التّمييز بين الأبناء في التّوريث

التّمييز بين الأبناء في التّوريث

استشارة..

هل يحقّ للإنسان أن يهب أمواله كافَّة إلى أحد أولاده، دون الباقين؟

وجواب..

الأخت الفاضلة، هذا الموضوع يُقارَب من جهتين: الجهة الفقهيّة، والجهة الاجتماعيّة والعائليّة والتربويّة؛ فمن الناحية الفقهيّة، لا مانع شرعاً من أن يهب الإنسان كل أمواله لواحد من أولاده، ويحرم الباقين، فهو ما دام حياً، حر التصرف بماله بأية طريقة يريد، ولا يحق لأحد الاعتراض على ذلك.

لكن إذا أعطى ماله كلّه لواحد من أولاده بعنوان التوريث، أو وزّع أمواله على أولاده بطريقة التفاضل، بمعنى أنّه تارةً يحرم بناته من ميراثه، أو يعطي أحداً من أولاده أكثر من الآخرين، فهنا يحقّ للآخرين الاعتراض على هذا التوزيع، بما يزيد عن الثّلث، بمعنى أنّ مقدار الثّلث من ماله، هو الّذي يعطى لولده الذي أراد أن يزيد نصيبه، أمّا الثلثان الباقيان، فيوزّعان على البقيّة بحسب التوزيع القرآني.

ومن الناحية الاجتماعية التربوية، فإنّنا لا ننصح بأن يحرم الإنسان أحد أبنائه من ميراثه، مهما كانت الأسباب، لأن هذا الرابط المادي له تأثير كبير في بقاء العلاقة المعنوية والروحية بين الآباء والأبناء، فإذا شعر أحد الأبناء أو أكثرهم، بوجود هذا التمايز بينهم، أو حرمان بعضهم، وخصوصاً البنات، فإن هذا سوف يضعف علاقتهم المعنوية والروحية بآبائهم، وسوف يؤدّي إلى زرع بذور الشقاق بين الأبناء.

وهناك ظاهرة سيّئة في مجتمعنا ـ للأسف ـ وهي إصرار الآباء على حرمان البنات من نصيبهنّ من الميراث، بحجّة أننا لا نورّث الصهر الغريب عن العائلة، وهذا كلام يناقض التقسيم القرآني، لأنّ الله سبحانه أعطى لكلّ وارث نصيبه، ولم يحرم أحداً من هذا الميراث، لما له من دور في بقاء الرابط المعنوي والروحي ما بعد الموت، والأبناء عادةً يشعرون بالفرح والسعادة عندما يبقى لهم شيء من أملاك آبائهم.

***

مرسلة الاستشارة: تيما.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 20 تشرين الأوّل 2014م.

نوع الاستشارة: اجتماعيّة.


استشارة..

هل يحقّ للإنسان أن يهب أمواله كافَّة إلى أحد أولاده، دون الباقين؟

وجواب..

الأخت الفاضلة، هذا الموضوع يُقارَب من جهتين: الجهة الفقهيّة، والجهة الاجتماعيّة والعائليّة والتربويّة؛ فمن الناحية الفقهيّة، لا مانع شرعاً من أن يهب الإنسان كل أمواله لواحد من أولاده، ويحرم الباقين، فهو ما دام حياً، حر التصرف بماله بأية طريقة يريد، ولا يحق لأحد الاعتراض على ذلك.

لكن إذا أعطى ماله كلّه لواحد من أولاده بعنوان التوريث، أو وزّع أمواله على أولاده بطريقة التفاضل، بمعنى أنّه تارةً يحرم بناته من ميراثه، أو يعطي أحداً من أولاده أكثر من الآخرين، فهنا يحقّ للآخرين الاعتراض على هذا التوزيع، بما يزيد عن الثّلث، بمعنى أنّ مقدار الثّلث من ماله، هو الّذي يعطى لولده الذي أراد أن يزيد نصيبه، أمّا الثلثان الباقيان، فيوزّعان على البقيّة بحسب التوزيع القرآني.

ومن الناحية الاجتماعية التربوية، فإنّنا لا ننصح بأن يحرم الإنسان أحد أبنائه من ميراثه، مهما كانت الأسباب، لأن هذا الرابط المادي له تأثير كبير في بقاء العلاقة المعنوية والروحية بين الآباء والأبناء، فإذا شعر أحد الأبناء أو أكثرهم، بوجود هذا التمايز بينهم، أو حرمان بعضهم، وخصوصاً البنات، فإن هذا سوف يضعف علاقتهم المعنوية والروحية بآبائهم، وسوف يؤدّي إلى زرع بذور الشقاق بين الأبناء.

وهناك ظاهرة سيّئة في مجتمعنا ـ للأسف ـ وهي إصرار الآباء على حرمان البنات من نصيبهنّ من الميراث، بحجّة أننا لا نورّث الصهر الغريب عن العائلة، وهذا كلام يناقض التقسيم القرآني، لأنّ الله سبحانه أعطى لكلّ وارث نصيبه، ولم يحرم أحداً من هذا الميراث، لما له من دور في بقاء الرابط المعنوي والروحي ما بعد الموت، والأبناء عادةً يشعرون بالفرح والسعادة عندما يبقى لهم شيء من أملاك آبائهم.

***

مرسلة الاستشارة: تيما.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 20 تشرين الأوّل 2014م.

نوع الاستشارة: اجتماعيّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية