
للوطن في الوعي الفكري والشعوري للإنسان المسلم، خطّان مختلفان؛ خط شعوري عاطفي، يتصل بالجوانب الحميمة الذاتية، الخاضعة للانفعال الداخلي بالأشياء القريبة إلى عاطفته، المتصلة بمكامن الإحساس الذاتي في كيانه. وخط سياسي يلتقي بالمضمون القانوني للأرض، في حدودها الجغرافية الدستورية التي تفصلها عن الأرض الأخرى، التي تملك حدوداً معينة فاصلة، وينفتح على مجموعات بشرية مختلفة في الدين والمذهب والاتجاه السياسي والقومي واللون والعرق، ولكنها تتّحد فيه، ويتقاطع وينفصل في علاقاته بجماعات أخرى أو ببلدان أخرى.
المسلم والوطن
فكيف يواجه الإنسان هذين الخطين، من خلال صفته الإسلامية التي تحدّد له علاقاته بالناس وبالأشياء؟ سنعالج هذه المسألة بعد بلورة النقاط التالية:
أولاً: الخط الشعوري العاطفي
ليس هناك أي إشكال في الخط الأول، لأن الله لا يمنع أحداً من عباده، من أن يألف بعض الأشياء التي تحيط به، لتتحول الألفة إلى علاقة في الذات، وبالتالي إلى حالة عاطفية تحنو وتهفو وترق وتنفتح على كل مفردات الأرض والناس والأشياء، لأن الله لا يريد للإنسان أن يتعقّد في عاطفته، ما دامت المسألة مقتصرة على جانب الإحساس العاطفي، فإذا اقتربت من مواقع الانحراف، لتنتقل إلى التأثير في الخط العملي في الحياة، ردّها الإسلام إلى الخط المستقيم، بالعمل على عقلنة العاطفة وضبطها، وبالتالي، تحريكها في الدائرة الإسلامية، بعيداً عن خط الضلال والانحراف.
وإذا استنطقنا القرآن الكريم، نجد أنّ الكثير من آياته تقرّ بالجانب العاطفي الناتج من الارتباط بين الإنسان والأرض التي يقطنها، فيتحدث عن "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق"، وعن "الذين ظاهروا على إخراجكم"، في لفتة إيحائية إلى الجانب العميق من العاطفة، التي تشد الإنسان إلى داره، بحيث يكون الإخراج منه، أو المناصرة عليه، مشكلة كبيرة قد تبرر الحرب أو المقاطعة أو ما أشبه ذلك.
وفي هذا الجو، قد نستطيع استيحاء الخط الفكري في هذه الدائرة، ذلك أنَّ الإسلام لا يبتعد بالإنسان عن خصوصياته الذاتية العاطفية في مشاعره الإنسانية، فيما يحبّ أو فيما يكره، بل كل ما هنالك، أنه يعمل على تهذيبها بالطريقة التي تركزها وتثبّتها في خط الإيمان، وضمن إطار الفهم التوحيدي للأمور، وإذا ثبت صدق الحديث المشهور المأثور: "حب الوطن من الإيمان"، فإن ذلك يؤكد علاقة العاطفة المتصلة بوطن الإنسان بإيمانه، كذلك الأحاديث الأخرى، مثل: "عمرت البلدان بحب الأوطان"، و"من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه، وحنينه إلى أوطانه"، كذلك ما قاله الرسول(ص) عن مكّة وحبه لها، كل هذه تقر بمشروعية هذه العاطفة، وباعتبارها مسألة طبيعية.
ثانياً: الخط السياسي
وفي الخط الآخر، قد يبرز أمامنا التحفّظ الفكري على بعض المفردات من ناحية المضمون، فهل يعني الالتزام بهذا الخط، أي الخط الفكري الذي لا يبعد الإنسان عن خصوصياته، الابتعاد عن ملاحظة الخصوصية الإسلامية فيه، بحيث لا تمثل المصلحة الإسلامية أية قيمة في تحديد الموقف أو تحريك القضايا في ساحة العلاقات، أو أنه يعني دراسة المسألة من الناحية الإسلامية العامة، التي تلاحظ كل خصوصيات الساحة، وترعى كل المواقع، بكل دقة وحكمة وواقعية، بحيث لا تلغي حقوق كل الناس في قضاياهم المتنوعة المرتبطة بالخطوط العامة؟
قد يطرح البعض في هذا المجال، الاهتمام بالمسألة الإسلامية في قضايا المسلمين، فلا تمثل قضايا غيرهم إلا حالة هامشية في الموقف، لا تثير الكثير من الاهتمام، ولا تدفع إلى المزيد من التحرك، لأن المسألة لدى المسلم، أنه يهتم بأمور المسلمين، فليس معنياً بأمور غيرهم، ولا سيما إذا كانت هناك خلافات في المواقف السياسية أو الاجتماعية أو الجهادية. وقد يطرح بعض آخر المسألة في اتجاه آخر، وهو أن من الصعب في النطاق الوطني الذي يخضع للتنوع في اتجاهاته، أن تفصل جانباً من المشكلة عن جانب آخر، أو تفرّق بين مصلحة المسلمين وغير المسلمين، لأن طبيعة التعقيد السياسي والتداخل الاجتماعي، تجعل الجوانب متداخلة، والمصالح متشابكة، وبذلك، يصبح البعد الوطني بعداً إسلامياً في المسألة السياسية، أو في المسألة الاجتماعية أو غيرهما... فما هو الموقف بين هذين الاتجاهين؟
الوطن في المصطلح السياسي
قد نحتاج في الجواب إلى دراسة المسألة أولاً من ناحية النظرة إلى الوطن في المصطلح السياسي في نظرة الإسلاميين إليه، فقد نلاحظ أن الوطن قد تجاوز معناه اللغوي الضيق في الأرض التي يستوطنها الإنسان، ويتخذها مقراً دائماً بالمعنى الواقعي، الذي يشمل مساحة معينة من الأرض، خاضعة لعنوان البلدة التي تضم بيته وبيوت الناس الآخرين، وهذا هو المعنى الذي يخضع لبعض الأحكام الفقهية في الصلاة والصيام، فقد تحوّل إلى معنى سياسي، يتسع لما تتسع إليه كلمة الدولة، التي تضم عدة بلدان ومساحات جغرافية واسعة أو ضيقة، مما تعارف عليه الناس في تقسيم الأرض إلى دول، من خلال اختلاف الحكم أو النظام أو القومية أو العرق أو نحو ذلك، الأمر الذي يفرض حدوداً للأرض وللعلاقات العامة.
وقد تطور الجانب السياسي في معنى الوطن، في نطاق الدولة، ليتحرك في تأثيره إلى الجانب الشعوري الذي يربي العاطفة الإنسانية لدى المواطنين، ليكون الحسّ الوطني حالة شعورية وجدانية، تملك كل أحاسيسه، وتحدّد له طبيعة علاقاته وأوضاعه، بحيث تذوب ذاته وخصوصياته فيها، فيكون مستعداً لبذل دمه، والتضحية بذاته في سبيل وطنه.
وقد تتحرك التربية لتجعل من الوطنية حالة وثنية، يعبد من خلالها الإنسان الأرض ويخلص لها، تماماً كما يتعبد لله ويخلص له، بعيداً عن كل القضايا المبدئية، بل قد تتطور هذه الحالة لتفرض ضرورة انسجام المبدأ مع مصلحة الوطن، فإذا تعارضت حركة المصلحة الوطنية مع المصلحة الرسالية، فإنَّ الوطن يتقدم على الرسالة، بدلاً من أن تتقدم الرسالة على الوطن، أو يُصار إلى إيجاد حالة من التوازن الواقعي العملي بينهما.
عناصر مكوّنات الوطن
وفي ضوء ذلك، يتحول الوطن إلى عنوان للفرد أو للمجتمع، بحيث يتمايز الناس بأوطانهم، بدلاً من أن يتمايزوا بالعناصر الفكرية أو الأخلاقية أو غيرها... أما العناصر التي على أساسها يطلق على أرض معين يقطنها شعب معيّن، اسم الوطن فهي:
العنصر القومي: فقد يكون هذا العنصر مدخلية في بلورة وطن وكيان سياسي، فيحدّد لهما أرضاً حسب الحدود التي يأخذها حجمه البشري أو الاقتصادي أو السياسي..
وقد يكون العنصر السياسي فيما تتفق عليه بعض القوى أو الدول الكبرى في تقسيم الأرض إلى دول متعددة، من خلال مصالحها الاستراتيجية أو الاقتصادية المتنوعة، التي تفرض وجود مناطق نفوذ متفق بينهم، وقد تكون الطبيعية الجغرافية هي التي تحدد ذلك، تبعاً للحواجز الطبيعية الموجودة على الأرض.
وقد يكون وحدة المعتقد لدى الشعوب، الذي ينبثق عنه نظام سياسي وآخر اجتماعي، تتحدد من خلالهما المواقف والمواقع، في إطار المنهج الواحد، كالعقيدة الإسلامية التي تعتبر العنوان الذي يوحّد المسلمين في وطن واحد، في إطار الخصائص الواقعية التي ترفضها أوضاع البلاد، وتستوعب غير المسلمين، ضمن خطوط عامة وقواعد ثابتة، تكفل لهم الحصول على الحرية والعدالة في نطاق المصلحة العامة، وقد تكون هناك عناصر أخرى غير هذه الأمور.
هذا كله في الإطار النظري، لكن الواقع قد يحصر هذه العناصر في بعضها، تبعاً لمعادلات القوى والدول التي تبقى لها الكلمة الأخيرة، لأنها هي التي تكسبها شرعية القيام والاستمرار، وكذلك الرأي العام، الذي يبقى له بالدرجة الأولى الخيار في تحديد شكل الكيان السياسي الذي يختاره.
النظرة الإسلامية لمفهوم الوطن
ولكن الإسلاميين لا يجدون أساساً فكرياً في الالتزام بهذه الحدود الوطنية، التي تغلق على المسلمين الباب فيما وراء الحدود، فإن النظرة الإسلامية تجد في الأرض متسعاً للإنسان في الإقامة والتحرك في أي مكان فيها، من دون أن يختص بحدود معينة، ويمكن استيحاء هذا المعنى من مدلولات الآيات التالية:
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[1]، وقوله تعالى: {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}[2]، وقوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا}[3]. وقد استوحى ذلك الإمام علي(ع) في بعض كلماته المأثورة المروية عنه في نهج البلاغة: "ليس بلد أولى بك من بلد، خير البلاد ما حملك".
قيام وطن إسلامي محدود
ولكن ذلك لا يمنع وجود مصلحة إسلامية عليا، في التخطيط لوطن محدود بحدود معينة، بصورة مؤقتة، من خلال الظروف التي قد تقتضي التركيز على مساحة معينة، من دون فرق بين أن يكون المسلمون ـ وحدهم ـ هم المتواجدين فيها، أو تكون خليطاً من المسلمين وغيرهم، بحيث تكون الشرعية منطلقة من طبيعة الظروف، لا من طبيعة الأرض، فيلتقي المسلمون على الالتزام به والدفاع عنه، والتحرك في خطوطه السياسية ورعاية أوضاعه الاقتصادية، أو نحو ذلك في العلاقات التي تشدّهم إلى الأوطان الأخرى، من خلال حركة المصلحة في واقع الإنسان المسلم، الذي قد يكون مرتبطاً بواقع إنسان آخر، فيعمل على التكامل والتعاون معه في هذه الحدود الخاصة.
وفي ضوء ذلك، فإن الوطنية مهما بلغت من القيمة المرحلية، فإنها لا تتحول إلى حالة ذاتية في الناحية الفكرية والشعورية، بل تبقى حالة طارئة خاضعة للظروف من حيث العمق والامتداد.
الفهم المحدود للوطن
ولم يكن الإسلاميون بدعاً من الناس في هذا الفهم الواقعي المحدود للمسألة الوطنية، فهناك القوميون الذين يفهمون الوطن الذي يعيشون فيه في الحدود الإقليمية، جزءاً من الوطن القومي الكبير الذي يمتد في كل موقع من مواقع الأمة، ما يجعل تعاملهم مع الوطن خاضعاً للحركة السياسية في الوصول إلى الساحة الواسعة.
وهناك الماركسيون الذين يتجاوزون الوطنية والقومية في عمق تفكيرهم السياسي، المرتكز على قاعدة الخط الأممي في حركة الطبقة العاملة، ما يجعل الحدود الوطنية متحركة في البعد الأممي الكبير.
وإذا كانت المسألة تتحرك في دائرة الظرف، فقد نستطيع أن نقرر عدم وجود حالة ثابتة في حركة المفهوم في الواقع، بل هي حالة متحركة في نطاق الخط الإسلامي الاستراتيجي، في علاقة الداخل بالخارج، وفي امتداد الحدود إلى أبعد من الوضع الذي يحيط بها من الناحية السياسية العامة.
جبهة وطنية
وقد نستطيع الآن أن نحرّك الموضوع على الصعيد الواقعي، لنلتقي بكل القضايا التي يمكن أن تثار سياسياً في المسألة الوطنية، على أساس قضية الحرية بكل فروعها الداخلية والخارجية، فعندما تكون المسألة مثلاً، مسألة احتلال معاد، أو مسألة هيمنة ظالمة، فقد يفرض علينا الواقع أن نتحرك وطنياً بالمعنى الواقعي، لكن في إطار الخط الإسلامي، خدمة لمصالح المسلمين والمستضعفين من غير المسلمين، وقد يملي علينا هذا التحرك، الدخول في جبهة وطنية مع القوى السياسية الأخرى، التي لا تلتقي معنا فكرياً، ولكن بشروطنا الإسلامية الفكرية والسياسية، التي لا تتعارض مع الآخرين، فنشترك في تحرير هذا البلد، كمرحلة من تحرير المنطقة، أو في هدم النظام الجائر الذي يضغط على حياة الناس.
الخصوصية الإسلامية
وإذا كان البعض يجد في الخصوصية الإسلامية حاجزاً يقف بين المسلمين وغيرهم في المجتمع المتنوّع، ما يشكل فرصة للتناحر والتناقل والاختلاف، الذي يفسح في المجال لكثير من الاختراقات المعادية، أو يؤدي إلى الفوضى والارتباك، فإننا لا نرى المسألة كذلك، لأن هناك أكثر من قاعدة للتوافق والتعاون أو الوحدة في الموقف خلال القضايا المشتركة، التي تفرضها طبيعة الوضع السياسي، الذي تعيشه العلاقات الدولية أو المحلية المتحركة في صعيد الوطن كله، كما أن المشكلة قد تعيش في جذورها في كل مواقع الخلاف الفكري أو السياسي المتنوع، ما يجعل القضية في موضع الخطورة أو القلق، بعيداً عن طبيعة الخصوصية الإسلامية وغيرها، ولكن الحل يكمن في طريقة إدارة الخلافات، وتحريك المعارضة، وإيجاد الوسائل الكفيلة بتحويل الخلافات إلى مواقع للحوار والصراع الفكري والسياسي بطريقة حضارية، بعيداً عن كل أساليب العنف والتهويل.
وربما كانت الأجواء الدينية التي تتحرك في داخلها الصراعات السياسية، مثيرة للحساسيات الملتهبة والمشاعر المتوترة، ولكن هذه المشكلة ليست من المشاكل البالغة التعقيد، إذا استطعنا التعامل معها بطريقة موضوعية على الصعيد الفكري أو السياسي، بحيث تبتعد المسألة عن موقع الإحساس إلى منطقة العقل، وتحريك الخلافات الدينية في الدوائر الفكرية، بدلاً من تحريكها في الدوائر الطائفية، وإذا كانت هناك بعض الصعوبات التي تعترض ذلك في ساحة التطبيق، من جهة طبيعة الذهنيات الضيقة في مجالات الخلاف، التي تخضع لها ذهنيات المتدينين بهذا الدين أو ذاك، فإنها ليست بالمستوى التي تصل فيه إلى المستحيل، الذي لا يمكن معالجته، بل قد نجد في الساحات السياسية الأخرى بعض ملامح هذه المشاكل.
المسألة الوطنية تحت المجهر
إن الوطنية بالمعنى الضيق المنغلق الذي تتحول فيه إلى خط فكري ينظر بأسلوب اللامبالاة أو الرفض نحو التيارات الأخرى، لا يلتقي بالمعنى المنفتح الذي تتحرك فيه الخطوط الفكرية في البعد القومي أو الإنساني أو الديني، ولا سيما الإسلامي، لأن طبيعة هذه الساحات الواسعة، تلغي الحدود الموضوعة هنا أو هناك... ولكنها لا تتنكّر للخصوصيات الوطنية بالمستوى الذي يثير الاهتمام بالقضايا العامة، المطروحة في هذه الدائرة، ويعمل على الدفاع عن كل المواقع التي يفرضها الواقع، ويتكامل مع القوى الأخرى المتحركة فيها في كل الأصعدة السياسية والأمنية.
إن الاحتضان الإسلامي للمسألة الوطنية، ينطلق في نطاق الواقع، لا في نطاق المفهوم، ويتحرك من المواقع الإسلامية التي هي الأساس من الجانب النظري في اللقاء بالمواقع الأخرى أو الافتراق عنها، لأنه لا معنى لأن تتحرك كإسلامي بعيداً عن المفاهيم الإسلامية العامة.
دور الإسلاميين
لا بد للإسلاميين من التحرك بالكثير من الوعي والمرونة والانفتاح على كل الساحة، لدراسة كل مواقع اللقاء والخلاف، مقارنةً بدراسة المفهوم الإسلامي للقضايا العامة في داخل الساحة الإسلامية وخارجها، لأن الأفق الضيق والعزلة عن الواقع، لا يستطيعان أن يحققا أي ربح للحركة الإسلامية في أي مجال، بل يسهّلان للآخرين عزلها عن مواقع التأثير ومصادر القرار. وإذا كان البعض يرى أن من الضروري المحافظة على نقاء الذهنية الفكرية للإنسان المسلم، حتى لا تختلط عنده المفاهيم لتدخل عليها مفاهيم الانحراف، فإننا نؤكد ذلك، ولكننا نؤكد إلى جانب ذلك، أن هناك أكثر من أسلوب للحفاظ على الأصالة، مع التحرك في خط المرونة، للإيحاء بالواقعية الحركية للإسلام، وبالانفتاح على المواقع الأخرى غير الإسلامية للحصول على كثير من إيجابياتها السياسية، لمصلحة الواقع الإسلامي، وللتحرك نحو النفاذ إلى عمقها، الذي سوف يجد في الإسلام الكثير من الأمور التي يعمل الأعداء على تشويه الصورة من خلالها، مما لا أساس له في حركة الواقع.
هذه هي بعض الملامح العامة للحديث عن الوطنية في النظرة الإسلامية، وربما تمس الحاجة إلى الدخول في بعض التفاصيل الأخرى التي قد نحتاج إليها في توسيع الفكرة، من خلال ملاحظات المفكرين الإسلاميين، التي نرجو أن نجد فيها بعض الأفكار الناقدة التي تعيننا على تأصيل المفهوم الإسلامي في دائرة المفاهيم العامة.
* الحركة الإسلامية هموم وقضايا
[1] (الملك: 15)
[2] (العنكبوت: 56)
[3] (النساء: 97)