مشاكل أهلي تحبطني وتؤثر في دراستي!

مشاكل أهلي تحبطني وتؤثر في دراستي!

استشارة..

أنا طالب جامعي أبلغ من العمر 19 عاماً، وأتابع دراستي في أوروبا. أتواصل مع عائلتي دوماً لأطمئنَّ إليهم، ولكنني أصاب بالإحباط كلما اتصلت بهم، بسبب حدة المشاكل بين والديَّ، والتي يؤدي إلى تفاقمها أهل أبي القاطنون قربنا. وبصفتي الابن البكر، أتحمَّل مسؤولية كبيرة تجاه أخوتي، وأحاول إيجاد الحلول للمشاكل المتزايدة.

منذ فترة، وصل الأمر بين والديَّ إلى الطلاق، ثمّ تصالحا، وعادت المشادات بينهما من جديد. وذات يومٍ، بلغني أنَّ أبي ضرب أمي. ونتيجة الضغوط النفسية التي أعانيها، والغربة، وهمّ الدراسة الجامعية، قمت بتوجيه رسالة قاسية لأبي، أخبرته فيها أن تصرفه لا ينمّ عن رجولة، وناتج من حقده على أمي، ثمّ ندمت على ذلك، لأنني أحبه وأحترمه، ولكنني كلَّما فكرت في الاعتذار إليه، أتخيل مشهد الضرب والإهانة، فأعدل عن رأيي. فما رأيكم بتصرف أبي؟ وماذا أفعل؟

وجواب..

ما يحدث في أسرتك أمر مؤسف ومؤلم، فهو مؤسف لأنه كثير الحدوث في مجتمعنا العربي والإسلامي، وربما الشرقي عموماً، حيث يكثر تدخّل الأهل في شؤون أولادهم المتزوجين وبناتهم المتزوجات، وخصوصاً إن كانوا يعيشون معهم أو بجوارهم بعد زواجهم.

 وهو مؤلم لجهة ما يسبّبه من إرباك وإزعاج لأفراد الأسرة حين تعصف بها الخلافات والهموم، وخصوصاً الأولاد، الذين يصيبهم النصيب الأكبر من الاضطراب، وينعكس سلباً على نفوسهم وأجسادهم وكفاءتهم الدراسية.

ولكن حيث إن ما يجري هو مصادفة سيئة وقدر ظالم، وحيث لن يكون بمقدور الأولاد تجنبه ماداموا ملزمين بالبقاء في مثل هذه الأسرة المضطربة، فإن على الأبناء الواعين الناضجين أن يوطّنوا أنفسهم على تقبل هذه النزاعات، رغم ما يكون للوالدين المتنازعين في نفوسهم من صورة فاضلة ونموذجية، وعليهم أن يعلموا أن والدهم ووالدتهم كسائر الناس من هذه الجهة، وأن ما يجري بينهما من اختلاف، يجري في كثير من البيوت. كما أن عليهم أن يستسلموا لحالة الكراهية التي تصدر من أهل والدهم تجاه والدتهم، وأن يعتبروها قدراً ظالماً وسيئاً، وعليهم أمام مثل هذه الخلافات، أن لا يميلوا إلى جانب الوالد أو الوالدة، وأن يقولوا لكل منهما الكلمة الطيبة والناصحة والمصلحة، فيسعوا دائماً لإصلاح الأمور وتقريب وجهات النظر.

إنهم حين يواجهون هذه الخلافات بهذه الروح، لن يعيشوا الصدمة ولا الأسى المفرط، وسيبقون متوازنين أمام مثل هذه الحوادث، ولن تضر بدراستهم ولا بعلاقاتهم بمحيطهم.

من جهةٍ ثانية، قد لا تكون مخطئاً في الرسالة التي أرسلتها ولا في مضمونها. وعلى فرض الخطأ، فإن الاعتذار من الوالد جيد على كل حال، وإنني أفضل لك أن تبقى على الحياد، وأن تصرف ذهنك عن هذه المشكلة بما لا يضر دراستك، فإن قلقك من أجل ذلك، لن يغير في الواقع، ولن يصلح الحال، بل إنك ستنزعج وتتأذى جراءها فحسب.حياك الله تعالى، ووفقك لمراضيه إنه سميع الدعاء.

***

مرسل الاستشارة:...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 9 تشرين الأول 2013م.

نوع الاستشارة: اجتماعية.

استشارة..

أنا طالب جامعي أبلغ من العمر 19 عاماً، وأتابع دراستي في أوروبا. أتواصل مع عائلتي دوماً لأطمئنَّ إليهم، ولكنني أصاب بالإحباط كلما اتصلت بهم، بسبب حدة المشاكل بين والديَّ، والتي يؤدي إلى تفاقمها أهل أبي القاطنون قربنا. وبصفتي الابن البكر، أتحمَّل مسؤولية كبيرة تجاه أخوتي، وأحاول إيجاد الحلول للمشاكل المتزايدة.

منذ فترة، وصل الأمر بين والديَّ إلى الطلاق، ثمّ تصالحا، وعادت المشادات بينهما من جديد. وذات يومٍ، بلغني أنَّ أبي ضرب أمي. ونتيجة الضغوط النفسية التي أعانيها، والغربة، وهمّ الدراسة الجامعية، قمت بتوجيه رسالة قاسية لأبي، أخبرته فيها أن تصرفه لا ينمّ عن رجولة، وناتج من حقده على أمي، ثمّ ندمت على ذلك، لأنني أحبه وأحترمه، ولكنني كلَّما فكرت في الاعتذار إليه، أتخيل مشهد الضرب والإهانة، فأعدل عن رأيي. فما رأيكم بتصرف أبي؟ وماذا أفعل؟

وجواب..

ما يحدث في أسرتك أمر مؤسف ومؤلم، فهو مؤسف لأنه كثير الحدوث في مجتمعنا العربي والإسلامي، وربما الشرقي عموماً، حيث يكثر تدخّل الأهل في شؤون أولادهم المتزوجين وبناتهم المتزوجات، وخصوصاً إن كانوا يعيشون معهم أو بجوارهم بعد زواجهم.

 وهو مؤلم لجهة ما يسبّبه من إرباك وإزعاج لأفراد الأسرة حين تعصف بها الخلافات والهموم، وخصوصاً الأولاد، الذين يصيبهم النصيب الأكبر من الاضطراب، وينعكس سلباً على نفوسهم وأجسادهم وكفاءتهم الدراسية.

ولكن حيث إن ما يجري هو مصادفة سيئة وقدر ظالم، وحيث لن يكون بمقدور الأولاد تجنبه ماداموا ملزمين بالبقاء في مثل هذه الأسرة المضطربة، فإن على الأبناء الواعين الناضجين أن يوطّنوا أنفسهم على تقبل هذه النزاعات، رغم ما يكون للوالدين المتنازعين في نفوسهم من صورة فاضلة ونموذجية، وعليهم أن يعلموا أن والدهم ووالدتهم كسائر الناس من هذه الجهة، وأن ما يجري بينهما من اختلاف، يجري في كثير من البيوت. كما أن عليهم أن يستسلموا لحالة الكراهية التي تصدر من أهل والدهم تجاه والدتهم، وأن يعتبروها قدراً ظالماً وسيئاً، وعليهم أمام مثل هذه الخلافات، أن لا يميلوا إلى جانب الوالد أو الوالدة، وأن يقولوا لكل منهما الكلمة الطيبة والناصحة والمصلحة، فيسعوا دائماً لإصلاح الأمور وتقريب وجهات النظر.

إنهم حين يواجهون هذه الخلافات بهذه الروح، لن يعيشوا الصدمة ولا الأسى المفرط، وسيبقون متوازنين أمام مثل هذه الحوادث، ولن تضر بدراستهم ولا بعلاقاتهم بمحيطهم.

من جهةٍ ثانية، قد لا تكون مخطئاً في الرسالة التي أرسلتها ولا في مضمونها. وعلى فرض الخطأ، فإن الاعتذار من الوالد جيد على كل حال، وإنني أفضل لك أن تبقى على الحياد، وأن تصرف ذهنك عن هذه المشكلة بما لا يضر دراستك، فإن قلقك من أجل ذلك، لن يغير في الواقع، ولن يصلح الحال، بل إنك ستنزعج وتتأذى جراءها فحسب.حياك الله تعالى، ووفقك لمراضيه إنه سميع الدعاء.

***

مرسل الاستشارة:...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 9 تشرين الأول 2013م.

نوع الاستشارة: اجتماعية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية