أجرت قناة "الميادين" الفضائية مقابلة شاملة مع سماحة السيد علي فضل الله نشرتها على عدة حلقات حول مختلف جوانب شخصية سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض) من اخلاقية وروحية وفقهية وسياسية وأدبية ، وفيما يلي مقتطفات من هذا الحوار:
مسيرة السّيد (رض) ومساهماته
تحدَّث سماحة السيّد علي فضل الله عن مسيرة المرجع السيّد(رض) بعد مقدّمة للقناة عن الضّوابط المنهجيّة في عمليّة الاجتهاد لدى السيّد فضل الله (رض)، وعن بدايات مسيرة السيّد العلميّة وظروفها، ومساهماته في القضايا الإسلاميّة العامّة..
من ثم تحدَّث عن انفتاح شخصيَّة المرجع فضل الله (رض) على مناحي الحياة الأدبيَّة والفكريّة باكراً، مشيراً إلى متابعته واهتمامه بالقضيَّة الفلسطينيَّة، ودعوته إلى استنفار القوى لدعمها، إذ كان يستشرف مستقبل الأمَّة في وقتٍ مبكر، داعياً إلى العمل من أجل التَّضامن والوحدة في وجه التيّارات المضادَّة للإسلام. وأكَّد على دور المرجع السيِّد(رض) الرّياديّ في نهوض الفكر الإسلاميّ الحركيّ، حيث كان الهمُّ الإسلاميُّ العامّ هو المحور الأساس في حياته(رض) وحركته.
وأضاف السيِّد علي فضل الله متكلِّماً عن تأثير المرجع السيّد(رض) في نشأة الحركة الإسلاميَّة في العراق، ونظرته إلى عالم الدّين الّذي ينبغي أن يكون منفتحاً على الجميع.
القرآن هو الحاكم على الأحاديث
وضمن المحور الثّاني من الحوار معه، تكلم عن فهم سماحته (رض) للقرآن، وتوجيهه النَّاس كي يأخذوا به، كأساسٍ لترسيخ إيمانهم وعقائدهم، فالقرآن لا بدَّ من أن يكون الحاكم على الأحاديث، وهو يفسِّر بعضه بعضاً.
وتناول معالم منهج السيّد(رض) في قراءة النّصّ الدّينيّ، موضحاً معنى العلاقة المفترضة بين العلم والدّين من وجهة نظر السيّد(رض) ، إضافةً إلى نقاط أخرى متَّصلة...
وفي الجزء الثّاني من البرنامج تناول منهجيَّة المرجع السيِّد فضل الله في تفسير القرآن، وأهمّ عناصرها، فالقرآن لا يفهمه إلا الحركيّون.
وتابع كلامه حول معالم منهج السيِّد(رض) العقلانيّ والتّحرريّ والإنسانيّ المميَّز، وموقعيَّة العقل في منهجه، وبخاصَّة في تفسيره "من وحي القرآن"، والذّهنيَّة الحركيَّة المواكبة لمسيرة الرّسالة، واستخلاص النّتائج الواقعيّة من كلِّ ذلك.
وأشار في حواره إلى أنَّ المرجع فضل الله لم يكن يرى للقرآن ظاهراً وباطناً، بل يرى أنّه نزل واضحاً، وقد عمل (رض) على إخراجه من الحقل الفلسفيّ والعقليّ الدَّقيق إلى الإطار الواقعي والمعرفيّ...
المرجعيَّة المؤسَّسة
وتحدَّث عن المرجعيّة المؤسَّسة الَّتي عمل لها سماحة المرجع منذ بدايات عمله الرِّساليّ، فالمرجعيَّة المؤسَّسة، في رأي المرجع فضل الله(رض)، لها دور أساسيّ وفاعل في كلِّ جوانب الحياة، ولا بدَّ من تأصيل هذه الفكرة ومحاولة تطبيقها مستقبلاً عندما تسنح الظّروف بذلك.
وتابع كلامه حول اختلاف النظرة الفقهيَّة إلى مسألة ولاية الفقيه، وأضاف عارضاً لمنهجيّة السيّد(رض) في التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة على أساس الانفتاح والتّلاقي حول الإيجابيّات المشتركة عند كلّ مذهب، حيث كان (رض) رائداً من روَّاد الوحدة الإسلاميّة، وعاملاً لها طوال مسيرته...
تميّز السيِّد(رض) بالنَّقد والجرأة
وفصّل في الحديث عن معالم التَّجديد في فكر المرجع السيِّد فضل الله(رض)، المتمثِّلة بالنَّقد، والقراءة المعاصرة للفكر، والجرأة في الطَّرح والمناقشة، بغية تنقية التراث وتقديمه إلى العالم بالشَّكل الصَّافي والنَّقيّ.
وتناول السيِّد فضل الله جوانب متعدّدة من شخصيَّة سماحته(رض) العلميَّة، وما تركه من تأثيرٍ في السَّاحة الفكريّة والاجتهاديّة، وغربلته الموروث والتّاريخ.
كما تعرَّض إلى منهج السيّد(رض) في التَّعاطي مع الأفكار، والمستند إلى نصّ القرآن الكريم وأصالته، وانطلاقه من الواقع المعيش، وابتعاده عن التَّجريد، ما جعله مصلحاً تغييريّاً مواكباً لحركة المجتمع.
كما تحدّث في هذه المقابلة عن تجارب السيِّد (رض) الغنيَّة الّتي أضفت عليه أبعاداً غنيَّة، ناهيك بكونه شخصيَّة منفتحة متعدِّدة الحضور ورساليَّة بامتياز..