله، حتى يعاون عقله وإرادته في مشروع هدايته {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[النحل: 118].

* من كتاب "العقائد".

[يشرح سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) معنى الحديث: "الشقيّ شقيّ في بطن أُمّه"، مبيِّناً المقصود من هذا الحديث، فيقول:]

معنى ذلك أنَّ الله تبارك وتعالى يعلم ما يصنعه هذا الإنسان. وهناك فرق بين أن يخلقه شقيّاً رغماً عنه فهو جبر، وبين أن يعطيه عقلاً وإرادةً {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان: 3]، {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[البلد: 8 ـ10]، {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 256].

نعم، إنّ الله يعلم أنّ هذا سيختار الشّقاء بمحض إرادته، لكن ليس معنى ذلك أنَّ الله فرض عليه الشّقاء فرضاً. وإذا أردنا أن نقرّب الصّورة بوسيلة إيضاح، فنقول إنَّ مثل ذلك كمثل من يحدس أنّ طالباً في المدرسة سوف لن ينجح، لمقدّمات يقدّرها في وضعه، فإذا حصل ورسب هذا التّلميذ، فلا يعني ذلك أنّ من حدس فشله ورسوبه هو الذي قدّر ذلك.

فعلم الله سبحانه وتعالى بالمستقبل، كعلمه بالحاضر والماضي، وهذا لا ينافي الاختيار، أي أنّ الله يعلم أنَّ هذا سيختار الشّقاء، وهو جنين في بطن أُمّه.

أمّا لماذا خلقه، فلأن شروط الخلق موجودة، ولأنّ الله كريم يعطي الحياة لمن يشاء، ويعطيه العقل والإرادة، وينزل عليه الوحي من خلال رسله، حتى يعاون عقله وإرادته في مشروع هدايته {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[النحل: 118].

* من كتاب "العقائد".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية