المجيب عن الاستشارة: الشَّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشَّرعي في مؤسَّسة العلامة المرجع السيِّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
استشارة..
زوجي شديد العصبيَّة والانفعال، ودائماً ما يرفع صوته عليَّ وعلى الأولاد، ويوقعنا في حرجٍ شديد أمام الأهل والجيران، حتى إنَّه لا يقوم بواجباته ومسؤوليَّاته تجاه البيت الزوجيّ، فلا يعمل إلا قليلاً، ويقضي أوقاته مع أصدقائه وفي لعب الورق دائماً، حتى إذا ما طالبته بشيء يصرخ ويخرج من المنزل، وقد بات الوضع لا يُطاق، وأنا خائفة على حاضر عائلتي ومستقبلها، فماذا عليَّ أن أفعل إزاء ما يجري؟!
وجواب..
بدايةً، ينبغي أن ينتبه الزّوج إلى أنَّ سلوكه هذا يخالف الشَّرع الحنيف والقيم الإنسانيّة الَّتي تحتّم عليه أن يقوم بواجباته تجاه عائلته وأولاده كزوج وأب، فهو المسؤول شرعاً عن تأمين حاجاتهم الحياتيَّة والضَّروريّة، ولا يجوز له تمضية وقته في اللّهو واللّعب والفراغ مع أصدقائه، فإنَّ هذا الوقت الَّذي يهدره بهذا الشَّكل، هو مسؤول عنه أيضاً، ولا يجوز له إهدار وقته بما لا ينفع، متخلّياً عن واجباته ومسؤوليّاته.
أمّا الزوجة، فيمكنها الاستعانة بأحدٍ من معارفه أو أهله، أو ممّن تثق به، لإرشاد زوجها إلى خطورة سلوكه هذا، وتنبيهه إلى القيام بواجباته، وإذا لم تجد من يساعدها في هذا الموضوع، فلا مانع من رفع الأمر إلى القضاء الشّرعيّ لإلزامه بالنفقة.
وعلى الزّوجة، فيما يخصّ عصبيَّة زوجها وانفعاله الزّائد، أن يكون صدرها رحباً، وتستوعب الأمر قدر المستطاع، وأن تستعين أيضاً بمن تثق به بتنبيهه وإرشاده إلى أنَّ هذا الأمر غير جائز.
وعلى الرّجل والمرأة كليهما، ألا ينسيا أنَّ الله سبحانه وتعالى أمر بالمودَّة والرحمة في علاقتهما مع بعضهما البعض، امتثالاً لقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}[الروم: 21].. وهذه العصبيَّة الزائدة التي تصدر عن الرجل أو المرأة غير مبرّرة، ويجب أن تكون العلاقة بينهما قائمة على أساس من الاحترام والتفاهم، ولا يجوز أن يهين أحدهما الآخر.
ونلفت إلى أهميَّة دور أهل الزوج وأهل الزوجة في حلحلة هذا الموضوع، والمساهمة قدر الإمكان في التَّخفيف من هذه الحالات الشاذّة في مجتمعنا، ولا يجوز لهم الاعتذار بأنَّ هذا شأن عائليّ خاصّ لا يتدخّلون فيه، بل هم مسؤولون أمام أولادهم لإرشادهم إلى أخطائهم، وهم مسؤولون جميعاً أمام الله تعالى.



المجيب عن الاستشارة: الشَّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشَّرعي في مؤسَّسة العلامة المرجع السيِّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
استشارة..
زوجي شديد العصبيَّة والانفعال، ودائماً ما يرفع صوته عليَّ وعلى الأولاد، ويوقعنا في حرجٍ شديد أمام الأهل والجيران، حتى إنَّه لا يقوم بواجباته ومسؤوليَّاته تجاه البيت الزوجيّ، فلا يعمل إلا قليلاً، ويقضي أوقاته مع أصدقائه وفي لعب الورق دائماً، حتى إذا ما طالبته بشيء يصرخ ويخرج من المنزل، وقد بات الوضع لا يُطاق، وأنا خائفة على حاضر عائلتي ومستقبلها، فماذا عليَّ أن أفعل إزاء ما يجري؟!
وجواب..
بدايةً، ينبغي أن ينتبه الزّوج إلى أنَّ سلوكه هذا يخالف الشَّرع الحنيف والقيم الإنسانيّة الَّتي تحتّم عليه أن يقوم بواجباته تجاه عائلته وأولاده كزوج وأب، فهو المسؤول شرعاً عن تأمين حاجاتهم الحياتيَّة والضَّروريّة، ولا يجوز له تمضية وقته في اللّهو واللّعب والفراغ مع أصدقائه، فإنَّ هذا الوقت الَّذي يهدره بهذا الشَّكل، هو مسؤول عنه أيضاً، ولا يجوز له إهدار وقته بما لا ينفع، متخلّياً عن واجباته ومسؤوليّاته.
أمّا الزوجة، فيمكنها الاستعانة بأحدٍ من معارفه أو أهله، أو ممّن تثق به، لإرشاد زوجها إلى خطورة سلوكه هذا، وتنبيهه إلى القيام بواجباته، وإذا لم تجد من يساعدها في هذا الموضوع، فلا مانع من رفع الأمر إلى القضاء الشّرعيّ لإلزامه بالنفقة.
وعلى الزّوجة، فيما يخصّ عصبيَّة زوجها وانفعاله الزّائد، أن يكون صدرها رحباً، وتستوعب الأمر قدر المستطاع، وأن تستعين أيضاً بمن تثق به بتنبيهه وإرشاده إلى أنَّ هذا الأمر غير جائز.
وعلى الرّجل والمرأة كليهما، ألا ينسيا أنَّ الله سبحانه وتعالى أمر بالمودَّة والرحمة في علاقتهما مع بعضهما البعض، امتثالاً لقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}[الروم: 21].. وهذه العصبيَّة الزائدة التي تصدر عن الرجل أو المرأة غير مبرّرة، ويجب أن تكون العلاقة بينهما قائمة على أساس من الاحترام والتفاهم، ولا يجوز أن يهين أحدهما الآخر.
ونلفت إلى أهميَّة دور أهل الزوج وأهل الزوجة في حلحلة هذا الموضوع، والمساهمة قدر الإمكان في التَّخفيف من هذه الحالات الشاذّة في مجتمعنا، ولا يجوز لهم الاعتذار بأنَّ هذا شأن عائليّ خاصّ لا يتدخّلون فيه، بل هم مسؤولون أمام أولادهم لإرشادهم إلى أخطائهم، وهم مسؤولون جميعاً أمام الله تعالى.