يحذّرنا الله تعالى من سوء عاقبة من يقوم بأذى المؤمنين ظلماً وافتراءً، فهذا
الإثم لا يمكن لصاحب ضمير ومسؤوليّة ووعي وإيمان أن يقوم به، فالإنسان الملتزم
المنفتح على إنسانيّته وعلى تعاليم دينه، تمنعه تقواه من التصرّف بالسوء مع الناس،
والقيام بما يسبِّب لهم الأذى، من خلال التعدّي اللّفظي والمعنوي والسلوكي على
حقوقهم وكراماتهم وأعراضهم.
قال تعالى في كتابه العزيز: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا
مُّبِينً}[الأحزاب: 58].
ويشير العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) إلى معاني هذه الآية المباركة
بقوله:
"{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُو}
فلم يصدر عنهم أيّ عمل يستحقّون به الإيذاء، من قتل أو جراحةٍ أو سبابٍ أو إيذاء في
أهل أو مال أو ولد، بل كان سلوكهم معهم سلوكاً طبيعيّاً، لا يصدر عنه أيّ ردّ فعل
في أيّ أمرٍ من أمور الناس {فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِين}،
فيما يعنيه البهتان من الافتراء والكذب على الغير الذي يواجهه به، فكأنّ المؤذي
يدّعي وجود سبب للإيذاء صادر عن الشخص الآخر من موقع موقفه، فينسب إليه جرماً بغير
حقّ {وَإِثْماً مُّبِين}، لأنه ظلم واضح لا مجال للاعتذار عنه من قريب أو من بعيد".
[تفسير من وحي القرآن، ج 18].
أما المفسّر القرطبي، فيقول في هذه الآية:
"أذيّة المؤمنين والمؤمنات هي أيضاً بالأفعال والأقوال القبيحة، كالبهتان والتكذيب
الفاحش المختلق. وهذه الآية نظير الآية التي في النساء: {ومن يكسب خطيئة أو إثماً
ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبين}[النساء: 112] كما قال هنا. وقد
قيل: إنّ من الأذيّة تعييره بحسب مذموم، أو حرفة مذمومة، أو شيء يثقل عليه إذا سمعه،
لأنّ أذاه في الجملة حرام. وقد ميّز الله تعالى بين أذاه وأذى الرّسول وأذى
المؤمنين، فجعل الأول كفراً، والثاني كبيرة، فقال في أذى المؤمنين: {فقد احتملوا
بهتاناً وإثماً مبين}، وقد بينّاه". [تفسير الجامع للقرطبي].
وفي معرض تفسيره للآية المباركة، يقول العلامة الشيخ محمد جواد مغنيّة(رض): "{والذين
يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبو}، أي ظلماً وعدواناً {فقد احتملوا بهتاناً
وإثماً مبين} الأذى والظم حرام محرّم من حيث هو، سواء أوقع على مؤمن أم كافر. فقد
جاء في المجلّد الثاني من أصول الكافي عن المعصوم(ع): أن الله سبحانه لا يدع ظلامة
المظلومين وإن كانوا كفّاراً. وإنما خصّ سبحانه المؤمنين بالذّكر، لأنّ الكفّار
والأشرار يقصدون المؤمنين الأتقياء بالظّلم والأذى، أكثر مما يقصدون الفاسقين
الأشقياء، بل هؤلاء من الأقربين الأنصار".[التفسير المبين].
لا يمكن للمؤمن أن يؤذي أحداً، أو يتسبّب بالسوء في القول والعمل لأحد، لأنّ ذلك
ينافي أبسط قواعد الخلق الإيماني والإنساني، فالمؤمن حريص دوماً على رعاية مشاعر
الناس، وحماية حقوقهم من الظلم والأذى، ولا يصدر عنه إلا كلّ خير ورحمة وعدل وحقّ،
ولا يغفل عن مراقبة الله له في تصرّفاته، ولا يستعمل قوّته وطاقاته في سبيل أذى
الآخرين وظلمهم، لأنّه يعرف عظمة الظلم عند الله تعالى. لذا، فهو الخائف من سخط
الله، فيقوم بكلّ ما من شأنه أن يبقيه في خطّ رضا الله وطاعته والخشية منه في السرّ
والعلن، هذه الخشية التي يترجمها بمنع يده ولسانه وعقله من التسبّب بأذى الناس
والحياة. فهل نحن ممن يكفّ الأذى والظلم عمّن حوله، وخصوصاً المؤمنين؟!
يحذّرنا الله تعالى من سوء عاقبة من يقوم بأذى المؤمنين ظلماً وافتراءً، فهذا
الإثم لا يمكن لصاحب ضمير ومسؤوليّة ووعي وإيمان أن يقوم به، فالإنسان الملتزم
المنفتح على إنسانيّته وعلى تعاليم دينه، تمنعه تقواه من التصرّف بالسوء مع الناس،
والقيام بما يسبِّب لهم الأذى، من خلال التعدّي اللّفظي والمعنوي والسلوكي على
حقوقهم وكراماتهم وأعراضهم.
قال تعالى في كتابه العزيز: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا
مُّبِينً}[الأحزاب: 58].
ويشير العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) إلى معاني هذه الآية المباركة
بقوله:
"{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُو}
فلم يصدر عنهم أيّ عمل يستحقّون به الإيذاء، من قتل أو جراحةٍ أو سبابٍ أو إيذاء في
أهل أو مال أو ولد، بل كان سلوكهم معهم سلوكاً طبيعيّاً، لا يصدر عنه أيّ ردّ فعل
في أيّ أمرٍ من أمور الناس {فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِين}،
فيما يعنيه البهتان من الافتراء والكذب على الغير الذي يواجهه به، فكأنّ المؤذي
يدّعي وجود سبب للإيذاء صادر عن الشخص الآخر من موقع موقفه، فينسب إليه جرماً بغير
حقّ {وَإِثْماً مُّبِين}، لأنه ظلم واضح لا مجال للاعتذار عنه من قريب أو من بعيد".
[تفسير من وحي القرآن، ج 18].
أما المفسّر القرطبي، فيقول في هذه الآية:
"أذيّة المؤمنين والمؤمنات هي أيضاً بالأفعال والأقوال القبيحة، كالبهتان والتكذيب
الفاحش المختلق. وهذه الآية نظير الآية التي في النساء: {ومن يكسب خطيئة أو إثماً
ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبين}[النساء: 112] كما قال هنا. وقد
قيل: إنّ من الأذيّة تعييره بحسب مذموم، أو حرفة مذمومة، أو شيء يثقل عليه إذا سمعه،
لأنّ أذاه في الجملة حرام. وقد ميّز الله تعالى بين أذاه وأذى الرّسول وأذى
المؤمنين، فجعل الأول كفراً، والثاني كبيرة، فقال في أذى المؤمنين: {فقد احتملوا
بهتاناً وإثماً مبين}، وقد بينّاه". [تفسير الجامع للقرطبي].
وفي معرض تفسيره للآية المباركة، يقول العلامة الشيخ محمد جواد مغنيّة(رض): "{والذين
يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبو}، أي ظلماً وعدواناً {فقد احتملوا بهتاناً
وإثماً مبين} الأذى والظم حرام محرّم من حيث هو، سواء أوقع على مؤمن أم كافر. فقد
جاء في المجلّد الثاني من أصول الكافي عن المعصوم(ع): أن الله سبحانه لا يدع ظلامة
المظلومين وإن كانوا كفّاراً. وإنما خصّ سبحانه المؤمنين بالذّكر، لأنّ الكفّار
والأشرار يقصدون المؤمنين الأتقياء بالظّلم والأذى، أكثر مما يقصدون الفاسقين
الأشقياء، بل هؤلاء من الأقربين الأنصار".[التفسير المبين].
لا يمكن للمؤمن أن يؤذي أحداً، أو يتسبّب بالسوء في القول والعمل لأحد، لأنّ ذلك
ينافي أبسط قواعد الخلق الإيماني والإنساني، فالمؤمن حريص دوماً على رعاية مشاعر
الناس، وحماية حقوقهم من الظلم والأذى، ولا يصدر عنه إلا كلّ خير ورحمة وعدل وحقّ،
ولا يغفل عن مراقبة الله له في تصرّفاته، ولا يستعمل قوّته وطاقاته في سبيل أذى
الآخرين وظلمهم، لأنّه يعرف عظمة الظلم عند الله تعالى. لذا، فهو الخائف من سخط
الله، فيقوم بكلّ ما من شأنه أن يبقيه في خطّ رضا الله وطاعته والخشية منه في السرّ
والعلن، هذه الخشية التي يترجمها بمنع يده ولسانه وعقله من التسبّب بأذى الناس
والحياة. فهل نحن ممن يكفّ الأذى والظلم عمّن حوله، وخصوصاً المؤمنين؟!