تبت إلى الله.. فكيف أعوّض ما فاتني؟!

تبت إلى الله.. فكيف أعوّض ما فاتني؟!

استشارة..

أنا رجل أكاد أبلغ الأربعين من عمري. عشت في بيئة ميسورة مادياً ولا تعرف التدين أبداً. قضيت معظم عمري في اللّهو والعبث.. لم أكن أصلّي ولا أصوم ولا أقوم بأيّ من الواجبات المفروضة عليّ. عققت والدي وأغضبتهما، وقمت بأمور أبعد ما تكون عن رضا الله. منذ سنتين فقط، دخل نور الإيمان إلى قلبي، فاهتديت إلى طريق الله، وبدأت بالصّلاة والصّيام والعبادة، وها أنا في كلّ يوم أقضي بعض ما عليّ، ولكني أشعر دوماً بأنّي لن أستطيع أن أكمل ما علق في ذمّتي. وأنا اليوم، على الرّغم من أني مستطيع مادّياً للإقدام على الزواج، إلا أني أتهيب هذه الخطوة، لأني لا أريد لشيء أن يشغلني عن العبادة والقضاء، لذلك أبعدته تماماً من حساباتي.

لقد عشت حياة غير مستقرّة أبداً، لأني كنت لا أعرف ماذا أريد من هذه الحياة، وها أنا أشعر بعدم الاستقرار لأني غير راض عن نفسي، وأخاف من أن يكون الله غير راض عني. كما أني أشعر بالحسرة على البيئة الّتي تحيط بي، والتي تغرق في غفلتها؛ هي غير مستعدّة للاهتداء، وأنا أبتعد قدر استطاعتي عنها وعن أجوائها، ولكنّي لا أشعر بالارتياح لوجودي في مثل هذه البيئة.

ماذا أفعل لأشعر بالاستقرار والأمان النّفسي؟؟ ماذا أفعل لأعوّض ما فاتني؟

وجواب..

الأخ الكريم:

الحمد لله الذي هداك إلى الصّراط المستقيم، فهذه نعمة يجب أن تحمد الله عليها، وهي نعمة قليلون هم الّذين ينالونها. لقد فتح الله لك باب التوبة، وقد استجبت لنداء التوبة هذا، لذا فإنّ عليك أن تكون مرتاحاً نفسياً ومستقراً، لأنّ الله تعالى قد أخرجك مما كنت فيه من اللّهو والعبث، وعليك أن لا تستسلم للوساوس التي تهوّل عليك قضاء ما فاتك، فإنّ عليك بقدر المستطاع أن تقضي ما فاتك ولا ترهق نفسك في هذا الأمر، فأنت ما دمت قد سرت في الطريق الصحيح، فعليك أن تستمر به، فإنّ الذي وفّقك للهداية يوفّقك للاستمرار.

الأهمّ من كلّ هذا، أن إعراضك عن الزواج لا مبرّر له، بل إنّ هذا الموضوع قد يساعدك على الاستقرار النفسيّ، بل قد يكون معيناً لك في طريق التّوبة هذا، وليس صحيحاً أن الزواج يمكن أن يشغلك عن العبادة والقضاء، بل على العكس، فإن الزواج يساعد أكثر على الارتباط بالله، فإنّ رسول الله (ص) قال: "من تزوّج فقد أحرز نصف دينه، فليتّق الله في النّصف الآخر".

أما عن البيئة، فإن كنت تقصد والديك وإخوتك، فلا مانع من التواصل معهم بمقدار  برّ الوالدين وصلة الرّحم ولا يجوز قطيعتهم.

وإن كنت تقصد أصحابك ومعارفك، فلا مانع أيضاً من بقاء التواصل معهم، بشرط أن لا يكون هناك ما هو محرّم شرعاً، فلا بدّ من أن يعرفوا أن تدينك وهدايتك لا يجعلانك إنساناً منعزلاً ومتكبّراً، بل يجب أن يعرفوا أنّ الإنسان المتديّن يعيش حياته كأيّ إنسان، لكن ضمن الضّوابط الشرعيّة.

والله هو الموفّق والمسدّد لخطواتك، وأدام الله تعالى لك نعمة الهداية هذه.

مرسل الاستشارة:...

تاريخ الاستشارة: 6 أيّار 2014م.

المجيب عن الاستشارة:  الشيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث ومؤلّف، وعضو المكتب الشّرعي لسماحة المرجع السيّد فضل الله.

نوع الاستشارة: اجتماعيّة.


استشارة..

أنا رجل أكاد أبلغ الأربعين من عمري. عشت في بيئة ميسورة مادياً ولا تعرف التدين أبداً. قضيت معظم عمري في اللّهو والعبث.. لم أكن أصلّي ولا أصوم ولا أقوم بأيّ من الواجبات المفروضة عليّ. عققت والدي وأغضبتهما، وقمت بأمور أبعد ما تكون عن رضا الله. منذ سنتين فقط، دخل نور الإيمان إلى قلبي، فاهتديت إلى طريق الله، وبدأت بالصّلاة والصّيام والعبادة، وها أنا في كلّ يوم أقضي بعض ما عليّ، ولكني أشعر دوماً بأنّي لن أستطيع أن أكمل ما علق في ذمّتي. وأنا اليوم، على الرّغم من أني مستطيع مادّياً للإقدام على الزواج، إلا أني أتهيب هذه الخطوة، لأني لا أريد لشيء أن يشغلني عن العبادة والقضاء، لذلك أبعدته تماماً من حساباتي.

لقد عشت حياة غير مستقرّة أبداً، لأني كنت لا أعرف ماذا أريد من هذه الحياة، وها أنا أشعر بعدم الاستقرار لأني غير راض عن نفسي، وأخاف من أن يكون الله غير راض عني. كما أني أشعر بالحسرة على البيئة الّتي تحيط بي، والتي تغرق في غفلتها؛ هي غير مستعدّة للاهتداء، وأنا أبتعد قدر استطاعتي عنها وعن أجوائها، ولكنّي لا أشعر بالارتياح لوجودي في مثل هذه البيئة.

ماذا أفعل لأشعر بالاستقرار والأمان النّفسي؟؟ ماذا أفعل لأعوّض ما فاتني؟

وجواب..

الأخ الكريم:

الحمد لله الذي هداك إلى الصّراط المستقيم، فهذه نعمة يجب أن تحمد الله عليها، وهي نعمة قليلون هم الّذين ينالونها. لقد فتح الله لك باب التوبة، وقد استجبت لنداء التوبة هذا، لذا فإنّ عليك أن تكون مرتاحاً نفسياً ومستقراً، لأنّ الله تعالى قد أخرجك مما كنت فيه من اللّهو والعبث، وعليك أن لا تستسلم للوساوس التي تهوّل عليك قضاء ما فاتك، فإنّ عليك بقدر المستطاع أن تقضي ما فاتك ولا ترهق نفسك في هذا الأمر، فأنت ما دمت قد سرت في الطريق الصحيح، فعليك أن تستمر به، فإنّ الذي وفّقك للهداية يوفّقك للاستمرار.

الأهمّ من كلّ هذا، أن إعراضك عن الزواج لا مبرّر له، بل إنّ هذا الموضوع قد يساعدك على الاستقرار النفسيّ، بل قد يكون معيناً لك في طريق التّوبة هذا، وليس صحيحاً أن الزواج يمكن أن يشغلك عن العبادة والقضاء، بل على العكس، فإن الزواج يساعد أكثر على الارتباط بالله، فإنّ رسول الله (ص) قال: "من تزوّج فقد أحرز نصف دينه، فليتّق الله في النّصف الآخر".

أما عن البيئة، فإن كنت تقصد والديك وإخوتك، فلا مانع من التواصل معهم بمقدار  برّ الوالدين وصلة الرّحم ولا يجوز قطيعتهم.

وإن كنت تقصد أصحابك ومعارفك، فلا مانع أيضاً من بقاء التواصل معهم، بشرط أن لا يكون هناك ما هو محرّم شرعاً، فلا بدّ من أن يعرفوا أن تدينك وهدايتك لا يجعلانك إنساناً منعزلاً ومتكبّراً، بل يجب أن يعرفوا أنّ الإنسان المتديّن يعيش حياته كأيّ إنسان، لكن ضمن الضّوابط الشرعيّة.

والله هو الموفّق والمسدّد لخطواتك، وأدام الله تعالى لك نعمة الهداية هذه.

مرسل الاستشارة:...

تاريخ الاستشارة: 6 أيّار 2014م.

المجيب عن الاستشارة:  الشيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث ومؤلّف، وعضو المكتب الشّرعي لسماحة المرجع السيّد فضل الله.

نوع الاستشارة: اجتماعيّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية