عندما بدأت المقاومة ضدّ "إسرائيل"، والمقاومة الإسلاميَّة بالذات، كان التفكير أنها ليست مشروع حركة تواجه الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وينتهي كلّ شيء، التَّفكير كان أن تصبح هذه المقاومة مشروع حركة تواجه "إسرائيل" والاستعمار كمشروع في المنطقة والعالـم، أن تصبح مقاومة تمثِّل الامتداد في فكر الإنسان وروحه وحياته، فلا تختنق في داخل مرحلة معيَّنة، بل تحاول أن تتحرّك عبر الأجيال، لينقلها جيلٌ إلى جيل، حتى تتكامل الحركة في العالمين الإسلامي والمستضعف، ولتستطيع في نهاية المطاف إسقاط "إسرائيل" والاستعمار كمشروع.
تلك كانت الفكرة، فكرة لا يعيش فيها الإنسان على مستوى الخيال والأحلام، بل تنطلق من حيث انطلقت الرّسالة، وانطلق الرسول (ص)؛ كان فرداً، وكان الكفر يشمل معظم العالم، وكان الرَّسول (ص) يفكِّر أن يحتوي الإسلامُ العالم، ربما لم يحتوِ الإسلام العالم كلَّه، ولكنَّه فرض نفسه على واقع الفكر والحركة في العالم.. لهذا نقول: ليس خيالاً ما يفكِّر فيه المصلحون والثَّائرون في امتداد المستقبل.
القضيّة الأساسيَّة هي أن يتحرَّك المصلحون والمقاومون والثَّائرون من خلال آفاق الأمَّة، لا من خلال آفاق الفئة. إيّاكم أن تكونوا فئة تُشعرون أنفسكم بأنَّ لكم إطاراً يفصلكم عن أيِّ إطار في الأمَّة أو عن الأمَّة. فكِّروا أن تكونوا حركة الأمَّة في العمق والامتداد، لأنَّ الَّذي يفكِّر بعقليَّة الفئة، سوف يختنق في داخل أحقاد وحساسيَّات الفئة، ويتحوَّل إلى مجرَّد كتلة في زاوية صغيرة من زوايا السَّاحة، لا أن يكون الساحة كلّها.
لهذا، فإنَّ مشروع أن تغيِّر العالم من خلال المقاومة، ومشروع أن تطلق المقاومة كحركةٍ وكمشروعٍ يُسقطُ المشروع الإسرائيلي والاستعماري، إنَّ هذا يفرض عليك أن تفتح قلبك للحياة وللأمَّة كلِّها، وأن تفتح عملك للحاضر والمستقبل كلِّه...
إنَّ المسألة تحتاج إلى تكتّل طاقات الأمَّة وقواها في سبيل مواجهة كلِّ الواقع الموجود في المنطقة والعالم، مواجهةً موضوعيَّة واقعيَّة لا تعتمد الحماس والانفعال، ولكنها تدرس المواقع التي تستطيع فيها أن توجِّه ضربة إلى العدوّ هنا وهناك، أن تربك المعادلات التي تحاول أن تستسلم للأمر الواقع...
* من كتاب "إرادة القوَّة".
عندما بدأت المقاومة ضدّ "إسرائيل"، والمقاومة الإسلاميَّة بالذات، كان التفكير أنها ليست مشروع حركة تواجه الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وينتهي كلّ شيء، التَّفكير كان أن تصبح هذه المقاومة مشروع حركة تواجه "إسرائيل" والاستعمار كمشروع في المنطقة والعالـم، أن تصبح مقاومة تمثِّل الامتداد في فكر الإنسان وروحه وحياته، فلا تختنق في داخل مرحلة معيَّنة، بل تحاول أن تتحرّك عبر الأجيال، لينقلها جيلٌ إلى جيل، حتى تتكامل الحركة في العالمين الإسلامي والمستضعف، ولتستطيع في نهاية المطاف إسقاط "إسرائيل" والاستعمار كمشروع.
تلك كانت الفكرة، فكرة لا يعيش فيها الإنسان على مستوى الخيال والأحلام، بل تنطلق من حيث انطلقت الرّسالة، وانطلق الرسول (ص)؛ كان فرداً، وكان الكفر يشمل معظم العالم، وكان الرَّسول (ص) يفكِّر أن يحتوي الإسلامُ العالم، ربما لم يحتوِ الإسلام العالم كلَّه، ولكنَّه فرض نفسه على واقع الفكر والحركة في العالم.. لهذا نقول: ليس خيالاً ما يفكِّر فيه المصلحون والثَّائرون في امتداد المستقبل.
القضيّة الأساسيَّة هي أن يتحرَّك المصلحون والمقاومون والثَّائرون من خلال آفاق الأمَّة، لا من خلال آفاق الفئة. إيّاكم أن تكونوا فئة تُشعرون أنفسكم بأنَّ لكم إطاراً يفصلكم عن أيِّ إطار في الأمَّة أو عن الأمَّة. فكِّروا أن تكونوا حركة الأمَّة في العمق والامتداد، لأنَّ الَّذي يفكِّر بعقليَّة الفئة، سوف يختنق في داخل أحقاد وحساسيَّات الفئة، ويتحوَّل إلى مجرَّد كتلة في زاوية صغيرة من زوايا السَّاحة، لا أن يكون الساحة كلّها.
لهذا، فإنَّ مشروع أن تغيِّر العالم من خلال المقاومة، ومشروع أن تطلق المقاومة كحركةٍ وكمشروعٍ يُسقطُ المشروع الإسرائيلي والاستعماري، إنَّ هذا يفرض عليك أن تفتح قلبك للحياة وللأمَّة كلِّها، وأن تفتح عملك للحاضر والمستقبل كلِّه...
إنَّ المسألة تحتاج إلى تكتّل طاقات الأمَّة وقواها في سبيل مواجهة كلِّ الواقع الموجود في المنطقة والعالم، مواجهةً موضوعيَّة واقعيَّة لا تعتمد الحماس والانفعال، ولكنها تدرس المواقع التي تستطيع فيها أن توجِّه ضربة إلى العدوّ هنا وهناك، أن تربك المعادلات التي تحاول أن تستسلم للأمر الواقع...
* من كتاب "إرادة القوَّة".