مختارات
26/10/2015

هكذا ساعد "الموساد" على تقسيم السّودان

هكذا ساعد "الموساد" على تقسيم السّودان

سمحت الرّقابة العسكريَّة في تل أبيب بصدور كتاب إسرائيليّ جديد، تضمَّن تفاصيل عن تدخّل جهاز الاستخبارات والعمليّات الخاصّة "الموساد" في عمليَّة تقسيم السّودان وبناء القوَّة العسكريَّة والاقتصاديَّة لدولة الانفصاليّين في الجنوب.

والكتاب تحت عنوان "مهمَّة الموساد في جنوب السّودان"، الَّذي نشر موقع "ميدا" العبريّ أمس خلاصةً عنه، ويؤرّخ لدور ضابط في "الموساد"، دافيد بن عوزئيل، في تدريب الانفصاليّين وتوجيههم وتسليحهم، منذ ستّينيّات القرن الماضي، وصولاً إلى "استقلالهم" في العام 2011، الأمر الّذي يعدّ "إنجازاً إسرائيليّاً ونجاحاً خاصّاً للموساد".

الموقع ذكر أنَّ إسرائيل رأت في السّودان "عقدةً شائكة" تتطلَّب علاجاً خاصّاً، وبالأخصّ أنّه يتشكّل من دياناتٍ وإثنيّات متعدّدة، موزّعة بين الشّمال العربي والمسلم، والجنوب المسيحيّ، الأمر الَّذي يسهّل عملية تقسيمه، بل إنَّ رئيسة الوزراء الإسرائيليّة السَّابقة، غولدا مائير، قرّرت العمل على هذا البلد والموافقة على طلب المساعدة الّتي تقدَّم بها الجنوبيّون إلى تل أبيب في الستينيّات، وهو المسعى الَّذي تكلَّل بالنَّجاح بعد أربعة عقود.

ويرد في الكتاب توثيقٌ لكلام سفير جنوب السّودان في إسرائيل لدى تقديم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي، رؤفين ريفلين، في كانون الأوّل من العام الماضي، ويؤكِّد فيه أنَّ "جنوب السّودان أقيم بفضلكم، ولقد ولد الجنوب بفضل دولة إسرائيل والجنرال جون".

والجنرال جون، وفق الكتاب، هو الاسم المعروف لـ"طرزان" في السودان، دافيد بن عوزئيل، "الشخص الذي أسّس جيش جنوب السودان وأشرف على تسليحه وتدريبه".

وحول الأسباب الَّتي دفعت تل أبيب إلى العمل على تقسيم السّودان وتقديم العون والمساعدة والمشورة للانفصاليّين، لفت الموقع إلى أنَّ إسرائيل أرادت أن تعزِّز علاقاتها بدول محيطة بالدّول العربيَّة، وتشمل (آنذاك) تركيا وإيران وإثيوبيا وكينيا، بإضافة جنوب السّودان إلى هذه الدّول، أمّا السّبب الثّاني، فهو منع التّرابط بين وحدات الجيشين السّودانيّ والمصريّ.

ويؤكِّد الكتاب أنَّ حركة "الإنيانيا" الانفصاليَّة تأسَّست خلال الحرب الأهليَّة السودانيَّة الأولى 1955 ــ 1972، وتحوَّلت لاحقاً إلى جيشٍ قويٍّ بفضل ثلاثةٍ من ضبّاط "الموساد"، في مقدَّمهم "طرزان"، الَّذي له دور مهمّ جدّاً في تقديم المشورة العسكريّة والتّنظيميَّة للانفصاليّين، إلى جانب ضابطٍ آخر هو إيلي كوهين، الّذي عمل مستشاراً سياسيّاً للانفصاليّين، وضابط ثالث باسم "تشارلي".

وبشأن الدَّور الّذي اضطلع به الضبّاط الثّلاثة، كشف الكتاب أنّهم درّبوا الجنوبيّين على كيفيَّة تأسيس الجيش وتقسيمه إلى وحدات عسكريَّة، إضافةً إلى تزويدهم بالأسلحة. و"منذ الستينيّات، استمرَّ الدَّعم العسكريّ ونقل الأسلحة والمعدَّات الحربيَّة من إسرائيل إلى جنوب السّودان، وهذه الأسلحة شملت بنادق ورشّاشات وقنابل يدويّة وألغاماً وصواريخ مضادّة للدّروع وأجهزة اتّصالات، وأيضاً ألبسة عسكريَّة هي في معظمها غنائم من حرب الأيّام الستّة من الجيشين المصري والسّوري العام 1967".

ويروي الكتاب الكثير من التّفاصيل التي شهدتها السنوات التّالية وصولاً إلى 2011، حينما تمَّ إعلان انفصال جنوب السّودان.

ويؤكّد أنَّ رئيس جنوب السّودان، سيلفا كير ميارديت، يذكر جيِّداً الدعم الإسرائيليّ طوال العقود الماضية، بل وجّه دعوةً إلى "طرزان" لزيارة بلاده بعد إعلان انفصاله عن السودان، واستقبله وكرّمه بصورة خاصَّة جدّاً في القصر الرئاسيّ، بل أرسل رسالةً إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أشار فيها إلى أنَّه عيّن الجنرال "جون" موفداً وممثّلاً شخصيّاً خاصّاً عنه في إسرائيل.

جريدة الأخبار اللّبنانيّة

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

سمحت الرّقابة العسكريَّة في تل أبيب بصدور كتاب إسرائيليّ جديد، تضمَّن تفاصيل عن تدخّل جهاز الاستخبارات والعمليّات الخاصّة "الموساد" في عمليَّة تقسيم السّودان وبناء القوَّة العسكريَّة والاقتصاديَّة لدولة الانفصاليّين في الجنوب.

والكتاب تحت عنوان "مهمَّة الموساد في جنوب السّودان"، الَّذي نشر موقع "ميدا" العبريّ أمس خلاصةً عنه، ويؤرّخ لدور ضابط في "الموساد"، دافيد بن عوزئيل، في تدريب الانفصاليّين وتوجيههم وتسليحهم، منذ ستّينيّات القرن الماضي، وصولاً إلى "استقلالهم" في العام 2011، الأمر الّذي يعدّ "إنجازاً إسرائيليّاً ونجاحاً خاصّاً للموساد".

الموقع ذكر أنَّ إسرائيل رأت في السّودان "عقدةً شائكة" تتطلَّب علاجاً خاصّاً، وبالأخصّ أنّه يتشكّل من دياناتٍ وإثنيّات متعدّدة، موزّعة بين الشّمال العربي والمسلم، والجنوب المسيحيّ، الأمر الَّذي يسهّل عملية تقسيمه، بل إنَّ رئيسة الوزراء الإسرائيليّة السَّابقة، غولدا مائير، قرّرت العمل على هذا البلد والموافقة على طلب المساعدة الّتي تقدَّم بها الجنوبيّون إلى تل أبيب في الستينيّات، وهو المسعى الَّذي تكلَّل بالنَّجاح بعد أربعة عقود.

ويرد في الكتاب توثيقٌ لكلام سفير جنوب السّودان في إسرائيل لدى تقديم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي، رؤفين ريفلين، في كانون الأوّل من العام الماضي، ويؤكِّد فيه أنَّ "جنوب السّودان أقيم بفضلكم، ولقد ولد الجنوب بفضل دولة إسرائيل والجنرال جون".

والجنرال جون، وفق الكتاب، هو الاسم المعروف لـ"طرزان" في السودان، دافيد بن عوزئيل، "الشخص الذي أسّس جيش جنوب السودان وأشرف على تسليحه وتدريبه".

وحول الأسباب الَّتي دفعت تل أبيب إلى العمل على تقسيم السّودان وتقديم العون والمساعدة والمشورة للانفصاليّين، لفت الموقع إلى أنَّ إسرائيل أرادت أن تعزِّز علاقاتها بدول محيطة بالدّول العربيَّة، وتشمل (آنذاك) تركيا وإيران وإثيوبيا وكينيا، بإضافة جنوب السّودان إلى هذه الدّول، أمّا السّبب الثّاني، فهو منع التّرابط بين وحدات الجيشين السّودانيّ والمصريّ.

ويؤكِّد الكتاب أنَّ حركة "الإنيانيا" الانفصاليَّة تأسَّست خلال الحرب الأهليَّة السودانيَّة الأولى 1955 ــ 1972، وتحوَّلت لاحقاً إلى جيشٍ قويٍّ بفضل ثلاثةٍ من ضبّاط "الموساد"، في مقدَّمهم "طرزان"، الَّذي له دور مهمّ جدّاً في تقديم المشورة العسكريّة والتّنظيميَّة للانفصاليّين، إلى جانب ضابطٍ آخر هو إيلي كوهين، الّذي عمل مستشاراً سياسيّاً للانفصاليّين، وضابط ثالث باسم "تشارلي".

وبشأن الدَّور الّذي اضطلع به الضبّاط الثّلاثة، كشف الكتاب أنّهم درّبوا الجنوبيّين على كيفيَّة تأسيس الجيش وتقسيمه إلى وحدات عسكريَّة، إضافةً إلى تزويدهم بالأسلحة. و"منذ الستينيّات، استمرَّ الدَّعم العسكريّ ونقل الأسلحة والمعدَّات الحربيَّة من إسرائيل إلى جنوب السّودان، وهذه الأسلحة شملت بنادق ورشّاشات وقنابل يدويّة وألغاماً وصواريخ مضادّة للدّروع وأجهزة اتّصالات، وأيضاً ألبسة عسكريَّة هي في معظمها غنائم من حرب الأيّام الستّة من الجيشين المصري والسّوري العام 1967".

ويروي الكتاب الكثير من التّفاصيل التي شهدتها السنوات التّالية وصولاً إلى 2011، حينما تمَّ إعلان انفصال جنوب السّودان.

ويؤكّد أنَّ رئيس جنوب السّودان، سيلفا كير ميارديت، يذكر جيِّداً الدعم الإسرائيليّ طوال العقود الماضية، بل وجّه دعوةً إلى "طرزان" لزيارة بلاده بعد إعلان انفصاله عن السودان، واستقبله وكرّمه بصورة خاصَّة جدّاً في القصر الرئاسيّ، بل أرسل رسالةً إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أشار فيها إلى أنَّه عيّن الجنرال "جون" موفداً وممثّلاً شخصيّاً خاصّاً عنه في إسرائيل.

جريدة الأخبار اللّبنانيّة

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية