استشارة..
تشعر زوجتي بالغيرة الشديدة، وتلاحقني وتسألني عن كل شيء، بدعوى أنني كنت على علاقة بأخريات قبل زواجي، وتظن ـ خطأ ـ أنني مستمر في ذلك، الأمر الذي يشعرني بالضيق، ويسبب لنا المشاكل. أريد أن أساعدها على تخطي هذه الأزمة، لأنني أحبها جداً، ولا أريد أن أفقدها أو أن تتوتر علاقتنا بسبب توهمات خاطئة وغيرها، فبماذا تنصحونني؟
وجواب..
إننا - كما ذكرت - أمام حالة شديدة من الغيرة. وأظن أنها ليست حالة فريدة أو خاصة بزوجتك، بل هي حال الكثير من النساء اللواتي يصعب عليهنّ تخيّل وجود امرأة أخرى في حياة أزواجهنَّ. وقد تتخذ هذه الغيرة أشكالاً عدة، أبرزها خوف المرأة الدائم على زوجها من خوض أي علاقة نسائية حميمة، مهما كانت درجتها ومستواها، فتراها في هم وغم وقلق دائم من ذلك، وتراها تراقبه وتبحث في خصوصياته، إلى حد الخوف حتى من أبسط المجاملات البريئة لمن حوله من النساء، والتي قد تتضخم إلى الخوف من مجاملاته لأرحامه ومحارمه من النساء، وربما تطارده بأسئلتها الدائمة عن أماكن وجوده، والأشخاص الذين التقاهم، وموضوع الحديث الذي دار بينه وبينهم، بحيث يصل الأمر بها إلى إرباك حياتها وحياة زوجها، وتعقيد علاقاته الاجتماعية، والتسبب بحدوث شجار مؤلم، وربما عنيف في أحيان كثيرة.
وربما كان السبب في ذلك، عدم ثقتها بنفسها، وخوفها من أن تفقد حبها لها وإعجابه بها، وخصوصاً إن تقدم بها العمر قليلاً. كما أن بعض أقوال الرجل أو تصرفاته، هي السبب في إذكاء الغيرة، وزيادة قلق الزوجة وخوفها، ولا سيما عندما يمازحها ويخبرها برغبته في الزواج مرة ثانية، وأن هذا الأمر حلال في شرع الله، وخصوصاً أن الشريعة فعلاً قد أباحت للرجل أن يتزوج غير زوجته، زواجاً دائماً أو مؤقتاً، كما أن وضعه كرجل يساعد على الخروج من منزله والغيبة عنه، بسبب السفر أو غيره.
إنني شخصياً، لا أنكر دور هذه الأسباب في إثارة قلق الزوجة وإزعاجها، وزيادة خوفها على مستقبل حياتها الزوجية، لكن ما يجب أن نلتفت إليه، هو أنها لن تستفيد كثيراً من غيرتها، لأنها قد تؤدي إلى رد فعل عكسية، وستزيده انزعاجاً منها وانصرافاً عنها، رغم أنه قد يكون محباً ومخلصاً لها، وحريصاً على معاشرتها بالمعروف.
كما أن غيرتها الشديدة ستكون عائقاً أمام سعادتها وسعادة زوجها، بل مطرقة تدمر بها كيان أسرتها واستقرار حياتها الزوجية. ولذلك، عليها أن تثق بنفسها، وأن تحرص على كسب ود زوجها، ومعاشرته بالمعروف، وأن تعطيه مجالاً للقيام بدوره الاجتماعي، وتعزيز علاقته بمن حوله من أقارب وأصدقاء وزملاء، كي لا يشعر بأنها عقبة أمام آماله وطموحاته ورغباته.
وعليها أن تعلم أيضاً أن إيذاء الزوج أو سوء الظن به، من كبائر الذنوب، وأن تكون حريصة على رضا الله تعالى، وسلوك طريق الحكمة والاعتدال والواقعية في تعاطيها مع الأمور.
ومن جهة أخرى، نحث الزوج على أن لا يقول لزوجته ما يثير شكوكها، فإنَّ مداراتها، والمساهمة في طمأنتها، وتبديد مخاوفها، هو من حسن المعاشرة المفروض على الزوجين تجاه بعضهما بعضاً.
***
مرسل الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 12 تشرين الأول 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية.
استشارة..
تشعر زوجتي بالغيرة الشديدة، وتلاحقني وتسألني عن كل شيء، بدعوى أنني كنت على علاقة بأخريات قبل زواجي، وتظن ـ خطأ ـ أنني مستمر في ذلك، الأمر الذي يشعرني بالضيق، ويسبب لنا المشاكل. أريد أن أساعدها على تخطي هذه الأزمة، لأنني أحبها جداً، ولا أريد أن أفقدها أو أن تتوتر علاقتنا بسبب توهمات خاطئة وغيرها، فبماذا تنصحونني؟
وجواب..
إننا - كما ذكرت - أمام حالة شديدة من الغيرة. وأظن أنها ليست حالة فريدة أو خاصة بزوجتك، بل هي حال الكثير من النساء اللواتي يصعب عليهنّ تخيّل وجود امرأة أخرى في حياة أزواجهنَّ. وقد تتخذ هذه الغيرة أشكالاً عدة، أبرزها خوف المرأة الدائم على زوجها من خوض أي علاقة نسائية حميمة، مهما كانت درجتها ومستواها، فتراها في هم وغم وقلق دائم من ذلك، وتراها تراقبه وتبحث في خصوصياته، إلى حد الخوف حتى من أبسط المجاملات البريئة لمن حوله من النساء، والتي قد تتضخم إلى الخوف من مجاملاته لأرحامه ومحارمه من النساء، وربما تطارده بأسئلتها الدائمة عن أماكن وجوده، والأشخاص الذين التقاهم، وموضوع الحديث الذي دار بينه وبينهم، بحيث يصل الأمر بها إلى إرباك حياتها وحياة زوجها، وتعقيد علاقاته الاجتماعية، والتسبب بحدوث شجار مؤلم، وربما عنيف في أحيان كثيرة.
وربما كان السبب في ذلك، عدم ثقتها بنفسها، وخوفها من أن تفقد حبها لها وإعجابه بها، وخصوصاً إن تقدم بها العمر قليلاً. كما أن بعض أقوال الرجل أو تصرفاته، هي السبب في إذكاء الغيرة، وزيادة قلق الزوجة وخوفها، ولا سيما عندما يمازحها ويخبرها برغبته في الزواج مرة ثانية، وأن هذا الأمر حلال في شرع الله، وخصوصاً أن الشريعة فعلاً قد أباحت للرجل أن يتزوج غير زوجته، زواجاً دائماً أو مؤقتاً، كما أن وضعه كرجل يساعد على الخروج من منزله والغيبة عنه، بسبب السفر أو غيره.
إنني شخصياً، لا أنكر دور هذه الأسباب في إثارة قلق الزوجة وإزعاجها، وزيادة خوفها على مستقبل حياتها الزوجية، لكن ما يجب أن نلتفت إليه، هو أنها لن تستفيد كثيراً من غيرتها، لأنها قد تؤدي إلى رد فعل عكسية، وستزيده انزعاجاً منها وانصرافاً عنها، رغم أنه قد يكون محباً ومخلصاً لها، وحريصاً على معاشرتها بالمعروف.
كما أن غيرتها الشديدة ستكون عائقاً أمام سعادتها وسعادة زوجها، بل مطرقة تدمر بها كيان أسرتها واستقرار حياتها الزوجية. ولذلك، عليها أن تثق بنفسها، وأن تحرص على كسب ود زوجها، ومعاشرته بالمعروف، وأن تعطيه مجالاً للقيام بدوره الاجتماعي، وتعزيز علاقته بمن حوله من أقارب وأصدقاء وزملاء، كي لا يشعر بأنها عقبة أمام آماله وطموحاته ورغباته.
وعليها أن تعلم أيضاً أن إيذاء الزوج أو سوء الظن به، من كبائر الذنوب، وأن تكون حريصة على رضا الله تعالى، وسلوك طريق الحكمة والاعتدال والواقعية في تعاطيها مع الأمور.
ومن جهة أخرى، نحث الزوج على أن لا يقول لزوجته ما يثير شكوكها، فإنَّ مداراتها، والمساهمة في طمأنتها، وتبديد مخاوفها، هو من حسن المعاشرة المفروض على الزوجين تجاه بعضهما بعضاً.
***
مرسل الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 12 تشرين الأول 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية.