يعطينا القرآن الكريم صورةً للتّفاضل والمقارنة، فيقول سبحانه: {أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}[القصص: 61].
ادرسوا الفرق بين النموذجين من النّاس؛ نموذج الذي عمل صالحاً فوعدَه الله رضوانَه وجنَّته، فوصل إلى يوم القيامة {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}[الأنبياء: 103]، {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ}[فصّلت: 31 ــ 32]، فأعطاهم الله الوعد ووفى لهم بوعدهم.. ونموذج الذي لم يكن له من الدّنيا إلاَّ شهوات الدُّنيا {كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، ليس له من الدّنيا إلاَّ ما حصل عليه من مالٍ ولذّات، ولم ينتهز الفرصة في الدّنيا ليعمل صالحاً ولينالَ جزاءَه وثوابَه من خلال عمله {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} يقف يوم القيامة {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}[الصافات: 24] ويُسْأل عن كلِّ أعماله، وإذ ليس بيده شيءٌ.
يطرح القرآن الكريم هذا الاستفهام الإنكاريّ، لندخل في عمليّة مقارنة وتفاضل بين النموذجين، ويتساءل من دون حاجة لمعرفة جوابنا: كيف تقدِّمون متاع الحياة وزينتها عمّا عند الله؟ كيف يمكن أن تفضّلوا الإنسان الذي أعطاه الله متاعَ الحياة الدّنيا ولم يدّخر شيئاً لآخرته، على الإنسان الذي خاف الله فاتّقاه وعمل صالحاً، فوعده الله وعداً حسناً في الآخرة؟! فالله تعالى يُنكر علينا أن نساوي بين هذا وذاك.
وأمثلة هذا الاستفهام الإنكاريّ كثيرةٌ في القرآن، منها {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[القلم: 35 ـــ 36]، {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ}[السجدة: 18]. فالله تعالى لا يستفهم ليعرف الحقيقة، فالله عالمٌ بكلِّ شيء، ولكنّه سبحانه يُطلق الاستفهام في مقام الإنكار.
* من كتاب "من عرفان القرآن".

يعطينا القرآن الكريم صورةً للتّفاضل والمقارنة، فيقول سبحانه: {أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}[القصص: 61].
ادرسوا الفرق بين النموذجين من النّاس؛ نموذج الذي عمل صالحاً فوعدَه الله رضوانَه وجنَّته، فوصل إلى يوم القيامة {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}[الأنبياء: 103]، {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ}[فصّلت: 31 ــ 32]، فأعطاهم الله الوعد ووفى لهم بوعدهم.. ونموذج الذي لم يكن له من الدّنيا إلاَّ شهوات الدُّنيا {كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، ليس له من الدّنيا إلاَّ ما حصل عليه من مالٍ ولذّات، ولم ينتهز الفرصة في الدّنيا ليعمل صالحاً ولينالَ جزاءَه وثوابَه من خلال عمله {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} يقف يوم القيامة {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}[الصافات: 24] ويُسْأل عن كلِّ أعماله، وإذ ليس بيده شيءٌ.
يطرح القرآن الكريم هذا الاستفهام الإنكاريّ، لندخل في عمليّة مقارنة وتفاضل بين النموذجين، ويتساءل من دون حاجة لمعرفة جوابنا: كيف تقدِّمون متاع الحياة وزينتها عمّا عند الله؟ كيف يمكن أن تفضّلوا الإنسان الذي أعطاه الله متاعَ الحياة الدّنيا ولم يدّخر شيئاً لآخرته، على الإنسان الذي خاف الله فاتّقاه وعمل صالحاً، فوعده الله وعداً حسناً في الآخرة؟! فالله تعالى يُنكر علينا أن نساوي بين هذا وذاك.
وأمثلة هذا الاستفهام الإنكاريّ كثيرةٌ في القرآن، منها {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[القلم: 35 ـــ 36]، {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ}[السجدة: 18]. فالله تعالى لا يستفهم ليعرف الحقيقة، فالله عالمٌ بكلِّ شيء، ولكنّه سبحانه يُطلق الاستفهام في مقام الإنكار.
* من كتاب "من عرفان القرآن".