كتابات
16/10/2023

الأهلُ والمربُّون مطالبونَ بتجديدِ أساليبِ التَّربية

العائلة

يفترض بنا أنْ نعيش حالة طوارئ لجهة تجديد الأساليب التي نعتمدها في التربية، ذلك أنّ مشكلة المربّين عندنا، سواء كانوا علماء دين أو أساتذة أو أهل، أنّهم ما زالوا يعتمدون الأساليب التقليديَّة، في وقتٍ نجد أنّ الولد ينمو في أجواء مختلفة تماماً عمّا كانت عليه الأمور في السَّابق.
من هنا، علينا أنْ نلاحق المتغيّرات بكلِّ ما تطرحه من إشكالات جديدة، ونضع العلاجات لذلك، تماماً كما يفعل الطَّبيب مع الجراثيم التي تتطوَّر وتستوعب المضادّات التي استعملت للقضاء عليها. إنَّ علينا أنْ نلاحق ذلك، فإنَّ تكرار استعمال مضادّ حيويّ في مكافحة أيّ جسم جرثوميّ ـــ كما نعلم ـــ يؤدّي إلى تعايشه مع المضادّات، بحيث يكفّ المضادّ عن كونه مضادّاً، وهنا يكون من واجب الطَّبيب خلق مضادّات حيويّة جديدة.
كذلك الأمر في القضايا التربويَّة والأخلاقيَّة والروحيَّة، فإنّ مشكلة كثير من النَّاس الذين يسقطون أمام الضّغوط، أنّهم يستعملون في مواجهة المشاكل الَّتي تصادفهم الأسلوب الوحيد الذي توارثوه أو تعلَّموه من الغير، ولا يفكِّرون في إنتاج حلٍّ جديد لمشاكلهم المستجدَّة. إنّنا عندما ندرس حركة الاكتشافات التي تلاحق المرض، نتعلَّم أنَّ مواجهة المشاكل تحتاج إلى تطوير في وسائل العلاج والمواجهة مع تطوُّر المشاكل والأمراض.
لا بدَّ للأهل، إضافةً إلى المؤسّسات التي تتولّى مهمّة التربية، أن يعملوا على التشاور فيما بينهم، كي يتمكَّنوا من السيطرة على المشاكل، سواء كانوا علماء دين أو علماء نفس أو علماء اجتماع وتربية وما إلى ذلك.
إنَّ شعور الأهل والمربّين بالإحباط [نتيجة طغيان تأثير البيئة على أولادهم] ليس بالأمر المبرَّر، على الرغم من تعقُّد الحياة اليوم، ومشكلة الأهالي والمربّين، عموماً، أنّهم لا يستنفدون جهدهم في المحاولة.. ففي الإسلام مبدأ راسخ يدعونا إلى عدم اليأس من إمكانيَّة الوصول، وهو أمر يمكن أن نستفيده من تجارب الأنبياء الذين يمثّلون الرمز للإنسان الذي نبحث عنه، ويفترض أن نستمرَّ في البحث عنه إلى أنْ نلتقي به ولا نيأس مهما واجهنا من تجارب فاشلة.
وربّما نستفيد هذا المعنى من تجربة النبيّ نوح (ع) الذي عاش تسعمائة وخمسين سنة وهو يجرّب، حتّى إذا استنفد كلّ المحاولات، دعا ربَّه أن يغيِّر المجتمع. إنَّ فشل ألف تجربة لا يعني فشل الفكرة، فلنجرِّب المرة الواحدة بعد الألف.
 
* من كتاب "دنيا الطّفل".
يفترض بنا أنْ نعيش حالة طوارئ لجهة تجديد الأساليب التي نعتمدها في التربية، ذلك أنّ مشكلة المربّين عندنا، سواء كانوا علماء دين أو أساتذة أو أهل، أنّهم ما زالوا يعتمدون الأساليب التقليديَّة، في وقتٍ نجد أنّ الولد ينمو في أجواء مختلفة تماماً عمّا كانت عليه الأمور في السَّابق.
من هنا، علينا أنْ نلاحق المتغيّرات بكلِّ ما تطرحه من إشكالات جديدة، ونضع العلاجات لذلك، تماماً كما يفعل الطَّبيب مع الجراثيم التي تتطوَّر وتستوعب المضادّات التي استعملت للقضاء عليها. إنَّ علينا أنْ نلاحق ذلك، فإنَّ تكرار استعمال مضادّ حيويّ في مكافحة أيّ جسم جرثوميّ ـــ كما نعلم ـــ يؤدّي إلى تعايشه مع المضادّات، بحيث يكفّ المضادّ عن كونه مضادّاً، وهنا يكون من واجب الطَّبيب خلق مضادّات حيويّة جديدة.
كذلك الأمر في القضايا التربويَّة والأخلاقيَّة والروحيَّة، فإنّ مشكلة كثير من النَّاس الذين يسقطون أمام الضّغوط، أنّهم يستعملون في مواجهة المشاكل الَّتي تصادفهم الأسلوب الوحيد الذي توارثوه أو تعلَّموه من الغير، ولا يفكِّرون في إنتاج حلٍّ جديد لمشاكلهم المستجدَّة. إنّنا عندما ندرس حركة الاكتشافات التي تلاحق المرض، نتعلَّم أنَّ مواجهة المشاكل تحتاج إلى تطوير في وسائل العلاج والمواجهة مع تطوُّر المشاكل والأمراض.
لا بدَّ للأهل، إضافةً إلى المؤسّسات التي تتولّى مهمّة التربية، أن يعملوا على التشاور فيما بينهم، كي يتمكَّنوا من السيطرة على المشاكل، سواء كانوا علماء دين أو علماء نفس أو علماء اجتماع وتربية وما إلى ذلك.
إنَّ شعور الأهل والمربّين بالإحباط [نتيجة طغيان تأثير البيئة على أولادهم] ليس بالأمر المبرَّر، على الرغم من تعقُّد الحياة اليوم، ومشكلة الأهالي والمربّين، عموماً، أنّهم لا يستنفدون جهدهم في المحاولة.. ففي الإسلام مبدأ راسخ يدعونا إلى عدم اليأس من إمكانيَّة الوصول، وهو أمر يمكن أن نستفيده من تجارب الأنبياء الذين يمثّلون الرمز للإنسان الذي نبحث عنه، ويفترض أن نستمرَّ في البحث عنه إلى أنْ نلتقي به ولا نيأس مهما واجهنا من تجارب فاشلة.
وربّما نستفيد هذا المعنى من تجربة النبيّ نوح (ع) الذي عاش تسعمائة وخمسين سنة وهو يجرّب، حتّى إذا استنفد كلّ المحاولات، دعا ربَّه أن يغيِّر المجتمع. إنَّ فشل ألف تجربة لا يعني فشل الفكرة، فلنجرِّب المرة الواحدة بعد الألف.
 
* من كتاب "دنيا الطّفل".
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية