كتابات
29/11/2020

هل يبرّر العقل وجود الله؟!

هل يبرّر العقل وجود الله؟!

[إذا لم يصل العقل إلى وجود الله، فهل يغفر الله هذا، وخصوصاً أنّ العقل لا يأخذ بالمسلّمات؟].

هل يمكن أن نفكّر في أنّ عقلاً يحترم نفسه لا يؤمن بالله؟! إنّ مسألة وجود الله تمثِّل العنصر الّذي يبرّر وجود الكون، لأنّنا لو درسنا طبيعة هذا الكون الماديّة، فإنّنا نجد أنّ كلّ مفردة من مفرداته لا تحمل في داخلها جذوراً حتميّة لوجودها.

ولكنّ المناطقة أو الفلاسفة يقولون (إنّ الممكن هو الذي يكون وجوده ليس ضروريّاً وعدمه ليس ضروريّاً)، يعني لو لم يوجد فلا مشكلة، أي أنّنا نفرض أنّ الجبال لم تكن موجودة، فهل هناك حتميّة تفرض وجودها بحسب طبيعتها، أو كان وجودها ليس حتميّاً، وعدمها ليس حتميّاً، فهل يمكن أن توجد؟ ولو انطلقنا إلى البحار والأنهار والإنسان وكلّ هذه الكائنات... هل وجودها حتميّ أم ليس حتميّاً؟ هل عدمها حتميّ أم ليس حتميّاً؟...

وهكذا، فإذا كانت كلّ الأشياء تتساوى فيها فرضيّة الوجود والعدم، فمن الّذي يرجّح جانبها الآخر؟ فإمّا أن تكون الأشياء بحسب طبيعتها تحمل في داخلها حتميّة الوجود، فنقول إنها حتميّة في ذاتيّتها، أو إنّ كلّ الأشياء تتساوى عندما ندرسها في ذاتها من حيث الوجود والعدم، وعند ذلك، فإنّ فرضيّة الوجود تساوي فرضيّة العدم، الأمر الذي يتطلّب وجود قوّة من خارج ذاتها يغلّب جانب الوجود على جانب العدم. إنّ هذه القوّة هي الله تعالى.

هناك من الناس من يسأل عن الله من أوجده؟ هل أوجد نفسه؟ من الطبيعيّ أنه لو لم يكن الإله لما كان هناك كون، كون فرضيّة وجود الإله هي التي تبرّر وجود الكون. وإذا كنّا نعرف أنّ الكون ممكن لأنّه تحت تجربتنا، إلا أننا لا نستطيع أن نقول بأنّ الله ممكن، لأنّ الله ضروريّ في تبرير الكون، ولذلك، يجب أن يكون الله واجب الوجود، فهو يختزن في داخل ذاته حتميّة وجوده، لأننا عندما نريد أن نتسلسل، نقول إنّ الكون خلقه الله، ولنفرض مثلاً أنّ هذا الذي نسمّيه الله خلقه شخص! وهكذا، فلا بدّ ـ في النهاية ـ من أن نصل إلى شيء ثابت ولا نظلّ معلّقين في الهواء... لا بدّ أن نصل إلى مصدر الخلق، وإلا لا نجد شيئاً. فإذاً، لا بدّ أن يكون الله (واجب الوجود)، وكلّ شيء نتصوّره (ممكن الوجود)، فهو ليس الله، فالله سبحانه هو الّذي نتصوّره عندما نسير مع سلسلة الفرضيّات إلى آخر السّلسلة، فلماذ يشكّ الناس في هذه المسألة؟ وفي الواقع، أنا أحتاج إلى خالق، لأنّ وجودي ليس وجوداً ينطلق من حتميّة ذاتيّة، فلو لم أوجد، لما كانت هناك مشكلة، ولو وجدت، لما كانت هناك مشكلة، لكنّ الله لو لم يوجد لما وجد الكون.

فالعقل لا بدّ أن يميّز من خلال الفطرة السّليمة، ومن خلال التجارب، لأنَّ هناك عقل التجارب، وهناك عقل الذّات، وكلاهما ينطلقان من عند الله سبحانه وتعالى. لكنّ البعض لا يستسلم لفطرته، ولا يستسلم لدراسة موضوعيّة للمسألة، فنحن لا نريد أن نقول للعقل سلّم من دون أساس، بل نقول للعقل شكّك في كلّ شيء، لأنَّ الشّكّ طريق العقل، علماً أنّ الأسلوب القرآني مع الكفّار كان أسلوب الشّكّ {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى? هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[سبأ: 24]. ومعنى ذلك، أنّ الله يعلّم النبيّ (ص)  أن يكون أسلوبه هو أن يقدّم نفسه إلى الطرف الآخر شاكّاً، وهو {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ}[الزمر: 33]، لكنّه أسلوب حوار يشمل شكّاً آخر، فإذا انطلق شخصان يبحثان عن الحقيقة، فسيلتقيان باليقين.

وفي هذا المجال، نحن نقول إنّ هناك شكّاً سلبيّاً وشكّاً إيجابيّاً، والشّكّ السّلبيّ هو شكّ الإنسان الذي يريد أن يشكّ ولا يريد أن يتحرّى، والشّكّ الإيجابي هو الشّكّ الباحث، وهو الشّك ّالمتأمّل، ولا بدّ أن يصل إلى نتيجة.

[إذا لم يصل العقل إلى وجود الله، فهل يغفر الله هذا، وخصوصاً أنّ العقل لا يأخذ بالمسلّمات؟].

هل يمكن أن نفكّر في أنّ عقلاً يحترم نفسه لا يؤمن بالله؟! إنّ مسألة وجود الله تمثِّل العنصر الّذي يبرّر وجود الكون، لأنّنا لو درسنا طبيعة هذا الكون الماديّة، فإنّنا نجد أنّ كلّ مفردة من مفرداته لا تحمل في داخلها جذوراً حتميّة لوجودها.

ولكنّ المناطقة أو الفلاسفة يقولون (إنّ الممكن هو الذي يكون وجوده ليس ضروريّاً وعدمه ليس ضروريّاً)، يعني لو لم يوجد فلا مشكلة، أي أنّنا نفرض أنّ الجبال لم تكن موجودة، فهل هناك حتميّة تفرض وجودها بحسب طبيعتها، أو كان وجودها ليس حتميّاً، وعدمها ليس حتميّاً، فهل يمكن أن توجد؟ ولو انطلقنا إلى البحار والأنهار والإنسان وكلّ هذه الكائنات... هل وجودها حتميّ أم ليس حتميّاً؟ هل عدمها حتميّ أم ليس حتميّاً؟...

وهكذا، فإذا كانت كلّ الأشياء تتساوى فيها فرضيّة الوجود والعدم، فمن الّذي يرجّح جانبها الآخر؟ فإمّا أن تكون الأشياء بحسب طبيعتها تحمل في داخلها حتميّة الوجود، فنقول إنها حتميّة في ذاتيّتها، أو إنّ كلّ الأشياء تتساوى عندما ندرسها في ذاتها من حيث الوجود والعدم، وعند ذلك، فإنّ فرضيّة الوجود تساوي فرضيّة العدم، الأمر الذي يتطلّب وجود قوّة من خارج ذاتها يغلّب جانب الوجود على جانب العدم. إنّ هذه القوّة هي الله تعالى.

هناك من الناس من يسأل عن الله من أوجده؟ هل أوجد نفسه؟ من الطبيعيّ أنه لو لم يكن الإله لما كان هناك كون، كون فرضيّة وجود الإله هي التي تبرّر وجود الكون. وإذا كنّا نعرف أنّ الكون ممكن لأنّه تحت تجربتنا، إلا أننا لا نستطيع أن نقول بأنّ الله ممكن، لأنّ الله ضروريّ في تبرير الكون، ولذلك، يجب أن يكون الله واجب الوجود، فهو يختزن في داخل ذاته حتميّة وجوده، لأننا عندما نريد أن نتسلسل، نقول إنّ الكون خلقه الله، ولنفرض مثلاً أنّ هذا الذي نسمّيه الله خلقه شخص! وهكذا، فلا بدّ ـ في النهاية ـ من أن نصل إلى شيء ثابت ولا نظلّ معلّقين في الهواء... لا بدّ أن نصل إلى مصدر الخلق، وإلا لا نجد شيئاً. فإذاً، لا بدّ أن يكون الله (واجب الوجود)، وكلّ شيء نتصوّره (ممكن الوجود)، فهو ليس الله، فالله سبحانه هو الّذي نتصوّره عندما نسير مع سلسلة الفرضيّات إلى آخر السّلسلة، فلماذ يشكّ الناس في هذه المسألة؟ وفي الواقع، أنا أحتاج إلى خالق، لأنّ وجودي ليس وجوداً ينطلق من حتميّة ذاتيّة، فلو لم أوجد، لما كانت هناك مشكلة، ولو وجدت، لما كانت هناك مشكلة، لكنّ الله لو لم يوجد لما وجد الكون.

فالعقل لا بدّ أن يميّز من خلال الفطرة السّليمة، ومن خلال التجارب، لأنَّ هناك عقل التجارب، وهناك عقل الذّات، وكلاهما ينطلقان من عند الله سبحانه وتعالى. لكنّ البعض لا يستسلم لفطرته، ولا يستسلم لدراسة موضوعيّة للمسألة، فنحن لا نريد أن نقول للعقل سلّم من دون أساس، بل نقول للعقل شكّك في كلّ شيء، لأنَّ الشّكّ طريق العقل، علماً أنّ الأسلوب القرآني مع الكفّار كان أسلوب الشّكّ {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى? هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[سبأ: 24]. ومعنى ذلك، أنّ الله يعلّم النبيّ (ص)  أن يكون أسلوبه هو أن يقدّم نفسه إلى الطرف الآخر شاكّاً، وهو {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ}[الزمر: 33]، لكنّه أسلوب حوار يشمل شكّاً آخر، فإذا انطلق شخصان يبحثان عن الحقيقة، فسيلتقيان باليقين.

وفي هذا المجال، نحن نقول إنّ هناك شكّاً سلبيّاً وشكّاً إيجابيّاً، والشّكّ السّلبيّ هو شكّ الإنسان الذي يريد أن يشكّ ولا يريد أن يتحرّى، والشّكّ الإيجابي هو الشّكّ الباحث، وهو الشّك ّالمتأمّل، ولا بدّ أن يصل إلى نتيجة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية