امتهان الرَّقص والغناء!

امتهان الرَّقص والغناء!

استشارة..

ابنتي تريد امتهان الرّقص والغناء، وأنا أمنعها من ذلك. فما هو رأيكم في امتهان الرجل والمرأة للغناء والرّقص؟

وجواب..

هناك خلاف في مسألة الرقص بين العلماء، فهناك من يرى حرمة الرّقص، لأنه يرى حرمة كلّ لهو، وهناك من يرى أيضاً حرمة الغناء، سواء كان مضمونه حقاً أو باطلاً، وهناك من يرى حليّة الرّقص، شرط أن لا يكون خليعاً أو مثيراً للغرائز، وحلّية الغناء إذا كان مضمونه حقّاً.

لذلك، فإن اختلاف وجهات النظر تجعل مسألة امتهان امرأة للرّقص في مجتمع النساء، أو امتهان الرّجل للرقص في مجتمع الرجال ـ ونؤكد أن لا يكون خليعاً هنا وهناك ـ قد يكون محلَّلاً، كما هي وجهة نظرنا، التي نوافق فيها أستاذنا آية الله السيد الخوئي(قدس سره) ـ من حيث المبدأ ـ لكنه ـ بحسب طبيعة الذوق الإسلاميّ العام ـ لا ينسجم مع مرتكزات المتشرعة (كما يقولون)، أو مع الأجواء الإسلاميّة العامّة، لأننا قد نحلل أشياء من خلال عدم وجود دليل على حرمتها، ولكنها قد تأخذ من خلال العناوين الطارئة أو المتحركة، حسب الأوضاع الاجتماعيّة المختلفة، ما يجعلها محرَّمة بالعنوان الثّانوي، ولا سيّما أننا لا نجد في مجرى السيرة الإسلاميّة امرأة ترقص للنساء كممتهنة، أو رجلاً يرقص للرّجال بطريق الامتهان. لذلك، فإن مثل هذه المسألة تخضع لحركة العناوين الثانوية التي قد تفرض الحرمة في مرحلتنا هذه.

وربما تتطوّر أمور المسلمين، بحيث يكون الأمر مقبولاً اجتماعياً، بل قد يكون راجحاً، عندما يراد للمسلمين أن يأخذوا بأسباب الفنّ المحافظ على الحدود الشرعيّة، لأجل أن يبتعدوا عن الفنّ الذي يتجاوز الحدود الشرعيّة، باعتبار أن الفراغ قد يخلق مشكلةً تؤدّي إلى الانحراف وإلى الضّلال.

لذلك، فإن هذه المسألة ـ أمام الفتوى بالحليّة ـ قد تجد لها مجالاً في الرّخصة في بعض المراحل، ولكنك لا تستطيع أن تعطي ضوءاً أخضر واسعاً في هذا المجال، بل لا بدّ من دراسة الأمور بحسب طبيعة مصلحة الإسلام العليا في هذا أو ذاك.

وعليك توعية ابنتك بالأسلوب الحكيم والمنفتح، وتفهيمها ما فيه خيرها ومصلحتها وحفظ كرامتها وكيانها. فالشريعة أرادت في كلّ قواعدها حفظ مصالح الناس وكراماتهم، وحماية كيانهم، والوقاية من كلّ ما قد يسبّب مخاطر عليهم ولو بدرجة الاحتمال.

***

مرسل الاستشارة: ..........

نوعها: اجتماعيّة.

المجيب عنها: العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)/ من كتاب "فقه الحياة"، ص 174.

استشارة..

ابنتي تريد امتهان الرّقص والغناء، وأنا أمنعها من ذلك. فما هو رأيكم في امتهان الرجل والمرأة للغناء والرّقص؟

وجواب..

هناك خلاف في مسألة الرقص بين العلماء، فهناك من يرى حرمة الرّقص، لأنه يرى حرمة كلّ لهو، وهناك من يرى أيضاً حرمة الغناء، سواء كان مضمونه حقاً أو باطلاً، وهناك من يرى حليّة الرّقص، شرط أن لا يكون خليعاً أو مثيراً للغرائز، وحلّية الغناء إذا كان مضمونه حقّاً.

لذلك، فإن اختلاف وجهات النظر تجعل مسألة امتهان امرأة للرّقص في مجتمع النساء، أو امتهان الرّجل للرقص في مجتمع الرجال ـ ونؤكد أن لا يكون خليعاً هنا وهناك ـ قد يكون محلَّلاً، كما هي وجهة نظرنا، التي نوافق فيها أستاذنا آية الله السيد الخوئي(قدس سره) ـ من حيث المبدأ ـ لكنه ـ بحسب طبيعة الذوق الإسلاميّ العام ـ لا ينسجم مع مرتكزات المتشرعة (كما يقولون)، أو مع الأجواء الإسلاميّة العامّة، لأننا قد نحلل أشياء من خلال عدم وجود دليل على حرمتها، ولكنها قد تأخذ من خلال العناوين الطارئة أو المتحركة، حسب الأوضاع الاجتماعيّة المختلفة، ما يجعلها محرَّمة بالعنوان الثّانوي، ولا سيّما أننا لا نجد في مجرى السيرة الإسلاميّة امرأة ترقص للنساء كممتهنة، أو رجلاً يرقص للرّجال بطريق الامتهان. لذلك، فإن مثل هذه المسألة تخضع لحركة العناوين الثانوية التي قد تفرض الحرمة في مرحلتنا هذه.

وربما تتطوّر أمور المسلمين، بحيث يكون الأمر مقبولاً اجتماعياً، بل قد يكون راجحاً، عندما يراد للمسلمين أن يأخذوا بأسباب الفنّ المحافظ على الحدود الشرعيّة، لأجل أن يبتعدوا عن الفنّ الذي يتجاوز الحدود الشرعيّة، باعتبار أن الفراغ قد يخلق مشكلةً تؤدّي إلى الانحراف وإلى الضّلال.

لذلك، فإن هذه المسألة ـ أمام الفتوى بالحليّة ـ قد تجد لها مجالاً في الرّخصة في بعض المراحل، ولكنك لا تستطيع أن تعطي ضوءاً أخضر واسعاً في هذا المجال، بل لا بدّ من دراسة الأمور بحسب طبيعة مصلحة الإسلام العليا في هذا أو ذاك.

وعليك توعية ابنتك بالأسلوب الحكيم والمنفتح، وتفهيمها ما فيه خيرها ومصلحتها وحفظ كرامتها وكيانها. فالشريعة أرادت في كلّ قواعدها حفظ مصالح الناس وكراماتهم، وحماية كيانهم، والوقاية من كلّ ما قد يسبّب مخاطر عليهم ولو بدرجة الاحتمال.

***

مرسل الاستشارة: ..........

نوعها: اجتماعيّة.

المجيب عنها: العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)/ من كتاب "فقه الحياة"، ص 174.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية