استشارة..
رزقني الله ابنتين؛ آلاء وإسراء. هذه السنة سجَّلت آلاء في المدرسة بعدما بلغت ثلاث سنوات ونصف السنة، وأريد النصح منكم لأساعدها على التأقلم مع هذا الجو الجديد والتواصل مع زملائها، فهي تجلس لوحدها دائماً، وترفض اللعب مع الفتيات، وتبتعد عن الصبيان لأنهم يتشاجرون، على حدِّ قولها.
في البيت، تلعب مع إسراء التي تصغرها بعامٍ واحد، ولكنها تغار منها كثيراً وتؤذيها أحياناً، فأضطر إلى أن أقسو عليها، بيد أنني في المقابل ألبي كلّ طلباتها لأخفّف من حدّة هذا الشعور لديها، فهي تشكو من أن أختها تجذب الأنظار، وتسترعي اهتمام الكبار والصغار بعدما كانت هي المدلّلة في المنزل. أحاول قدر الإمكان مساعدتها، فأشتري لها الألعاب والهدايا لتفرح وتلعب بها مع أختها، ولكنها عنيدة، فكيف أتعامل مع عنادها؟ وهل تفيد هذه الطَّريقة الَّتي أتبعها؟ وكيف أمنعها من إيذاء أختها وأساعدها لتتأقلم مع الأولاد في المدرسة؟
وجواب..
الأخت الكريمة، ربما إجابتنا ستكون أشمل لو كنا نملك معلومات أوفى، أو لو كان بإمكاننا تحصيل إضافات على ما ذكرتيه في رسالتك. ولكن ثمة مجموعة من التوجيهات التي تساعدك على الأخذ بيد ابنتك لتتفاعل مع المجتمع.
أولاً، من الطبيعي أن يشعر الطفل بالغيرة من أخوته الذين يصغرونه، لأنَّ الأصغر سيحوز اهتماماً كان من نصيب أخيه الأكبر، فآلاء تعتبر أن إسراء أخذت حصتها من الاهتمام والتقدير والدلال.
ثانياً، نحن مسؤولون عن نمو أطفالنا اجتماعياً، من خلال جملة من الإجراءات والسلوكيات التربوية، كأن نصطحب الطفل معنا في بعض الزيارات، لندمجه مع أطفال آخرين وخلاف ذلك. بالنسبة إلى آلاء، يجب العمل على تعزيز علاقتها بالأطفال الآخرين، من خلال مدح محبتهم لها في كل فرصة متاحة، وتكريس فكرة أنها محبوبة من قبلهم، لتبادلهم العواطف والمشاعر الطيبة بدورها.
ولكن، قد لا يسمح لها هؤلاء الأطفال باللعب معهم وما إلى ذلك، ولذلك، علينا أن نكرس لديها مفهوم المشاركة، ومن ثم نجلب لها لعبةً جميلةً لا يمكن لطفل أن يلعب بها بمفرده، وتكون في الوقت ذاته، جذابة لباقي الأطفال، وتجعلهم يندفعون لمشاركتها بها واللعب معها، ويمكنك شراء بعض الحلويات وتكليفها بتقديمها لرفاقها، والحرص على حفظ حصتها هي من الحلوى.
ثالثاً، ما دامت آلاء تتحسّس من أختها الصَّغيرة، فلا بأس باصطحابها في بعض المشاوير دون وجود إسراء، لتشعر بأنكم تهتمون بها أكثر من أختها.
رابعاً، يمكن إشعار آلاء في بعض المواقف، بأنها مسؤولة عن رعاية أختها بمقدار ما، وبأنها الأكبر والأوعى والأشطر، فمن شأن هذا أن يخفف من عدائيتها تجاهها.
***
مرسلة الاستشارة: فاتن.
المجيب عن الاستشارة: الأستاذ هشام شحرور، اختصاصي في علم النفس.
التاريخ: 24 تشرين الأول 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية
استشارة..
رزقني الله ابنتين؛ آلاء وإسراء. هذه السنة سجَّلت آلاء في المدرسة بعدما بلغت ثلاث سنوات ونصف السنة، وأريد النصح منكم لأساعدها على التأقلم مع هذا الجو الجديد والتواصل مع زملائها، فهي تجلس لوحدها دائماً، وترفض اللعب مع الفتيات، وتبتعد عن الصبيان لأنهم يتشاجرون، على حدِّ قولها.
في البيت، تلعب مع إسراء التي تصغرها بعامٍ واحد، ولكنها تغار منها كثيراً وتؤذيها أحياناً، فأضطر إلى أن أقسو عليها، بيد أنني في المقابل ألبي كلّ طلباتها لأخفّف من حدّة هذا الشعور لديها، فهي تشكو من أن أختها تجذب الأنظار، وتسترعي اهتمام الكبار والصغار بعدما كانت هي المدلّلة في المنزل. أحاول قدر الإمكان مساعدتها، فأشتري لها الألعاب والهدايا لتفرح وتلعب بها مع أختها، ولكنها عنيدة، فكيف أتعامل مع عنادها؟ وهل تفيد هذه الطَّريقة الَّتي أتبعها؟ وكيف أمنعها من إيذاء أختها وأساعدها لتتأقلم مع الأولاد في المدرسة؟
وجواب..
الأخت الكريمة، ربما إجابتنا ستكون أشمل لو كنا نملك معلومات أوفى، أو لو كان بإمكاننا تحصيل إضافات على ما ذكرتيه في رسالتك. ولكن ثمة مجموعة من التوجيهات التي تساعدك على الأخذ بيد ابنتك لتتفاعل مع المجتمع.
أولاً، من الطبيعي أن يشعر الطفل بالغيرة من أخوته الذين يصغرونه، لأنَّ الأصغر سيحوز اهتماماً كان من نصيب أخيه الأكبر، فآلاء تعتبر أن إسراء أخذت حصتها من الاهتمام والتقدير والدلال.
ثانياً، نحن مسؤولون عن نمو أطفالنا اجتماعياً، من خلال جملة من الإجراءات والسلوكيات التربوية، كأن نصطحب الطفل معنا في بعض الزيارات، لندمجه مع أطفال آخرين وخلاف ذلك. بالنسبة إلى آلاء، يجب العمل على تعزيز علاقتها بالأطفال الآخرين، من خلال مدح محبتهم لها في كل فرصة متاحة، وتكريس فكرة أنها محبوبة من قبلهم، لتبادلهم العواطف والمشاعر الطيبة بدورها.
ولكن، قد لا يسمح لها هؤلاء الأطفال باللعب معهم وما إلى ذلك، ولذلك، علينا أن نكرس لديها مفهوم المشاركة، ومن ثم نجلب لها لعبةً جميلةً لا يمكن لطفل أن يلعب بها بمفرده، وتكون في الوقت ذاته، جذابة لباقي الأطفال، وتجعلهم يندفعون لمشاركتها بها واللعب معها، ويمكنك شراء بعض الحلويات وتكليفها بتقديمها لرفاقها، والحرص على حفظ حصتها هي من الحلوى.
ثالثاً، ما دامت آلاء تتحسّس من أختها الصَّغيرة، فلا بأس باصطحابها في بعض المشاوير دون وجود إسراء، لتشعر بأنكم تهتمون بها أكثر من أختها.
رابعاً، يمكن إشعار آلاء في بعض المواقف، بأنها مسؤولة عن رعاية أختها بمقدار ما، وبأنها الأكبر والأوعى والأشطر، فمن شأن هذا أن يخفف من عدائيتها تجاهها.
***
مرسلة الاستشارة: فاتن.
المجيب عن الاستشارة: الأستاذ هشام شحرور، اختصاصي في علم النفس.
التاريخ: 24 تشرين الأول 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية