كتابات
09/12/2020

هل معرفة الله أمرٌ نظريّ أم فطريّ؟!

هل معرفة الله أمرٌ نظريّ أم فطريّ؟!

[هل تعتبر معرفة الله أمراً نظريّاً وليست أمرًا بالفطرة؟]

من قال إنَّ معرفة الله نظريَّة؟! لكن، إذا كنتم تريدون أن تعرفوا الله بالفلسفة، فإنَّ الفلسفة قد تدخلكم في متاهاتٍ قد لا تصلون بها إلى شيء.

لكنّ معرفة الله فطريَّة جدّاً، فلقد قيل لامرأةٍ، وكان لها مغزلٌ تغزل به الصّوف: كيف تستدلّين على وجود الله؟ قالت: "بهذا المغزل، إن حرّكته تحرَّك، وإن سكَّنته سكن". فهل من المعقول أن الدنيا تتحرّك في نظام دقيق بدون قوّة تحركها؟!

كما يقال إنّ إعرابياً في الصّحراء، لا يملك أيّ ثقافة، سُئِل: كيف تستدلّ على وجود الله؟ قال: "البعرة تدلّ على البعير، وأثر الأقدام يدلّ على المسير، أفسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدلّان على اللّطيف الخبير؟!".

وقد سئل الإمام الصّادق (ع) من قبل شخصٍ أراد أن يدلّه على الله، فقال: "هل ركبت سفينة قطّ؟ قال: بلى، قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك؟ قال: بلى. قال: فهل تعلَّق قلبك هناك أنّ شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلِّصك من ورطتك؟ قال: بلى. قال الصّادق (ع): فذلك الشّيء هو الله القادر على الإنجاء حين لا منجي، وعلى الإغاثة حين لا مغيث"[1]. فأنت تعلم لا شعوريّاً بوجوده ما دام قلبك ينبض وينطلق نحو الله بالفطرة.

ويقول أحد الشّعراء في هذا المعنى:

  يقولون بالبرهان آمنَ معشـرٌ             وما نفعُ إيمانٍ يجـيء ببرهانِ

  فما أنا في ما يدرك العقل مؤمنٌ         ولكنَّما من فوق عقلي إيماني

  ولما قضى الوجدان بالدِّين للورى         طرحت دليلي واقتنعت بوجداني

  فيا ساحل البحر الذي أنا غارقٌ                بلجّته لا بدَّ مـن ساحلٍ ثانِ

إنّ الإسلام دين الفطرة، ولذلك، فمعرفة الله لا تحتاج إلى أدلّة، ولكنّ الأدلّة التي تقام على ذلك، تنطلق من خلال محاولة إيقاظ الفطرة بالدّليل.

*من كتاب "مسائل عقيديّة".


[1]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 64، ص 137.

[هل تعتبر معرفة الله أمراً نظريّاً وليست أمرًا بالفطرة؟]

من قال إنَّ معرفة الله نظريَّة؟! لكن، إذا كنتم تريدون أن تعرفوا الله بالفلسفة، فإنَّ الفلسفة قد تدخلكم في متاهاتٍ قد لا تصلون بها إلى شيء.

لكنّ معرفة الله فطريَّة جدّاً، فلقد قيل لامرأةٍ، وكان لها مغزلٌ تغزل به الصّوف: كيف تستدلّين على وجود الله؟ قالت: "بهذا المغزل، إن حرّكته تحرَّك، وإن سكَّنته سكن". فهل من المعقول أن الدنيا تتحرّك في نظام دقيق بدون قوّة تحركها؟!

كما يقال إنّ إعرابياً في الصّحراء، لا يملك أيّ ثقافة، سُئِل: كيف تستدلّ على وجود الله؟ قال: "البعرة تدلّ على البعير، وأثر الأقدام يدلّ على المسير، أفسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدلّان على اللّطيف الخبير؟!".

وقد سئل الإمام الصّادق (ع) من قبل شخصٍ أراد أن يدلّه على الله، فقال: "هل ركبت سفينة قطّ؟ قال: بلى، قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك؟ قال: بلى. قال: فهل تعلَّق قلبك هناك أنّ شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلِّصك من ورطتك؟ قال: بلى. قال الصّادق (ع): فذلك الشّيء هو الله القادر على الإنجاء حين لا منجي، وعلى الإغاثة حين لا مغيث"[1]. فأنت تعلم لا شعوريّاً بوجوده ما دام قلبك ينبض وينطلق نحو الله بالفطرة.

ويقول أحد الشّعراء في هذا المعنى:

  يقولون بالبرهان آمنَ معشـرٌ             وما نفعُ إيمانٍ يجـيء ببرهانِ

  فما أنا في ما يدرك العقل مؤمنٌ         ولكنَّما من فوق عقلي إيماني

  ولما قضى الوجدان بالدِّين للورى         طرحت دليلي واقتنعت بوجداني

  فيا ساحل البحر الذي أنا غارقٌ                بلجّته لا بدَّ مـن ساحلٍ ثانِ

إنّ الإسلام دين الفطرة، ولذلك، فمعرفة الله لا تحتاج إلى أدلّة، ولكنّ الأدلّة التي تقام على ذلك، تنطلق من خلال محاولة إيقاظ الفطرة بالدّليل.

*من كتاب "مسائل عقيديّة".


[1]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 64، ص 137.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية