لعلّ أكثر الأدوار حيويّة وضرورة [مما يمكن للأمّ أن تقوم به في تربية ولدها اليتيم]، هو مساعدته على أنْ يتجاوز عقدة اليتم في بنيانه النفسي، وذلك من خلال الإيحاء إليه بأنَّ فقد أبيه وإنْ كان مأساة عاطفيَّة، إلَّا أنّها لن تسقط موقعه ونموّه وحركته ولهوه ولعبه، ولن تسقط حاجاته وأحلامه في الحياة، ذلك أنَّ باستطاعة الأمّ من خلال تعاونها مع أقربائه والخيّرين، تعويضه عن كلّ ما فقده. ويمكنها أنْ تعزِّز فيه القبول بفقد أبيه عبر الإيحاء إليه بأنّه يمكن أن يكون في المستقبل صورة أبيه، وأنَّ أباه يوجد به، وما إلى ذلك من إيحاءات لا نريد حصرها بمفردة معيَّنة أو بصيغة خاصَّة. فهذه الإيحاءات كفيلة بإخراجه من الشّعور بالضّعف كونه يتيماً, وكفيلة بحمايته من الشعور بالهامشيَّة الاجتماعيَّة، بحيث لا يتصوَّر نفسه أساساً من الدرجة الثانية بين أترابه في المدرسة أو في الشَّارع، حتّى إذا ما منحته العطفَ، لم تخلط بين العطف والشَّفقة، بحيث يشعر بأنّه كائن ضعيف، يتحدَّث معه الناس بطريقة خاصَّة تختلف عن الطريقة التي يتحدّثون بها مع الآخرين.
على الأمِّ أن تُشْعِر ابنها أنَّ يتمه يمثّل مشكلة حياتيَّة عاديَّة، كالمشاكل الأخرى الَّتي يتعرَّض لها غيره من الأطفال من مرض وغيره، وأنَّه إذا كان قد فَقَدَ أباه، فإنّ هناك مَنْ يفقدون البصر أو السَّمع أو النّطق أو أيّ شيء آخر في الحياة، وهو دور لا يقتصر أداؤه على الأُمّ وحدها، بل يطال المجتمع ككلّ، والأُمّ بالدّرجة الأولى، كونها الشَّخص الأكثر التصاقاً وتأثيراً بالولد.
لا شكّ أنَّ هذا الجهد الكبير الذي تبذله الأمّ في تنمية شخصيَّة اليتيم كي يكون ولَداً خيِّراً ومواطناً صالحاً، وكي يكون إنساناً قويّاً وفاعلاً في مجتمعه، يضاعف أجرها عند الله، لأنّ أداء هذا العمل يتطلَّب جهوداً نفسيَّة وجسديَّة وذهنيَّة كبيرة جدّاً، لذلك فإنَّه يندرج في "أفضل الأعمال أحمزها"، فكلَّما تحمّل الإنسان جهداً أكبر في عمل الخير، فإنَّ الله تعالى يمنحه مقداراً أكبر من الثَّواب والرّضوان.
* من كتاب "دنيا الطفل".
لعلّ أكثر الأدوار حيويّة وضرورة [مما يمكن للأمّ أن تقوم به في تربية ولدها اليتيم]، هو مساعدته على أنْ يتجاوز عقدة اليتم في بنيانه النفسي، وذلك من خلال الإيحاء إليه بأنَّ فقد أبيه وإنْ كان مأساة عاطفيَّة، إلَّا أنّها لن تسقط موقعه ونموّه وحركته ولهوه ولعبه، ولن تسقط حاجاته وأحلامه في الحياة، ذلك أنَّ باستطاعة الأمّ من خلال تعاونها مع أقربائه والخيّرين، تعويضه عن كلّ ما فقده. ويمكنها أنْ تعزِّز فيه القبول بفقد أبيه عبر الإيحاء إليه بأنّه يمكن أن يكون في المستقبل صورة أبيه، وأنَّ أباه يوجد به، وما إلى ذلك من إيحاءات لا نريد حصرها بمفردة معيَّنة أو بصيغة خاصَّة. فهذه الإيحاءات كفيلة بإخراجه من الشّعور بالضّعف كونه يتيماً, وكفيلة بحمايته من الشعور بالهامشيَّة الاجتماعيَّة، بحيث لا يتصوَّر نفسه أساساً من الدرجة الثانية بين أترابه في المدرسة أو في الشَّارع، حتّى إذا ما منحته العطفَ، لم تخلط بين العطف والشَّفقة، بحيث يشعر بأنّه كائن ضعيف، يتحدَّث معه الناس بطريقة خاصَّة تختلف عن الطريقة التي يتحدّثون بها مع الآخرين.
على الأمِّ أن تُشْعِر ابنها أنَّ يتمه يمثّل مشكلة حياتيَّة عاديَّة، كالمشاكل الأخرى الَّتي يتعرَّض لها غيره من الأطفال من مرض وغيره، وأنَّه إذا كان قد فَقَدَ أباه، فإنّ هناك مَنْ يفقدون البصر أو السَّمع أو النّطق أو أيّ شيء آخر في الحياة، وهو دور لا يقتصر أداؤه على الأُمّ وحدها، بل يطال المجتمع ككلّ، والأُمّ بالدّرجة الأولى، كونها الشَّخص الأكثر التصاقاً وتأثيراً بالولد.
لا شكّ أنَّ هذا الجهد الكبير الذي تبذله الأمّ في تنمية شخصيَّة اليتيم كي يكون ولَداً خيِّراً ومواطناً صالحاً، وكي يكون إنساناً قويّاً وفاعلاً في مجتمعه، يضاعف أجرها عند الله، لأنّ أداء هذا العمل يتطلَّب جهوداً نفسيَّة وجسديَّة وذهنيَّة كبيرة جدّاً، لذلك فإنَّه يندرج في "أفضل الأعمال أحمزها"، فكلَّما تحمّل الإنسان جهداً أكبر في عمل الخير، فإنَّ الله تعالى يمنحه مقداراً أكبر من الثَّواب والرّضوان.
* من كتاب "دنيا الطفل".