تركني وما زلت أحبّه.. فبماذا تنصحونني؟

تركني وما زلت أحبّه.. فبماذا تنصحونني؟

استشارة..

أحببت شخصاً كان يعدني بأنّه لن يتخلّى عني مهما حصل، ولكنّه تركني، وقلبي لا يتحمّل فُراقه... فماذا أفعل، وبماذا تنصحونني؟

وجواب..

كنّا قد تعرّضنا في استشاراتنا السابقة أكثر من مرّة للحالة التي تعانينها، ونصحنا الذين استشارونا بأنّ عليهم تقبل مفارقة الحبيب، وتحمل المعاناة الناجمة عن ذلك، وتعويد النفس على هجره، وعلى صرف الذّهن عنه كلّما خطر في البال، فهو ليس من الأمور المستحيلة.

إنّ العلاقات الاجتماعية بمختلف أنواعها، لا تبقى دائماً على وتيرة واحدة، فما أكثر ما يتحوّل الوفاق بين شخصين إلى اختلاف، أو يتحوّل الحبّ إلى كراهية، فيختلف الأرحام والجيران والأزواج والشّركاء فيما بينهم بعدما كانوا منسجمين متحابين، وحينئذٍ لا خيار أمامهم إلا بالتّسليم للأمر الواقع، ولتصاريف الأقدار وتقلبات القلوب والعواطف، والرّضا بما حدث، وتعويد النفس عليه، بدلاً من البقاء أسرى التأسف، والتزام الحزن والكآبة والتفكير الدائم فيما جرى، فإن أهم العبر والدروس الّتي يجب علينا استفادتها من تجارب هذه الحياة الدنيا، هي تقلّب أحوالها ما بين النّجاح والفشل، والسّعادة والشّقاء، والسّرور والحزن، وكذا تقلّب أحوال أهل هذه الدّنيا ما بين الفقر والغنى، والحبّ والكراهية، والأمن والخوف، والصحّة والمرض، حيث يجب على العاقل الحكيم أن يبقى ملتفتاً إلى ذلك، ومتأهّباً له، ومستعدّاً لتقبّله وتحمّل نتائجه، فإنه بذلك سيكون أقدر على الصّبر، وسيكون أكثر تفاؤلاً وقدرةً على تناسي آلامه، واستئناف محاولة جديدة يرجو أن تكون أكثر إسعاداً له وإنجاحاً لمساعيه، وخصوصاً إذا وثق بحسن اختيار الله تعالى، وتذكّر قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}[الحديد: 23].

ونودّ هنا أن نؤكّد حرمة لجوء بعض الناس إلى بعض المشعوذين الّذين يدّعون القدرة على إعادة الحبيب واستبدال الهجر له بالوصل، بكتابة (حجاب) له مقروناً ببعض أعمال السّحر، كما نؤكّد أن ذلك لن ينفعهم في شيء، فهو مجرّد أوهام وخرافات يسترزق بها هؤلاء من بعض من يخدعونهم، بل الواجب على المسلم المؤمن التّسليم للمقادير، والصّبر على البلاء واعتماد التفاؤل.

مرسل الاستشارة:...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التّاريخ: 22 كانون الثّاني/يناير 2014م.

نوع الاستشارة: اجتماعيّة.

استشارة..

أحببت شخصاً كان يعدني بأنّه لن يتخلّى عني مهما حصل، ولكنّه تركني، وقلبي لا يتحمّل فُراقه... فماذا أفعل، وبماذا تنصحونني؟

وجواب..

كنّا قد تعرّضنا في استشاراتنا السابقة أكثر من مرّة للحالة التي تعانينها، ونصحنا الذين استشارونا بأنّ عليهم تقبل مفارقة الحبيب، وتحمل المعاناة الناجمة عن ذلك، وتعويد النفس على هجره، وعلى صرف الذّهن عنه كلّما خطر في البال، فهو ليس من الأمور المستحيلة.

إنّ العلاقات الاجتماعية بمختلف أنواعها، لا تبقى دائماً على وتيرة واحدة، فما أكثر ما يتحوّل الوفاق بين شخصين إلى اختلاف، أو يتحوّل الحبّ إلى كراهية، فيختلف الأرحام والجيران والأزواج والشّركاء فيما بينهم بعدما كانوا منسجمين متحابين، وحينئذٍ لا خيار أمامهم إلا بالتّسليم للأمر الواقع، ولتصاريف الأقدار وتقلبات القلوب والعواطف، والرّضا بما حدث، وتعويد النفس عليه، بدلاً من البقاء أسرى التأسف، والتزام الحزن والكآبة والتفكير الدائم فيما جرى، فإن أهم العبر والدروس الّتي يجب علينا استفادتها من تجارب هذه الحياة الدنيا، هي تقلّب أحوالها ما بين النّجاح والفشل، والسّعادة والشّقاء، والسّرور والحزن، وكذا تقلّب أحوال أهل هذه الدّنيا ما بين الفقر والغنى، والحبّ والكراهية، والأمن والخوف، والصحّة والمرض، حيث يجب على العاقل الحكيم أن يبقى ملتفتاً إلى ذلك، ومتأهّباً له، ومستعدّاً لتقبّله وتحمّل نتائجه، فإنه بذلك سيكون أقدر على الصّبر، وسيكون أكثر تفاؤلاً وقدرةً على تناسي آلامه، واستئناف محاولة جديدة يرجو أن تكون أكثر إسعاداً له وإنجاحاً لمساعيه، وخصوصاً إذا وثق بحسن اختيار الله تعالى، وتذكّر قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}[الحديد: 23].

ونودّ هنا أن نؤكّد حرمة لجوء بعض الناس إلى بعض المشعوذين الّذين يدّعون القدرة على إعادة الحبيب واستبدال الهجر له بالوصل، بكتابة (حجاب) له مقروناً ببعض أعمال السّحر، كما نؤكّد أن ذلك لن ينفعهم في شيء، فهو مجرّد أوهام وخرافات يسترزق بها هؤلاء من بعض من يخدعونهم، بل الواجب على المسلم المؤمن التّسليم للمقادير، والصّبر على البلاء واعتماد التفاؤل.

مرسل الاستشارة:...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التّاريخ: 22 كانون الثّاني/يناير 2014م.

نوع الاستشارة: اجتماعيّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية