استشارة..
أنا شابّة متفائلة وملتزمة، ولكنّ حياتي وعائلتي ليس لهما معنى، فقد بدأت معاناتنا أولاً، عندما كنا صغاراً، بسبب الشجار الدائم بين والديّ، ثم ازداد حالنا سوءاً بعدما توفي أبي، وتركنا بلا أيّ معيل. والمشكلة، أنَّه اتّفق مع أحد أعمامي قبل وفاته على إعالتنا، متنازلاً له عن بعض الأملاك، ولكن للأسف، حرمنا من الميراث، وحتى من المنزل الذي نسكن فيه.
وبعد جدال عنيف، حصلنا على المنزل، وعلى مبلغ ماليّ معين. ولأنَّنا قاصرون، لم نستطع الاستفادة من هذا المبلغ في وقتها، واليوم، لم يعد لهذه النّقود قيمة، بسبب تغيّر الظروف، وقد عشنا على الصّدقات، وما زلنا كذلك إلى اليوم، لأنّنا بنات. ولكن مصيبتنا ليست الفقر وحده، فقد تحمّلنا كل شيء، إلا أمراً واحداً، فإحدى أخواتي، دمّرتنا بسبب علاقاتها مع الشباب، ما أثّر في سمعتنا، وقد حاولنا معها بكلّ الطرق لثنيها عن هذه التصرفات، فجرّبنا اللّين والتفهم تارةً، والضّرب تارةً أخرى، ولم تتغيّر. والأدهى، أنها تسرق ذهب أمّي وكتبنا... وحرمتني وأخوتي من دخول الكليّة الّتي نحلم بها، وبسبب هذه الظّروف، نعاني جميعنا أمراضاً نفسيّة.
دعونا الله كثيراً منذ ثماني سنوات، وحالنا ما زال كما هو، فهل يعاقبنا الله على ذنوب ربما استصغرناها، أو أنّه يبتلينا؟
وجواب..
الأخت الفاضلة، لقد تأثرت كثيراً بقصّتك، وأعجبني وصف نفسك بالمتحدّية. نعم، هذا الواقع الذي تعيشينه يحتاج إلى تحدٍّ، ولكنّ ما تعيشينه ليس عقاباً، بل له وصفان: بلاء من الله تعالى، وظلم من الآخرين؛ فهو ظلم، لأنه تعدٍّ على حقوقكم وأنتم أيتام، والله تعالى نهى عن التعدي على حقوق الآخرين، وخصوصاً الأيتام، {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}[الإسراء: 34].
وقد كان من المفروض من أعمامك، أن يحافظوا على الأمانة، حتى لو لم يعطهم الوالد شيئاً، فهذا واجبهم الإنساني، وعليهم أن يرعوا شؤونكم، لا أن يتعدّوا على حقوقكم الماليّة.
ومن جهة ثانية، هو بلاء، لأنّ الإنسان المؤمن معرَّض دائماً للبلاء والامتحان، والمطلوب هو الصّبر: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: 10]. وما على الإنسان إلا الصّبر، والبحث عن حلٍّ لمشاكله بمعونة أهل الثّقة من المؤمنين، سواء على المستوى الماليّ أو على المستوى الاجتماعيّ، وأسأل الله تعالى أن يلهمكم الصّبر، وأن يفرّج عنكم همومكم وغمومكم.
***
مرسلة الاستشارة: المتحدّية.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 24 تشرين الأوّل 2014م.
نوع الاستشارة: اجتماعيّة.
استشارة..
أنا شابّة متفائلة وملتزمة، ولكنّ حياتي وعائلتي ليس لهما معنى، فقد بدأت معاناتنا أولاً، عندما كنا صغاراً، بسبب الشجار الدائم بين والديّ، ثم ازداد حالنا سوءاً بعدما توفي أبي، وتركنا بلا أيّ معيل. والمشكلة، أنَّه اتّفق مع أحد أعمامي قبل وفاته على إعالتنا، متنازلاً له عن بعض الأملاك، ولكن للأسف، حرمنا من الميراث، وحتى من المنزل الذي نسكن فيه.
وبعد جدال عنيف، حصلنا على المنزل، وعلى مبلغ ماليّ معين. ولأنَّنا قاصرون، لم نستطع الاستفادة من هذا المبلغ في وقتها، واليوم، لم يعد لهذه النّقود قيمة، بسبب تغيّر الظروف، وقد عشنا على الصّدقات، وما زلنا كذلك إلى اليوم، لأنّنا بنات. ولكن مصيبتنا ليست الفقر وحده، فقد تحمّلنا كل شيء، إلا أمراً واحداً، فإحدى أخواتي، دمّرتنا بسبب علاقاتها مع الشباب، ما أثّر في سمعتنا، وقد حاولنا معها بكلّ الطرق لثنيها عن هذه التصرفات، فجرّبنا اللّين والتفهم تارةً، والضّرب تارةً أخرى، ولم تتغيّر. والأدهى، أنها تسرق ذهب أمّي وكتبنا... وحرمتني وأخوتي من دخول الكليّة الّتي نحلم بها، وبسبب هذه الظّروف، نعاني جميعنا أمراضاً نفسيّة.
دعونا الله كثيراً منذ ثماني سنوات، وحالنا ما زال كما هو، فهل يعاقبنا الله على ذنوب ربما استصغرناها، أو أنّه يبتلينا؟
وجواب..
الأخت الفاضلة، لقد تأثرت كثيراً بقصّتك، وأعجبني وصف نفسك بالمتحدّية. نعم، هذا الواقع الذي تعيشينه يحتاج إلى تحدٍّ، ولكنّ ما تعيشينه ليس عقاباً، بل له وصفان: بلاء من الله تعالى، وظلم من الآخرين؛ فهو ظلم، لأنه تعدٍّ على حقوقكم وأنتم أيتام، والله تعالى نهى عن التعدي على حقوق الآخرين، وخصوصاً الأيتام، {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}[الإسراء: 34].
وقد كان من المفروض من أعمامك، أن يحافظوا على الأمانة، حتى لو لم يعطهم الوالد شيئاً، فهذا واجبهم الإنساني، وعليهم أن يرعوا شؤونكم، لا أن يتعدّوا على حقوقكم الماليّة.
ومن جهة ثانية، هو بلاء، لأنّ الإنسان المؤمن معرَّض دائماً للبلاء والامتحان، والمطلوب هو الصّبر: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: 10]. وما على الإنسان إلا الصّبر، والبحث عن حلٍّ لمشاكله بمعونة أهل الثّقة من المؤمنين، سواء على المستوى الماليّ أو على المستوى الاجتماعيّ، وأسأل الله تعالى أن يلهمكم الصّبر، وأن يفرّج عنكم همومكم وغمومكم.
***
مرسلة الاستشارة: المتحدّية.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 24 تشرين الأوّل 2014م.
نوع الاستشارة: اجتماعيّة.