الصَّوم وإحياء الأمانة

الصَّوم وإحياء الأمانة

الصَّوم بكلّ معانيه وأهدافه، يربّي الصّائمين على كلّ ما ينمّي أخلاقهم، لتصبح هذه الأخلاق مرتكزة في وجدانهم وشعورهم، ومؤثّرة في سلوكهم العمليّ مع أنفسهم، ومع الناس من حولهم، ومع الحياة بأسرها.

ومن الأخلاقيّات الّتي يربّينا عليها الصّوم، أن نكون الأمناء الحاملين لمشعل الأمانة التي تصلح أوضاعنا، وتستقيم بها أمورنا وأوضاعنا، فلا يمكن للصائم المؤمن الملتزم أن يخون الأمانة ويسير بعكسها، فهذا ليس من طبعه وأصالة شخصيته. ويمتدّ مفهوم الأمانة ليشمل الحياة بأسرها، ويشمل كلّ طبيعة العلاقات الإنسانيّة الخاصّة والعامّة.

الصّائم المؤمن هو الأمين على نفسه وجوارحه، فلا ينظر بعينيه إلى ما حرّم الله تعالى النّظر إليه، ولا يأكل لقمةً من حرام، ولا يتكلّم بكلام يثير به الأحقاد والضّغائن والفتن، ولا يحرّك غرائزه بما يتعدّى حدود الله تعالى، ولا يمشي بقدميه إلى كلّ مكان فيه حرام، أو مجلس يُغتاب فيه الناس، وتهتك فيه الأعراض، فأمانة اللّسان حفظه من كلّ كلام مسيء إلى الإنسان والآخرين؛ من إساءة الزوج إلى زوجته، وإساءة الأولاد إلى أهلهم، وإساءة الناس إلى بعضهم البعض.

وأمانة البطون تعني ألا ندخل فيها طعاماً أو شراباً من وراء عمل محرّم، وأمانة العينين تعني ألا نمدّهما في النظر إلى كلّ ما نهانا الله عنه، وأمانة اليدين أن نستخدمها في كلّ ما يصلح أمور الناس، وليس فيما يفسدها، وأمّا الفروج، فأن نحفظها من كلّ علاقة محرّمة.

إنَّ الصّوم في أهدافه الأخلاقيّة الروحيّة يدعونا إلى التنبُّه لأهميّة الأمانة وحفظها وضرورتها في التأسيس لجيلٍ مؤمن عن حقّ، يعيش الإيمان في داخله، وتتحرّك الأمانة في كلّ خطواته، إذ لا معنى للصّوم، ولا قيمة له، ما لم نحرّك كلّ قوانا وحواسّنا في سبيل تأكيد الأمانة في كلّ تفاصيل حياتنا الخاصّة والعامّة.

والصّوم يعزِّز من مناعة المرء، ويلفته إلى عظيم مسؤوليّاته، لجهة استقرار الحياة ونظامها الإنساني والاجتماعي، بحيث يسعى إلى تحسين واقعه وإصلاحه وتوجيهه بما يتلاءم مع روح الإنسان المؤمن بدوره الرسالي في بثّ العطاء والتسامح وقيم البناء والإعمار على المستويات كافة.

إنَّ الصّوم فرصة حقيقية للعودة إلى الذات، ونكران كلّ الأنانيات والحسابات الضيّقة، والعمل على تنمية الأمانة في نفوسنا، لنكون مجتمع الصّائمين الأمناء المحافظين على كلّ الحياة، الّذين لا يسيئون إليها، بل يقبلون عليها بكلّ همّة ومحبّة وبصيرة، ليزرعوا فيها الصّلاح والفلاح.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


الصَّوم بكلّ معانيه وأهدافه، يربّي الصّائمين على كلّ ما ينمّي أخلاقهم، لتصبح هذه الأخلاق مرتكزة في وجدانهم وشعورهم، ومؤثّرة في سلوكهم العمليّ مع أنفسهم، ومع الناس من حولهم، ومع الحياة بأسرها.

ومن الأخلاقيّات الّتي يربّينا عليها الصّوم، أن نكون الأمناء الحاملين لمشعل الأمانة التي تصلح أوضاعنا، وتستقيم بها أمورنا وأوضاعنا، فلا يمكن للصائم المؤمن الملتزم أن يخون الأمانة ويسير بعكسها، فهذا ليس من طبعه وأصالة شخصيته. ويمتدّ مفهوم الأمانة ليشمل الحياة بأسرها، ويشمل كلّ طبيعة العلاقات الإنسانيّة الخاصّة والعامّة.

الصّائم المؤمن هو الأمين على نفسه وجوارحه، فلا ينظر بعينيه إلى ما حرّم الله تعالى النّظر إليه، ولا يأكل لقمةً من حرام، ولا يتكلّم بكلام يثير به الأحقاد والضّغائن والفتن، ولا يحرّك غرائزه بما يتعدّى حدود الله تعالى، ولا يمشي بقدميه إلى كلّ مكان فيه حرام، أو مجلس يُغتاب فيه الناس، وتهتك فيه الأعراض، فأمانة اللّسان حفظه من كلّ كلام مسيء إلى الإنسان والآخرين؛ من إساءة الزوج إلى زوجته، وإساءة الأولاد إلى أهلهم، وإساءة الناس إلى بعضهم البعض.

وأمانة البطون تعني ألا ندخل فيها طعاماً أو شراباً من وراء عمل محرّم، وأمانة العينين تعني ألا نمدّهما في النظر إلى كلّ ما نهانا الله عنه، وأمانة اليدين أن نستخدمها في كلّ ما يصلح أمور الناس، وليس فيما يفسدها، وأمّا الفروج، فأن نحفظها من كلّ علاقة محرّمة.

إنَّ الصّوم في أهدافه الأخلاقيّة الروحيّة يدعونا إلى التنبُّه لأهميّة الأمانة وحفظها وضرورتها في التأسيس لجيلٍ مؤمن عن حقّ، يعيش الإيمان في داخله، وتتحرّك الأمانة في كلّ خطواته، إذ لا معنى للصّوم، ولا قيمة له، ما لم نحرّك كلّ قوانا وحواسّنا في سبيل تأكيد الأمانة في كلّ تفاصيل حياتنا الخاصّة والعامّة.

والصّوم يعزِّز من مناعة المرء، ويلفته إلى عظيم مسؤوليّاته، لجهة استقرار الحياة ونظامها الإنساني والاجتماعي، بحيث يسعى إلى تحسين واقعه وإصلاحه وتوجيهه بما يتلاءم مع روح الإنسان المؤمن بدوره الرسالي في بثّ العطاء والتسامح وقيم البناء والإعمار على المستويات كافة.

إنَّ الصّوم فرصة حقيقية للعودة إلى الذات، ونكران كلّ الأنانيات والحسابات الضيّقة، والعمل على تنمية الأمانة في نفوسنا، لنكون مجتمع الصّائمين الأمناء المحافظين على كلّ الحياة، الّذين لا يسيئون إليها، بل يقبلون عليها بكلّ همّة ومحبّة وبصيرة، ليزرعوا فيها الصّلاح والفلاح.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية