قدرة الله في بعث الخلائق

قدرة الله في بعث الخلائق

قال تعالى في كتابه العزيز: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.[البقرة: 148].

في الآية المباركة، وبغضّ النظر عن مسألة تحديد القبلة التي يتوجه إليها العباد، فإن ما تشير إليه الآية في سياق آخر، هو الحديث عن مظاهر قدرة الله تعالى وعظمته في بعث الخلائق والإتيان بها يوم الدين للحساب والسؤال، وهي القدرة الّتي تتجلّى عندما يتحوّل الإنسان إلى ذرات متناثرة من التراب، وتمر عليه السنون إلى ما شاء تعالى، بحيث لا يبقى في موضع معيّن حيث كان قبره، نتيجة اختلاطه بالتراب، وصيرروة التراب إلى أمكنة أخرى جرّاء عوامل طبيعية، فإنه تعالى بقدرته يرجع الخلائق، على كثرة ذراتها، إلى حيث يريد، ويجمعها كما كانت وكما خلقها أوّل مرة، فما من شيء يعجزه تعالى.

قال العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) في تفسيره هذه الآية : "{أَيْنَمَ} في أيّ مكان وموقع {تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ الله جميع}، حيث يبعثكم كما خلقكم وأماتكم {إِنَّ الله عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، فلا شيء خارج قدرة الله تعالى، وليس البعث بأصعب من الخلق، وليس الجمع بأصعب من التفريق". [تفسير من وحي القرآن، ج 3، ص 92].

وورد في تفسير الطبري حول هذه الآية: "القول في تأويل قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[البقرة: 148].

قال أبو جعفر: ومعنى قوله: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعً}، في أيّ مكان وبقعة تهلكون فيه،... حدثنا موسى قال، حدّثنا عمرو بن حماد قال، حدّثنا أسباط، عن السدي: {أينما تكونوا يَأت بكم الله جميعً}، يعني: يومَ القيامة.

قال أبو جعفر: وإنما حضَّ الله عزّ وجلّ المؤمنين بهذه الآية على طاعته والتزوُّد في الدنيا للآخرة، فقال جل ثناؤه لهم: استبقوا أيها المؤمنون إلى العمل بطاعة ربكم، ولزوم ما هداكم له من قبلة إبراهيم خليله وشرائع دينه، فإن الله تعالى ذكره، يأتي بكم وبمن خالفَ قبلكم ودينكم وشريعتكم جميعًا يوم القيامة، من حيث كنتُم من بقاع الأرض، حتى يوفِّيَ المحسنَ منكم جزاءه بإحسانه، والمسيء عقابه بإساءته، أو يتفضّل فيصفح.

وأما قوله: {إنّ الله على كلّ شيء قدير}، فإنه تعالى ذكره يعني: إنّ الله تعالى على جَمْعكم - بعد مماتكم - من قبوركم إليه، من حيث كنتم وكانت قبوركم، وعلى غير ذلك مما يشاء، قديرٌ. فبادروا خروجَ أنفسكم بالصالحات من الأعمال قبل مماتكم ليومَ بعثكم وَحشركم".[تفسير الطبري].

أمام قدرة الله المطلقة، لا يظننّ أحد أنّ من المستحيل تصديق إعادة جمع هذه الذرات من قبل الخالق تعالى، فمن يتأمل مظاهر خلق الله وقدرته ويؤمن بقوته، يدرك أنّ الذي بدأ الخلق وركّبه ونظمه بأحسن هيئة وصورة، لا يعجزه إعادة جمع ما خلق، وهو أعلم بما خلق، ولا نستطيع بعقلنا المحدود تخيّل أسرار الله في خلقه على تمامها.

أمام ذلك، لا بدّ لنا من أن نسلّم بقدرة الله تسليماً يجعلنا أكثر حرصاً على الإعداد ليوم الحساب الذي لا مفرّ منه ولا هروب، وبالتالي، علينا ألا نظلم ونغتاب ونكذب ونفتن ونفسد في الأرض، هذا الإعداد الذي من تجلّياته تعميق الارتباط بالله، وتأكيد طاعته، والخشية منه في كلّ ما نقوله ونفعله ونتحرّك به.

قال تعالى في كتابه العزيز: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.[البقرة: 148].

في الآية المباركة، وبغضّ النظر عن مسألة تحديد القبلة التي يتوجه إليها العباد، فإن ما تشير إليه الآية في سياق آخر، هو الحديث عن مظاهر قدرة الله تعالى وعظمته في بعث الخلائق والإتيان بها يوم الدين للحساب والسؤال، وهي القدرة الّتي تتجلّى عندما يتحوّل الإنسان إلى ذرات متناثرة من التراب، وتمر عليه السنون إلى ما شاء تعالى، بحيث لا يبقى في موضع معيّن حيث كان قبره، نتيجة اختلاطه بالتراب، وصيرروة التراب إلى أمكنة أخرى جرّاء عوامل طبيعية، فإنه تعالى بقدرته يرجع الخلائق، على كثرة ذراتها، إلى حيث يريد، ويجمعها كما كانت وكما خلقها أوّل مرة، فما من شيء يعجزه تعالى.

قال العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) في تفسيره هذه الآية : "{أَيْنَمَ} في أيّ مكان وموقع {تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ الله جميع}، حيث يبعثكم كما خلقكم وأماتكم {إِنَّ الله عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، فلا شيء خارج قدرة الله تعالى، وليس البعث بأصعب من الخلق، وليس الجمع بأصعب من التفريق". [تفسير من وحي القرآن، ج 3، ص 92].

وورد في تفسير الطبري حول هذه الآية: "القول في تأويل قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[البقرة: 148].

قال أبو جعفر: ومعنى قوله: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعً}، في أيّ مكان وبقعة تهلكون فيه،... حدثنا موسى قال، حدّثنا عمرو بن حماد قال، حدّثنا أسباط، عن السدي: {أينما تكونوا يَأت بكم الله جميعً}، يعني: يومَ القيامة.

قال أبو جعفر: وإنما حضَّ الله عزّ وجلّ المؤمنين بهذه الآية على طاعته والتزوُّد في الدنيا للآخرة، فقال جل ثناؤه لهم: استبقوا أيها المؤمنون إلى العمل بطاعة ربكم، ولزوم ما هداكم له من قبلة إبراهيم خليله وشرائع دينه، فإن الله تعالى ذكره، يأتي بكم وبمن خالفَ قبلكم ودينكم وشريعتكم جميعًا يوم القيامة، من حيث كنتُم من بقاع الأرض، حتى يوفِّيَ المحسنَ منكم جزاءه بإحسانه، والمسيء عقابه بإساءته، أو يتفضّل فيصفح.

وأما قوله: {إنّ الله على كلّ شيء قدير}، فإنه تعالى ذكره يعني: إنّ الله تعالى على جَمْعكم - بعد مماتكم - من قبوركم إليه، من حيث كنتم وكانت قبوركم، وعلى غير ذلك مما يشاء، قديرٌ. فبادروا خروجَ أنفسكم بالصالحات من الأعمال قبل مماتكم ليومَ بعثكم وَحشركم".[تفسير الطبري].

أمام قدرة الله المطلقة، لا يظننّ أحد أنّ من المستحيل تصديق إعادة جمع هذه الذرات من قبل الخالق تعالى، فمن يتأمل مظاهر خلق الله وقدرته ويؤمن بقوته، يدرك أنّ الذي بدأ الخلق وركّبه ونظمه بأحسن هيئة وصورة، لا يعجزه إعادة جمع ما خلق، وهو أعلم بما خلق، ولا نستطيع بعقلنا المحدود تخيّل أسرار الله في خلقه على تمامها.

أمام ذلك، لا بدّ لنا من أن نسلّم بقدرة الله تسليماً يجعلنا أكثر حرصاً على الإعداد ليوم الحساب الذي لا مفرّ منه ولا هروب، وبالتالي، علينا ألا نظلم ونغتاب ونكذب ونفتن ونفسد في الأرض، هذا الإعداد الذي من تجلّياته تعميق الارتباط بالله، وتأكيد طاعته، والخشية منه في كلّ ما نقوله ونفعله ونتحرّك به.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية